دبلن: فازت الكاتبة الأمريكية من أصل هندي جومبا ليهيري بجائزة "فرانك أوكنور" التي تعد واحدة من أرفع جوائز القصة في العالم وذلك عن مجموعتها "أرض غير مألوفة"، التي تدور حول متغيرات المجتمع البنغالي الذي تنتمي له الكاتبة في الأصل. وأعلنت لجنة محكمي الجائزة أن ليهيري كانت أقرب المرشحين وصولا للجائزة بمجموعتها ذات الثماني قصص رغم أن قائمة الجائزة القصيرة كانت تحوي أسماء من الفائزين بجائزة البوكر مثل "آني أرني" و "رودي دويلي" وهو ما جعل فوزها صادماً للكتاب والناشرين بشكل عام. ويذكر أن الكتاب الذي نشر الربيع الماضي قد قفز مباشرة إلي قمة قائمة الأكثر مبيعا في جريدة "النيويورك تايمز" الأمريكية وهو مصير غير مألوف لكاتبة قصة قصيرة. فاز كتاب ليهيري الأول "مترجم الأمراض" الذي نشر عام 1999، بجائزة بولتزر الأدبية ووصلت مبيعاته إلي حوالي 600 ألف نسخة. وقد أعلن عن فوزها رئيس لجنة التحكيم بات كوتر قائلا - كما نقلت عنه صحيفة "البديل" المصرية - "من الصعب أن نعد قائمة قصيرة وأن نضع فيها خمسة كتاب بهدف الإثارة غير الضرورية، فلم تختر اللجنة المجموعات القصصية بلا أسماء فقط، لكن أعضاءها يعتقدون أن ليهيري بمجموعتها "أرض غير مألوفة" حققت إنجازا لم يحققه كتاب آخر من المرشحين بحيث ينافس مجموعة ليهيري". وتبلغ قيمة الجائزة 35 ألف يورو وستسافر ليهيري إلي كورك لتستلم الجائزة في نهاية مهرجان "فرانك أوكنور" الدولي للقصة القصيرة في 21سبتمبر. في مجموعة "أرض غير مألوفة" تعبر لاهيري عن فئة المهاجرين من الهنود الي الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تنتمي هي نفسها اليها. الشخصيات - وفق جريدة "البيان" الإماراتية - هم مجموعة من البشر الذين يعانون جميعهم من مشاكل تعود الي انتمائهم - أو لنقل - عدم انتمائهم إلي ثقافتين مختلفتين تماما "الهندية والأمريكية"، إذ إن ظروف الهجرة والانتقال من مجتمع شرقي محافظ إلى مجتمع غربي متحرر جعلتهم يقفون علي الحدود بين الثقافتين، فلا هم متقبلون العادات والتقاليد الشرقية المحافظة، ولا استطاعوا التأقلم مع المجتمع الأمريكي المتحرر. في القصص الثماني التي ضمتها هذه المجموعة، توضح الروائية البنغالية جومبا لاهيري أن المكان الذي تشعر بأكبر ارتباط به ليس بالضرورة البلد الذي تربطك به صلة الدم أو الميلاد، وإنما هو المكان الذي يسمح لك بأن تكون ذاتك، وهو مكان لا تتردد لاهيري في الإشارة إلى أنه ربما لا يقع على أي خريطة. في القصة التي منحت المجموعة عنوانها تكرر روما، وهي محامية أميركية من أصل بنغالي، نمط حياة أمها عندما تتخلى عن اشتغالها بالمحاماة وتتبع زوجها إلى مدينة بعيدة حيث ينتظران ميلاد طفلهما الثاني. وعلى الرغم من اعتراض والد روما على ما يجري إلا أن تلك هي حياة روما في نهاية المطاف، وهي وحدها التي يتعين عليها اتخاذ القرار. وعندما يزورها الأب في سياتل قادما من بنسلفانيا فإنه يطرح عليها سؤالا أميركياً للغاية وهو: هل سيجعلها هذا سعيدة؟ وهو يهيب بها ألا تعزل نفسها وأن تبحث عن عمل، ويذكرها بأن الاعتماد على الذات هو أمر مهم. وهو يفكر في مدى تعاسة زوجته في السنوات الأولى من زواجهما. وسرعان ما يدرك أنه قد افترض دوماً أن حياة روما ستكون حياة مختلفة. ولكن إذا اختارت ابنته حياة في سياتل كان يمكن أن تعيشها في كالكوتا فمن الذي يمكنه القول إن هذا ليس برهاناً من نوع آخر على الحرية؟. يتألف القسم الثاني من المجموعة من ثلاث قصص تجمع معاً تحت عنوان "هيما وكوشيك"، وهي تستكشف التواريخ المتداخلة لهاتين الشخصيتين، وهما فتى وفتاه ينحدران من عائلتين بنغاليتين مهاجرتين، حيث تدور أحداث هذه القصص في لحظات مهمة من حياتهما. القصص إذن تدور في مجملها حول فكرة تمزق الهوية و المشاكل التي يعانيها المهاجرون، النفسية منها قبل المادية. تقدم لاهيري جيل الآباء من المهاجرين ذوي الأصول الهندية الذين أرادوا لأبنائهم حياة أفضل، وعيشاً أكثر استقرارا وأمانا، وسعوا مثل الملايين نحو الحلم الأمريكي، نحو أرض الأحلام حيث أفضل المدارس.. وظيفة مرموقة... منزل واسع.. إلا أنهم اكتشفوا بعد ارتحالهم أن مخاوفهم من تربية أبنائهم في ذلك المجتمع الغريب عليهم تفوق في الواقع المزايا التي توقعوها منه. يذكر أن مهرجان "فرانك أوكنر" هو أحد أهم مهرجانات العالم التي تحتفي بالقصة القصيرة ويقام في أيرلندا بشهر سبتمبر من كل عام، ويقام المهرجان بمدينة "كروك" مسقط رأس الكاتب الأيرلندي الراحل فرانك أوكنر أحد أهم كتاب القصة في القرن الماضي وتقبل الأعمال الإنجليزية فيه من جميع أنحاء العالم سواء كانت مكتوبة بالإنجليزية أو مترجمة فيقتسم كاتبها ومترجمها الجائزة، وقد بدأ المهرجان عمله للمرة الأولي في عام 2005.