صدر حديثا عن مركز الجزيرة للدراسات كتاب "باراك أوباما والعالم العربي" في محاولة لتحليل مواقف المرشح الديمقراطي الذي انتخب رئيسا للولايات المتحدة بشأن عدد من قضايا العالم العربي والإسلامي. وأوردت "الجزيرة. نت" أن الكتاب يحاول أن يعرف القراء على أوباما باعتباره مرشحا فريدا بسبب خلفيته العرقية والثقافية، إذ إنه أول مرشح رئاسي أفريقي أميركي، وأول مرشح رئاسي ينحدر من جذور مسلمة وقضى بعض سنوات طفولته خارج الولاياتالمتحدة وفي أكبر بلد مسلم (إندونيسيا). ويعرض الكتاب مواقف المرشح الديمقراطي من عدد من قضايا العالم العربي والإسلامي (الصراع العربي الإسرائيلي، والعراق، وإيران، والإسلام، والديمقراطية في العالم العربي) وذلك من خلال تصريحاته وخطاباته أثناء الحملة الانتخابية. ويشير المؤلف إلى أن بعض العرب علقوا كثيرا من الآمال على أوباما رغم شكهم في إمكانية أن تتغير السياسة الأميركية أو أن يأتي رئيس أميركي محايد تجاه العرب رغم تاريخ أميركا وسياساتها في المنطقة ولوبياتها القوية وعلى رأسها لوبي إسرائيل. ولد باراك حسين أوباما في الرابع من أغسطس/ آب من العام 1961 في هاواي , لأب كيني مسلم وام أمريكية بيضاء من ولاية كانساس , تربى خصوصاً في كنف والدته بعد انفصالها عن زوجها الذي عاد إلى كينيا, وباراك لا يزال في الثانية من عمره. انتقل أوباما إلى دجاكرتا صغيراً بعد زواج امه من مهندس نفط اندونيسي الجنسية وانجبت مايا الاخت غير الشقيقة لباراك. في مطلع شبابه التحق أوباما بإحدى جامعات كاليفورنيا قبل أن ينتقل إلى جامعة كولومبيا الشهيرة في نيويورك ليتخرج منها في عام 1983 حاصلاً على البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. انصرف أوباما بعد الدراسة إلى مجال العمل الأهلي لمساعدة الفقراء والمهمشين, كما عمل كاتباً ومحللاً مالياً لمؤسسة "بزنس انترناشونال كوربوريشن". في عام 1985 انتقل أوباما للأقامة في مدينة شيكاغو ليعمل مديراً لمشروع تأهيل احياء الفقراء وتنميتها. في عام 1961 تخرج المرشح الديمقراطي من كلية الحقوق بجامعة هارفرد , وحاضر في القانون في جامعة إلينوي في عام 1993 . لم يدخل باراك أوباما عالم السياسة إلا في عام 1996 عقب انتخابه عضواً في مجلس شيوخ ولاية إلينوي , لينخرط بشكل رسمي في انشطة الحزب الديمقراطي. في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الفين واربعة فاز في انتخابات الكونجرس عن ولاية إلينوي بنسبة 70% من إجمالي أصوات الناخبين في مقابل 27 % لمنافسه الجمهوري ليصبح واحداً من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي سناً وأول سناتور أسود في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكي. خلال السنة الاولى لممارسته في مجلس الشيوخ , صرح السناتور أوباما انه لن يسعى لترشيح نفسه للرئاسة في عام 2008. لكن في وقت لاحق وتحديداً في فبراير/ شباط 2007 أعلن عزمه على خوض سباق الرئاسة الأمريكية, "ولم لا" , على حد قوله , طالما أن الطموح أمر مشروع, ثم انّ من يحل رئيساً في البيت الأبيض يحل حكماً في رأس هرم العالم , وفي الأمر بالطبع, إغراء شديد .