القاهرة : شهد نادي القصة المصري ندوة لمناقشة المجموعة القصصية الجديدة للأديب خليل الجيزاوي بعنوان "حبل الوداد" والتي رأى النقاد أن قصصها الخمس عشرة أشبه بالرواية نتيجة ترابطها ولغتها المشتركة . شارك في الأمسية كل من الأدباء فؤاد قنديل، نبيل عبدالحميد والناقد الدكتور مدحت الجيار . وألمح الجيار إلى أن القصص مليئة باستلهامات التراث الشعبي، منها "طاسة الخضة " وهو عنوان واحدة من قصص المجموعة . وتعرف من خلال قصص المجموعة ملامح حياة هذا المؤلف فبيته ممتليء باللمبات النيون، ودائما يرمز البطل عنده لشخصية جماعية ويدخل في كل كينونات الأسرة مستخدما ما يشبه علم نفس المكان . ورأى الناقد أن قصة "أيام عز" تصلح لأن تكون رواية بذاتها ، مؤكدا أن خاتمة المجموعة القصصية تؤكد أنها متوالية وفيها نفس السيرة الذاتية وليست قصصا منفصلة . الروائي فؤاد قنديل أشار إلى عناوين القصص التي جاءت معظمها بضمير المتكلم، مشيرا إلى أن القصص توزعت أحداثها بين القرية والقاهرة، القرية بحنانها وشعبيتها وتراثها، والقاهرةالمدينة بتوحشها وشغفها . ويرى الأديب أن القاص حاول أن ينقذ عالم القرية من الفناء وهو دور أصيل للأديب، فهو ينهض بالتاريخ والتراث ويضعه صورة حية أمامنا، قبل أن تلتهم المدن كل شيء وتبقي من حياتنا هذه البنايات الشاهقة الإرتفاع ، وتبقي فلسفتها النفعية وسيطرة النزعة الإستهلاكية الرأسمالية الطاغية فيها ، وهذا الشغف بالمال والعولمة والجاه والثروة. أضاف قنديل: الكاتب ينتصر في المجموعة للقرية في مقابل المدينة، وهو يبحث عن روحه الضائعة في هذه القرية البسيطة، والكاتب مغمور بالمشاعر المتصلة مع الجد والقرية والحفيد ، أي المعالم المكانية والإنسانية. ونتيجة للأسلوب التلقائي الذي يعبر به الأديب عن ذاته أصبح يمكن اعتبار المجموعة تشبه السيرة الذاتية ، ويرى فؤاد قنديل أن الحس الشعبي من الملامح الأساسية في هذه المجموعة ، معتبرا أن استخدام ضمير المتكلم أضفى مصداقية أكبر على السرد. تناولت القصص الحكايات الشعبية منها فكرة العفاريت التي ترهب الصغار، والجدة ذات الشخصية القوية والحضن الكبير الذي لم تحتضن به الأسرة فقط بل القرية ككل. من جهته اعتبر الأديب نبيل عبد الحميد أن الأديب وإن كان أجاد في أسلوب الكتابة الأدبية إلا أنه دخل مناطق معلومة مسبقا ولم تكن مثيرة للقاريء ليتابعها لأنها طرقت كثيرا من قبل الأدباء من قبل .