الدوحة: حلت رواية الكاتب العالمي جابريل جارسيا ماركيز المعنونة ب "الجنرال في متاهة" ضيفة على محاضرة ألقاها الدكتور جيرالد مارتن مساء أمس بمقر مركز الفنون البصرية في الحي الثقافي، وذلك في إطار الأيام الثقافية الفنزويلية بالدوحة، وبمناسبة مرور 200 سنة على استقلال فنزويلا. ووفقاً لصحيفة "العرب" القطرية شارك بالمحاضرة كل من الدكتور خوان أنطونيو فيرنانديز سفير فنزويلا بالدوحة، وأحمد عاشير رئيس مكتب شئون الاحتفالية، وعدد من المهتمين بأدب وثقافة أمريكا اللاتينية. في البداية قدم المحاضر نظرة عامة عن مكانة أدب وثقافة أمريكا اللاتينية، ثم انتقل إلى الحديث عن تجربة ماركيز الإبداعية، مقسما مساره إلى مرحلتين أساسيتين، الأولى منذ بروز أعماله إلى أن نال جائزة نوبل عام 1982م، وفيه يبدو متشائما، والثانية تبدأ بعد هذا التتويج العالمي، حيث تؤشر أعماله على قدر كبير من التفاؤل. تعرض مارتن إلى شخصية سيمون بوليفار مؤسس الجمهورية الفنزويلية، مشيراً إلى دور ماركيز في التعريف بهذا الرمز والاحتفاء الأدبي به، وذلك بعدما جعله محورا لروايته "الجنرال في متاهته"، العمل الذي اعتبره مارتن أهم ما كتبه ماركيز. وسعى الدكتور جيرالد مارتن خلال محاضرته للنظر إلى تجربة ماركيز الإبداعية من خلال هذه الرواية، مترصدا مواقف الكاتب وحركته عبر النصوص، ومشيراً إلى أن أهم عناصر هذه الرواية التاريخية تتمثل في: الوحدة، والسلطة، والموت، والحب. وقد أظهر فيها ماركيز البطل بوليفار في صورة شخصية كاريبية أكثر منه فنزويلي، وتناول المحاضر عدد من مقاطع الرواية خاصة تلك التي تكشف الطبيعة الشاعرية للنص، ثم النهاية التي صورت موت بوليفار في مزرعة. يذكر أن الباحث الإنجليزي جيرالد مارتن أشهر دارس لأدب وتجربة جابرييل جارسيا ماركيز، وذلك منذ أن نشر كتابا حول سيرته بعنوان "جابرييل جارسيا ماركيز: حياة"، وتحدث فيه عن تجربته مع ماركيز، وقراءته لمجمل أعماله الأدبية، وقد تجاوز عدد صفحات الكتاب 2500 صفحة تطلب إنجازها 17 عاما من العمل.