صرح حمدين صباحي ، المرشح الرئاسي السابق ، ومؤسس التيار الشعبي المصري ، مع الدكتور عمرو حمزاوي ، في برنامج ( هنا العاصمة ) على قناة CBC الفضائية ، بأن التيار الشعبي هو محاولة لتنظيم صفوف ما يظنه أنهم اغلبية الشعب المصري ، و أن التيار ليس حزباً وإنما بناء تنظيمي أساسه الإيمان بالوطنية المصرية ومفتوحة عضويته لكل الشعب المصري بما فيهم الأحزاب الأخري ، وأن التيار لا يفرز أعضاءه بناءاً على إيديولوجيات إنما هو مشروع مصري وطني جامع ، و إنه يصنع تيار شعبي قاعدي ويعمل في القري والأحياء لأنهم لا يصنعوا نخب سياسية . و أضاف صباحي ، أنجزنا تغييراً تاريخياً في 25 يناير بالميادين والشهداء ، لكن مستقبل مصر أصبح رهن للإنتخابات أكثر من المظاهرات في الميادين ، مشيراً إلي أننا نحتاج إلي مشاهدة تاريخنا دون حذف اي جزء فيه ، نستفيد من إيجابياته ونتعلم من سلبياته ، مؤكداً علي أنه هناك سلبيات ناتجة عن الفترة الانتقالية، مثل الافراج عن المعتقلين وضباط 8 ابريل واحمد شومان، يجب حلها سريعا. و أشار صباحي ، إلي أن الدين هو ثروة ضخمة للشعب المصري ، ولا ينبغي لأحد أن يستخدمه في نشر الكراهية والفرقة ويجب إستخدامه في نشر الحب والعدل ، مضيفاً إلي أن التيار الشعبي مفتوح لكل المؤمنين بالدين بمعناه المتسامح و الوطنية المصرية الجامعة و أهداف ثورة يناير . و أكد صباحي ، علي إيمانه بأن الوطنية المصرية الجامعة تتسع للجميع وأحزاب الإسلام السياسي بلا شك جزء منها ، و أن بعض الاحزاب الدينية من بينها " الحرية والعدالة " موجودين الأن في السلطة ، والذي يفيد مصر الأن هو أن ندخل في منافسة سياسية شريفة معهم . و قال صباحي ، لا توجد دولة قوية بدون مجتمع قوي ، مشيراً إلي أنه من الافضل ألا يدخل التيار في تحالفات مع الأحزاب الإسلامية الموجودة في السلطة وإنما تقديم منافس شريف لها لتكون هناك بدائل أمام الشعب . و أوضح صباحي ، علي أنه لا يمكن فصل الثقافة المُتمثلة في الدين عن السياسة في مجتمعنا العربي ، ولكن لا يعني ذلك أن نستخدم الدين إستخدام حزبي ، فهناك أحزاب سياسية تحتكر الدين وتوظفه لمصالحها في حين ان اي حزب سياسي يجب عليه احترام الدين دون استخدامه او احتكاره . و كشف صباحي ، علي أنه يتم جرهم إلي معركة زائفة بين ديني ولا ديني ، كلنا نحترم الدين واخترناه في حياتنا سواء الاسلام او المسيحية ، منوهاً علي أنه لا يوجد خلاف في مصر على الدين ، وإنما الخلاف الحقيقي يجب أن يكون عن السياسات التي توفر الحياة الكريمة للمصريين ، فالقرآن يقول ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين، معنى ذلك اني لن أكون مسلما حقيقيا اذا لم اقاتل من اجل الفقراء . و أضاف صباحي ، إن مصر لا تخوض صراع ديني مدني ، وإنما صراع لإستكمال أهداف الثورة وتحقيق العدالة الاجتماعية ، فالاحزاب الإسلامية التي تحكم مصر يميلوا يميناً من ناحية الإقتصاد ، وهذا ما يتعارض مع مشروعنا " التيار الشعبي " . و قال صباحي ، لا أريد تسمية مشروع التيار الشعبي على أنه إسلامي أو ليبرالي او يساري ، هو مشروع للوطنية المصرية الجامعة ، مطالباً المصريين أن يؤمنوا بأن الأمل جزء أساسي من النصر ، و أنه ضد الشعور بالفزع و التخويف . و أوضح صباحي ، بأن ميزة بلدنا أنها بالغة التنوع وبالغة الوحدة ، و الشعب المصري أكبر من أن أحد مكوناته يهيمن عليه ويجبره على ما لا يريد ، مؤكداً علي أنه يكره الكراهية ويرفض كل من يحاولون بث الكراهية ، و يريد أن تكون هناك