لندن: صدر حديثاً العدد الجديد من مجلة "الكلمة" الإلكترونية الشهرية والتي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ وهو العدد ال 47 الخاص بشهر مارس/ أذار الجاري، وجاء صدور العدد الجديد من الكلمة عقب إندلاع الثورة المصرية والتي تخصص لها المجلة ملف العدد القادم إلى جانب الثورات العربية المتلاحقة، وكانت المجلة قد سبق وأن خصصت ملف للثورة التونسية العدد السابق. اشتمل العدد الجديد من الكلمة على ملف عن الحراك الثقافي في المغرب: سؤال المثقف وأسئلة التدبير الثقافي، وتأطيرا لسياق الحدث السياسي الذي مرت به ثورة مصر، والأفق الذي فتحته ثورة الغضب المصرية. حملت افتتاحية العدد عنوان "عودة الروح..وشرعية الثورة" توقف فيها الناقد صبري حافظ عند دلالات ما تمثله ثورة 25 يناير/كانون الثاني المصرية الرائعة من عودة حقيقية للروح المصرية، والعربية من ورائها. ويتوقف الناقد عند حركة تاريخية أخرى تتمل في "حركة الضباط الأحرار"، كاشفا عن قوة ثورة 25 يناير/ كانون الثاني وتميزها في الرصيد السياسي الذي أفرزته. وفي باب دراسات، تتناول الباحثة السودانية خديجة صفوت "الثورة وأدعيائها وغرمائها" ساعية إلى تقصي طبيعتها التي اندلعت فصولها تباعا في عالمنا العربي، وينقلنا الباحث الموريتاني محمد بن بوعليبة بن الغراب إلى "استراتيجيات تلقي النقاد لنجيب محفوظ"، ونتعرف مع الباحث العراقي محمد علي النصراوي على منطقة التداخل ما بين الشعري والسردي، ويترجم الباحث العماني عبدالله آل تويه في "علم الكونيات الإسلامي والتأويل القرآني" واحدة من دراسات داعية التفكير في زمن التكفير، والتي تكشف لنا عن رؤيته الفكرية الثاقبة، وعن منهجيته الجديدة والمتميزة في تأويل النص القرآني والتعامل معه. كما يقدم الباحث المغربي سعيد بوخليط دراسة شيقة في أعلام التيار النقدي الذي انطلق من فكر الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار، ويترجم الباحث السعودي حمد العيسى للكاتب البريطاني بول كوكرين إذ تكشف الدراسة عما وراء انطلاق القناة الاخبارية الجديدة التي ستبث إرسالها في المنطقة. وتتساءل عن غياب رد فعل أكثر من الصمت المريب لدخول إمبراطورية ميردوخ الإعلامية المشبهوهة إلى عالم البث العربي. وضم باب شعر ديوان "تعالوا نحلم بالثورة!" وهو ديوان شعري جماعي، يضم مختارات من قصائد لشعراء ينتمون لجغرافيات شعرية من مختلف أنحاء العالم العربي، اتفقوا أن تتوحد رؤاهم ونصوصهم الشعرية "في مديح الثورة". حفل العدد الجديد بقصائد الشعراء: محمود سليمان، أمارجي، رامي ياسين، فتح الله بوعزة، محمد بلمو، ونمر سعدي. وينشر باب مواجهات في هذا العدد حوارين مع ناقدين مغربيين مرموقين ومتميزين: بنعيسى بوحمالة وشعيب حليفي. أما باب السرد فيقدم كالعادة رواية جديدة هي "مقاطع من سيرة أبو الوفا المصري"، للروائي المصري أشرف الصباغ، وفي باب النقد، نقرأ للناقد صبحي حديدي حول أحد العلامات السينمائية العربية الفارقة: عمر أميرالاي الذي خطفه الموت الشهر الماضي، ويقربنا الباحث التونسي مصطفى القلعي من "أفكار حول الثورة التونسية". ويترجم أنس شاكر العمراني لألييت أرميل مقال "الثورة تصنع الإنسان"، أما الباحثة التونسية مزن أتاسي فتسافر بنا في عوالم القصبجي الموسيقية، عبر أربع أطروحات نقدية تغوص في تفاصيل اللحن، وتنويعات المقام، المفكر الفلسطيني سلامة كيلة يستقصي الحراك الثوري العربي الذي دشن مرحلة جديدة لرحيل كافة نظم الفساد التي دمرت المجتمعات العربية، وينتهي الباحث المغربي إبراهيم الكبلي عند قراءة في خطاب الديكتاتور. ويتوجّه باب علامات للباحث أثير محمد علي لاستفتاء نشر عام 1950 في مجلة الحديث الحلبية، ليطالع مع القارئ رأي مفكري تلك المرحلة، ويستبين الخطاب المفارق لمرحلتنا التي تقدم بها الشباب ناصية الثورة في مجتمعات تداعت بفعل الطغم الفاسدة، بينما يواصل الناقد المغربي عبدالرحيم مؤذن قراءة المثن القصصي الجديد في المغرب، متوقفا عند سماته الخطابية وموضوعاته. ويستقصي الأديب الفلسطيني جميل السلجوت نصا روائيا ينتصر للعقل للأديب جمال ناجي "عندما تشيخ الذئاب"، ويقارب الكاتب الأردني المقيم في قطر أيمن خالد دراوشة، رواية "فازع شهيد الإصلاح في الخليج" وهي من تأليف الروائي والكاتب القطري الدكتور أحمد عبد الملك. وتقربنا الإعلامية ليلى الوادي من العمل الروائي الجديد للشاعر والكاتب حسن نجمي "جيرترود" من خلال استحضار المرور العابر للكاتبة الأمريكية جيرترود ستاين بمدينة البوغاز، أما الكاتب العراقية رشا فاضل فترصد لنا في "احتفاء المعنى والمبنى العماري للقصيد" تجربة شعرية سبعينية، ويختتم السوسيولوجي المغربي عبدالرحيم العطري باب كتاب بما يسمه "سوسيولوجيا الثابت والمتحول" في تجربة نسائية مغربية رائدة. ملف العدد "الحراك الثقافي في المغرب: سؤال المثقف وأسئلة التدبير الثقافي"، الذي أعده محرر الكلمة عبدالحق ميفراني، يحاول الإنصات ومساءلة الوضع الثقافي في المغرب. بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطيان راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.