لندن: صدر مؤخراً عدد شهر فبراير/ شباط 2011 من مجلة "الكلمة" الإلكترونية الشهرية والتي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، وقد خصصت المجلة ملفاً خاصاً بالثورة التونسية حمل عنوان "ثورة تونس.. طاقة أمل في الأفق المسدود". وقد حرصت المجلة على جمع بعض أصداء هذا الحدث التاريخي الكبير الذي حدث في تونس لكي يكون جزءا من الذاكرة الثقافية والتاريخية معا، وتأطيرا لسياق الحدث السياسي الذي مرت به ، والأفق الذي فتحته ثورة الغضب المصرية. وفي باب دراسات قدم الناقد صبري حافظ بحث يستقصي "فجر الثورة العربية مصر بعد تونس .. الخوف يبدل مواقعه"، مشيرا الى أن ما يدور في مصر الآن ومنذ الخامس والعشرين من الشهر نفسه لا يقل أهمية عما جرى في الثورة الفرنسية، بل يمكن ومن قراءة موسعة للتاريخ القول بأن زخم الثورة الشعبية المصرية وقد جاء في أعقاب الثورة الشعبية التونسية أشد عرامة وأكثر أهمية. ويقول حافظ في دراسته إذا ما أخذنا الظروف والسياقات كلها في الحسبان سنجد أن ما يدور الأن في العالم العربي، بدءا بتونس واستمرارا بمصر، هو فجر ثورة مفتوحة، ثورة شعبية كبيرة بأي معيار من المعايير، وبأي مقارنة مع الثورات الكبرى من الثورة الأمريكية وحتى الثورة الفرنسية. وفي باب دراسات أيضاً تواصل الباحثة السودانية خديجة صفوت في القسم الثالث من دراستها "سفر تكوين محن السودان اللامتناهية" سعيها الحثيث لإعادة ترتيب الأحداث السودانية، وتتوقف الباحثة اللبنانية ليلى نقولا الرحباني من خلال دراسة متأنية حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مموضعة إياها في سياقها السياسي العام، وكتب الباحث الجزائري اسماعيل مهنانة عن "الإلهي والمقدس والدين في فكر هيدغر"، وتحاول الباحثة التونسية فوزية الشطي تحديد مفهوم الاشتراكية في فكر البعث، منذ أعمال ميشيل عفلق وصولا الى رصدها النقدي لتناقضات المفهوم وإشكالياته، بينما يقارب الباحث علي حتر أسئلة المفاوضات الصعبة، للتذكير بالثوابت القضية الفلسطينية وطبيعة الصراع الوجودي بين الايديولوجيتين العربية والصهيونية. في باب شعر، تقترح "الكلمة" ترجمة حديثة وجديدة لديوان شعري جديد بعنوان "الراعي العاشق وأشعار متفككة" للشاعر البرتغالي الكبير فيرناندو بيسوا، قدمها الشاعر المغربي عبداللطيف الإدريسي، كما يهدي الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف لفجر الثورة العربية، قصيدة "مصر البهية أمنا جاءت الى الساحة"، وقدمت المجلة قصيدة الشاعر المصري حسن طلب "أرسم صليبا كالهلال"، كما ضم العدد قصائد الشعراء: المغربي بن يونس ماجن، المصري البهاء حسين، والتونسي محمد علي القارصي. أما باب السرد فاحتفى بنص الروائي العراقي عواد علي "عشاق أرابخا" من ثلاثية "الحب والاحتلال" للروائي العراقي، وجوه أرابخا، كما يكتب القاص الفلسطيني المتوكل طه قصصا قصيرة جدا، إلى جانب نصوص العراقي باقر جاسم محمد، المصري أشرف الصباغ، المغربي إدريس خالي، والمصري العربي عبدالوهاب. وفي باب النقد كتب الناقد الجزائري أحمد بلحوت، ويرصد الناقد الفرنسي الكبير تودوروف الأخطار التي تهدد الديمقراطية، في حين يتتبع الناقد المصري محمد سمير عبدالسلام "أغنية كونية للأثر الجمالي" مبحرا في عوالم الروائي المصري الكبير إدوارد الخراط، ويكتب الناقد السعودي عبدالله بن أحمد الفيفي عن "الديمقراطية الموشومة" بينما يركز الباحث العراقي علاء اللامي على بواكير أعمال المفكر الراحل نصر أبو زيد، ويرى الباحث الفلسطيني مأمون شحادة أن تأجيج الرابطة الدينية تؤدي بأمريكا الى انقسامات وانشطارات اجتماعية. وفي باب علامات قدمت المجلة فصل "مطلب شرح الحرية بالمعنى المتعارف"، من كتاب "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" للمصلح السياسي خير الدين التونسي التونسي، فيما ينشر باب مواجهات حوارا موسعا حول الموسوعة الجديدة للسرد العربي التي صدرت حديثا للناقد العراقي المرموق عبدالله ابراهيم، ويفتتح المبدع المغربي المغترب حمودان عبدالواحد باب كتب، بقراءة ل"مأساة "ديلاوار" الأفغاني المظلوم، ويقدم الناقد محمد التفراوتي مراجعة لكتاب "الفقه والفلسفة في الخطاب الرشدي"، ويواصل الناقد عبدالرحيم مؤذن محاورته مع نصوص قصصية حديثة، ويتوقف في الحلقة الثانية عند مجموعة القاص سعيد أحباط "لاأرى وجوها"، ويرصد الباحث السوري علي بدوان "التوزيع الفلسطيني في سوريا"، ويكشف الناقد داعس أبو كشك رؤية إبداعية فلسطينية شعرية. ويختتم الناقد سليمان الحقيوي باب كتب، بقراءة لدلالات تتويج فيلم "خزانة الألم" بالأوسكار. هذا إلى جانب ما تقدمه المجلة من رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطيان راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.