نزاهة في الاختلاف . و طالب صباحي ، من معارضين الرئيس أن يحترموا الرئيس المُنتخب وأن تكون معارضة نزيهة ، و يجب على من في الحكم إحترام المعارضة والحق في المعارضة . و أكد صباحي ، علي ان الإسلام أكثر من يدعو للإختلاف بالحكمة و المودة و ينهى عن الفحش في القول و الفجر في الخصومة ، ولكن للأسف البعض يفجر في الخصومة ويدعي ويكذب و يعتقد انها شطارة، قد تكون شطارة في كسب بضعة اصوات ولكنها ليست شطارة لبناء بلدنا ، وأستشهد بالدين المسيحي ، حيث قال السيد المسيح " أحبوا اعدائكم ، و في القرآن الكريم يقول " يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً "، هل هناك خلق أعلى من الحض على أطعام الاسير؟ و تمني صباحي ، للمزاج المصري أن يعتدل ، قائلاً : " نحن لسنا أعداء وانما نتنافس من أجل البلد والناس وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، فالمنافسة السياسية في صالح البلد والمواطن المصري ، مضيفاً بأن عليهم مسئولية الدفاع عن المستضعفين وتمكينهم من نيل نصيبهم في السلطة . وطالب صباحي ، بأن نحيي الأخوان المسلمين على تنظيمهم واجتهادهم ، ويجب على التيارات الأغلبية التعلم منهم . وأعرب صباحي ، عن شدة فرحه لحزب الدستور و مؤسسيه الشباب والدكتور البرادعي الذي يعد قيمة وطنية يجب أن نحترمها ونتعلم منها ، متمنياً أن يكون هناك إندماج بين التيار الشعبي وحزب الدستور ، و أنه شديد الحرص على أن يكون هناك تقارب بينهم و أن يتسع هذا التقارب ليضم قوى شعبية أخري ، متمنياً أن يحدث إئتلاف معهم . وتابع صباحي ، قائلاً : " أنه يرى أن الدكتور مرسي بتكوينه الفكري والسياسي لن يتمكن من تحقيق العدالة الاجتماعية واتمنى من الله ان اكون مخطئا ، مشيراً إل أنه لم يرى قرارات نحو العدالة الاجتماعية سوي إسقاط ديون 44 ألف فلاح رغم أن هناك الكثير من القرارات الخاصة بالفلاحين يجب تحقيقها . و أشار صباحي ، إلي أن فترة ال 100 يوم لم تنتهي ، ولكن الكثير من القرارات الخاصة على الاقل بالعدالة الاجتماعية يمكن أخذها في خلال تلك المدة ، مستشهداً بأن هناك أثنين من المواطنين أقدموا على حرق أنفسهم ، و من المؤسف أن يكون هناك مواطنيين فاقدين الأمل إلي الحد الذي يجعلهم ينهون حياتهم بعد الثورة . و استطرد صباحي ، قائلاً " لسان حال الشعب المصري يقول "ٌقمنا بثورة، قدمنا شهداء، أستحملنا الكثير، أنتخبنا الرئيس، أحترمنا النتيجة وحان الوقت لنرى النتيجة " ، مطالباً الشعب المصري أن يدرك أن حقه في الثروة و العدالة الإجتماعية حق أصيل ، فالشعب لا يحتاج إلي أخلاق النخبة الاسلامية فقط ، و إنما يحتاج لسياسات تحقق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة . و طالب صباحي ، بأن تكون هناك سياسات للهيمنة على الأسعار -ليس بالتسعير الجبري- و إنما بوضع سياسات للتحكم فيها ، قائلاً " إن المجلس العسكري أصدر قانون الحد الاقصي للأجور بما لا يزيد عن 35 ضعف الحد الأدني ، مطالباً بعمل تقرير لمعرفة هل طبق القانون وما نتائجه . وفيما يخص الجمعية التأسيسية ، أشار صباحي ، إلي أنها شُكلت بطريقة لا تعبر عن التنوع في المجتمع ، فالدستور يجب ان يصنع بالتوافق لأنه مكان لكل مصري، فالكثيرين ممن يملكون الاغلبية البرلمانية وعدوا بلجنة تأسيسية توافقية ولكنهم لم يفوا بوعدهم ، لأن هناك طرف معين يستحوذ على اللجنة التأسيسية ، هو يجلس الأن مطمئناً انه وقت رفع الأيادي سيرفعوا أيديهم ليحسموا الأمر . و أضاف صباحي ، أنه لا يجب ان يكون