لندن: صدر مؤخراً العدد الجديد من مجلة "الكلمة" الإلكترونية الشهرية، عدد شهر سبتمبر/ آيلول2011، والذي جاء كعدد ممتاز اشتمل على أربعة كتب كاملة هي: رواية جديدة من تونس، ومجموعة قصصية من الجزائر، وديوان شعر من المغرب، وأول كتاب/ شهادة مشارك عن الثورة المصرية من مصر. افتتح الناقد الدكتور صبري حافظ باب دراسات بمقال "النوم في القفص ومستقبل الثورة" والذي قدم من خلاله قراءة مسرحية لأهم المشاهد التي أسفرت عنها الثورة المصرية الراقية، ولدلالات الصورة فيها وكيف تحثنا على التفكير في آليات تحقيق أهداف الثورة في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، وفي عملية تحقيق إسقاط النظام بكامله وبناء مشروع نهضوي جديد. وتدرس الباحثة السودانية خديجة صفوت في "النخب والشر تحت ألوية نبيلة"، ظاهرة "المتثاقفون" أو المثقف الذي تحول إلى أداة للشر الكوني، وبرع في التواطؤ على إخفاء الجريمة التي تدور على مستوى عالمي، يروح ضحيتها الشعوب المستضعفة والتي لا يدافع عنها مثقفوها وهي في أمس الحاجة إليهم. أما الباحث المغربي محمد أنقار فيقدم في "المقامة في درجة الصفر" دراسة معيارية تجنيسية، تسعى إلى التنظير من خلال التطبيق، وتكشف في إحدى مقامات السيوطي عن درجة صفر المقامة السردي. ويحذر الباحث الفلسطيني، والأستاذ الجامعي الذي يعيش في نيويورك، جوزيف مسعد من عواقب التقاعس في تنفيذ أجندة الثورة المصرية وتكريس مشروعيتها، ومن سطوة المال عليها، ومن أثر جرف الشوفينية الثورة بعيدا عن مرتكزاتها الأساسية وأهدافها. ويتتبع الباحث العراقي عبدالله إبراهيم في "آيات شيطانية" أثر التجربة الاستعمارية على الشخصية الهندية، بينما يكتب الباحث المغربي عبد اللطيف عدنان في "الثورة العربية: السؤال والنظرة والنظرية". ويقدم الباحث الفلسطيني محمد شاويش في دراسته "نحو نموذج حضاري مستقل" قراءة تفصيلية دقيقة لكتاب الباحثة السورية الذي تناولت فيها أبرز إنجازات تيار تأصيلي يدعو لتمحيص مقولات الحداثة من منظور إسلامي. وضم باب "نقد" ورقة نقدية للشاعر المرموق سليم بركات حملت عنوان "سوريا: متنزهات الصور"، في تأويله لخرائب بلده ومقارع الظلم نقداً، أو تحريضاً، أو مجابهةً. ويكتب الكاتب عيد أسطفانوس في "رقصة الخراف المذبوحة" عن ملامح الطهرانية التفتيشية التي أوصلت السودان إلى التقسيم. ويقدم الناقد مجدي ممدوح في "سؤال الماهية والوجود" مقاربة ثلاثية الأبعاد عبر ثلاثة نصوص شعرية استطاعت أن تقدم توصيفاً دقيقاً لإشكالية العلاقة الدرامية التي تربط الماهية بالوجود. ويقدم الناقد علي حسن الفواز قراءته "علوية صبح في اسمه الغرام"، أما الناقد المغربي سليمان فيقدم قراءة لفيلم "بون سواريه"، ويستدعي الباحث داعس أبو كشك منجز ناجي العلي الجمالي. واحتفى باب "كتب" بعدد سبتمبر من "الكلمة" بأهم الإصدارات العربية في مختلف الأجناس، ويقترح الباحث المغربي حمو بوشخار في "مطاوي باريز" قراءة مغايرة في ديوان الشاعر اللبناني إلياس لحود، والذي قدم تجربة شعرية مهمة في ديوانه "قصائد باريس". وتقدم لنا الصحفية الجزائرية المقيمة في روما سهيلة طيبي في "العقل الإسلامي: عوائق التحرر وتحديات الانبعاث" أهم خلاصات كتابا صدر حديثا لباحث تونسي يعالج تعاطي العقل الإسلامي مع المسائل الدينية والحضارية والسياسية في الراهن المعاصر. أما الناقد المغربي عبد الرحيم مؤذن فيواصل مقاربة إصدارات حديثة تقدم سمات حول النصوص القصصية "الأخرى" والتي اختارها الناقد بعناية كي تمثل اليوم الحراك الإبداعي المغربي في هذا السياق. وكتب الباحث أحمد بلخيري حول "رحلة الكتابة من النقوش الى الفضاء الرقمي"، وفي "موتى يعيدون تشكيل الوجود" ينطلق الناقد المصري عمر شهريار في مقاربته لديوان الشاعر الأردني موسى حوامدة من مفهوم المخالفة للمستقرات الثقافية الراسخة. ويستقصي الناقد المغربي التيجاني بولعوالي مجموعة قصصية، كانت هي الإصدار الوحيد للكاتب الراحل القاص المغربي المختار الغرباني، ويتناول الناقد الأدبي محمد معتصم رواية فلسطينية صدرت حديثا، عكست كاتبتها صورة الواقع العربي. وفي باب "شهادات/ مواجهات تنشر" مجلة "الكلمة" أول كتاب/ شهادة عن ثورة مصر، لكاتب مصري استشرف عمله الأول "ورود سامة لصقر" الكثير مما دار في العقود الثلاثة الماضية. وكتابة "مائة خطوة إلى التحرير" والذي يستشرف بدوره ما سيدور في الطريق الطويل إلى التحرير، ليس التحرير الميدان فحسب، وإنما التحرير الحقيقي والمنشود.