القاهرة: أصدر الناقد د.جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة كتاب جديد بعنوان "نجيب محفوظ الرمز والقيمة"، وقد وقع اختيار عصفور على هذا الكتاب ليصدره بمناسبة فوزه بجائزة القذافي العالمية للآداب، ويعد أول منشورات الجائزة التي منحت لجابر عصفور في دورتها الأولى لعام 2009. أهدى عصفور الكتاب إلى "الذين يعرفون مكانة نجيب محفوظ وقدره الإبداعي" . وتملك الدار المصرية اللبنانية حق نشر هذا الكتاب، حيث منحتها مؤسسة جائزة القذافي حق نشر طبعة واحدة من الكتاب مدتها ثلاث سنوات. ينقسم الكتاب بعد المقدمة إلى خمسة أجزاء هي "احتفاءات ، ملاحظات ، إضاءات ، في مرايا النقد ، أبعاد محاولة الاغتيال ، والجزء الأخير نال وحده مئة وثلاثين صفحة وهو من الموضوعات الإشكالية التي شغلت فكر الدكتور جابر عصفور حول "الإرهاب " الذي يمارس ضد الفكر والثقافة والإبداع من قبل الجماعات والتنظيمات والمؤسسات الدينية، بحسبه. وفي القسم الأخير من كتابه يسائل المؤلف الإرهاب الديني مشيرًا إلى دلالات طعن نجيب محفوظ وحكاية روايته الشهيرة "أولاد حارتنا"، متناولا كتب التكفير وخطابه . وفي توطئته لكتابه "نجيب محفوظ الرمز والقيمة" يشير جابر عصفور إلى أن نجيب محفوظ المبدع ظل هو العقل الباهر الذي يستطيع أن يناوش بالرمز والإشارة كل المحرمات أو التابوهات التي تمتد من الذرّ إلى الذُرى، ويرى عصفور أن الروايات الثلاث الأولى لمحفوظ "رادوبيس 1943 " و "عبث الأقدار 1939" و"كفاح طيبة 1944" ظلت المكونات الأولى للمبادئ التي ظلت ثابتة في كل أعمال نجيب اللاحقة ابتداءً من "القاهرةالجديدة" في الأربعينيات وانتهاء ب "أحلام فترة النقاهة" التي كانت آخر ما كتب. وفي الكتاب يؤكد د. جابر عصفور مقولة الناقد لويس عوض قبل أن يفوز محفوظ بنوبل للآداب 1988 بأكثر من ربع قرن، تحديدا في مارس 1962، عندما وصف نجيب محفوظ بأنه قد أصبح مؤسسة أدبية، شعبية، شامخة، تستقطب الاتجاهات كلها في الإعجاب بها، ويجيئها السياح ليتفقدوها ضمن معالم نهضتها الحديثة. ويعتبر د. عصفور أن محفوظ واحد من الكتَّاب الاستثنائيين شأنه شأن عظماء الكتَّاب الذين خلفوا بكتاباتهم آثارا غائرةً في الوعي الإنساني ؛ فهو كاتب مصري عربي إنساني ، يجمع بكتابته ما يصل الإنسان بالإنسان على امتداد الزمان والمكان ، وعلى اختلاف اللُّغات والديانات والأعراق والقوميات . ولذلك تتزايد مساحة قرَّائه على امتداد العالم ، وتتصاعد أعداد ترجماته بكل اللغات.