هناك استحواذ في نصوص الدستور ، ويجب أن يكون هناك إنفتاح فيها و تتسع لكل المصريين ، مؤكداً علي أنه لا يوجد شفافية في عمل اللجنة التأسيسية للدستور وتعمل بمعزل عن الرأي العام المصري. لا يوجد لدينا اي معلومات عما تم او يتم فيها . و أوضح صباحي ، أن جوهر العدالة الاجتماعية أن نتحول من شعب يمد يديه واقفاً في طابور الصدقة إلي شعب حاصل علي حقوقه في دستور البلد ، فيجب أن ينص الدستور على ضمانات تكفل للمصريين حق في التعليم المجاني والعلاج في أبعد وأصغر قرية مصرية وتكافؤ الفرص في العمل . و أشار صباحي ، قائلاً : " رغم العوار في تشكيل اللجنة التأسيسية لكن الحكم عليها سيكون فيما تنتجه لنا " ، أنه قد حدثت أخطاء بمثابة أجراس تنبيه فيما يخص " الحريات " لأن المجتمع لن يتهاون في المصادرة على الحريات التي دفعوا ثمنها بالدم ، فالإخوان الذين يحكمون الأن ظلموا و تم المصادرة على حرياتهم في العهد السابق ، ولا يجب أن يمارسوا نفس المصادرة مع المعارضة الأن ، فالحريات يجب أن تُصان في الدستور عن طريق تشريعات ونصوص جديدة . و قال صباحي ، إن منع الغيطاني والقعيد وعبلة الرويني لا يليق بمصر بعد الثورة ، والطرق التي أُختير بها رؤساء التحرير توحي بأن الضحية تريد أن تقلد الجلاد ، موضحاً بأن قيمة الإنسان الحقيقية هي أن تدافع عن حرية رأي المختلف معهم ليس فقط المتفقين معه في الرأي . و أكد صباحي ، علي أن كل جماعة مهما كان عددها كبير فهو مازال قليلاً ، وإذا حاولت الإستحواذ على السلطة سيخسروا كثيرا في الشارع ، مشيراً إلي أنه ليس من أنصار نظام رأسمالي وحشي ولا نظام اشتراكي تقليدي . وفيما يخص سيناء ، أوضح صباحي ، بأنه يجب أن تفرض مصر قوتها في سيناء وحماية حدودها ، وهذا يستلزم تعديل الإتفاقات الأمنية في كامب ديفيد ، وأنه لا معنى للأمن بدون تنمية ، سيناء ظلمت كثيراً مع أنها منجم لنمو هائل في مصر، يجب تنميتها وتعميرها واحترام اهلها وحقوقهم المتساوية . و تابع صباحي ، أنه يجب معاملة أهل سينا كمواطنين درجة اولى وإحترامهم وإحترام عاداتهم وتقاليدهم وضمان حقهم في تملك أراضيهم وبيوتهم ، و يجب تصحيح فكر الجماعات التكفيرية الموجودة في سيناء ليس فقط باجراءات امنية وانما بمواجهة فكرهم بالحجة وتصحيح انحرافاتهم الفكرية . و طالب صباحي ، بغلق كل الأنفاق بين مصر وغزة لانها تستخدم في التهريب ، وفي المقابل فتح كل المعابر بيننا وبين غزة تحت سيادة مصرية ، فيجب فتح سوق تجارية مشتركة حرة بيننا و بين غزة ، تقدم منتجات مصرية تلبي إحتياجات أهلنا في غزة . و أعلن صباحي ، عن أنهم مع شعبهم في سوريا ومع أي ثورة ضد حاكم ظالم يعتدي على شعبه ، وفي نفس الوقت ضد التدخل الاجنبي في سوريا ، مشيراً إلي أن هناك مشروع لتقسيم سوريا " تقسيم طائفي " ، ويجب التصدي له لانه سيؤثر على المنطقة كلها ، وشاهدنا ما حدث في العراق ولبنان ،مشدداً علي أننا أمام خطر حقيقي لتقسيم المنطقة إلي حلف سني وحلف شيعي ، و نحتاج لحل يسقط بشار وفي نفس الوقت الحفاظ على وحدتها وعدم تقسيمها . و أشار صباحي ، إلي أن قرابة الثلث من الشعب الليبي مُهجر ، ولابد من التوقف عند سيطرة الجماعات التكفيرية الجهادية على حدود مصر مع ليبيا . و أعلن صباحي ، عن تأييده الرئيس محمد مرسي في ذهابه للصين وايران ، ولكنه رفض قرض صندوق النقد الدولي وهناك الكثير من البدائل له ، ويدعو خبراء علماء الاقتصاد المصريين لإيجاد حلول بديلة عن القرض ، وسيكون قرض مشروط كما حدث مع اليونان .