يرصد المحقق بوكالة الاستخبارات الامريكية تشارلز إي ديلفر في كتابه الجديد "لعبة الاستغماية: البحث عن الحقيقة في العراق"، أيام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في الأسر، ويسجل فيه وقائع تفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق استمر عقودا، بدأ في تسعينات القرن الماضي ، ولاحقا من مجموعة بحث قادتها المخابرات المركزية الأمريكية، التي استنتجت في خريف2004 أن العراق بالأساس جرد من برنامج أسلحته النووية قبل الغزو الأمريكي. ووفقا لمرفت عمارة بصحيفة "أخبار الأدب" المصرية، كتب صدام حسين خلال أيامه الأخيرة تحت الأسر الأمريكي شعرا، وغازل الممرضات الأمريكيات، وأبدي رغبته في استئناف برنامج الأسلحة النووية، وطلب أن يتم إعدامه بإطلاق النار من فرقة إعدام عسكرية كأي جندي، وألا يشنق كأي مجرم عادي. الكتاب الذي أعيق صدوره لأكثر من تسعه شهور من مراجعي وكالة المخابرات المركزية تضمن وقائع جديدة حول إفساد حكومة "فلادمير بوتين" إتفاقات البترول مع العراق، وجهود بوتين لإقناع صدام التنازل لتجنب الغزو الأمريكي، كما يصف أيضا برنامجا أوليا من المتمردين العراقيين لتطوير الوسائل الكيماوية، منها "الرايسين" وهو عنصر شديد السمية مشتق من بذور الخروع، تلك العملية التي أحبطت من قوات التحالف كما ذكر المؤلف. ويقول "دفلر" أنه عشية الغزو الأمريكي سنه2003 توافرت لديه معلومات صريحة حول برنامج الأسلحة العراقية، وقادته أكثر من أي مسئول أمريكي آخر، لكنه ترأس أيضا فريق تفتيش الأممالمتحدة الذي إفترض بشكل خاطئ إمتلاك العراق أسلحة دمار شامل، ووصف كيف قدم كبار مسئولي العراق التماسات عديدة لبدء حوار مع الولاياتالمتحدة لتحسين العلاقات "وفي كل مرة نقلت فيها هذا الإلتماس إلي واشنطن، لا أجد أي استجابه، وأي شئ غير ذلك، كانوا يفوتون الفرصة علي واشنطن للحصول علي مزيد من المعلومات عنه". ثم أختير "ديلفر"لاحقا من قبل "مدير المخابرات المركزية"جوج تينيت" ليرأس مجموعة مسح أراضي العراق، بحثا عن اسلحة الدمار الشامل،مما قاده إلي"كامب كوبر"، وهو مركز إعتقال بمطار بغداد الدولي يحتجز به"من لهم قيمة عاليه، ومنهم صدام حسين ومساعديه. وكتب أن صدام حسين قضي أيامه الأخيرة في حالة من الهدوء والسكينة أطلقنا عليها "حديقة الحيوان المدللة"، في زنزانه إنفرادية، كان زائره الوحيد فيها محققا شابا من مكتب التحقيقات الفيدرالية يحمل جنسية لبنانية أمريكية، يدعي "جورج بيرو"، كان الرئيس العراقي يعتبره بمثابه إبن له، وخلال جلساته مع "بيرو" صرح أنه إستمر يبحث إعادة تأسيس برنامج الأسلحة النووية، مادام أعداؤه "إيران" وإسرائيل" تمتلكان مثل تلك الترسانه من الأسلحة، كما إعترف صدام أيضا أنه أراد إقناع العالم انه لايزال يمتلك مثل تلك الأسلحة،كي يُظهر لجيرانه الأقوياء، أنه لم يصل إلي درجة مهلكة من الضعف، بالرغم من استمرار عقوبات الأممالمتحدة علي بلاده لعقود.