عادل شكرى مع أن الثورة المصرية قد أبهرت العالم أجمع بما حققته بسلميتها وبساطتها فى ثمانية عشر يوما (هى كل عمر الثورة المصرية من وجهة نظرالبعض وأنا منهم) إلا أنها لم تصل للكثير من القطاعات المصرية ومنها السياحة . قد يغضب منى كثير من العاملين بقطاع السياحة لقولى هذا ، فهم يرون أن السياحة تأثرت تأثرا جللا بثورة يناير ، كثير منهم فقدوا أعمالهم ، ومنشآت سياحية أغلقت ، وقل التدفق السياحى على مصر طبقا للروايات الرسمية بنسب تصل إلى 40 % أقل مما كانت عليه ، وقلت الأسعار ايضا طبقا للروايات الرسمية بنسب تصل إلى 30% ........... كل هذا حدث ولاأنكره ، ولكن كل ماذكرت هو رد فعل الثورة على القطاع ، وليست الثورة فى القطاع . المفترض ظاهريا أن ثورة يناير أخذت بالبلاد إلى إتجاه التغيير ، والمفترض ان هذا التغيير هو للأفضل كأحد أهداف ومبادئ الثورة ، أما السياحة المصرية فمازالت تغط فى نوم عميق ، تنتظر الحلول بأيدى الآخرين ، ولاتحرك ساكنا ، بل تخرج علينا بباكيا ولاطما ومتحسرا على الأيام الخوالى ، أو معلقا لخيبة الأمل على شماعات الفشل الحكومى والحراك الثورى والسياسى ، وعدم الإستقرار . تعلمنا منذ زمن على أيدى رجال طوروا قطاع السياحة بل أنشأوه وبدأوه فى مصر ، أن السياحة رجل قوى يمرض .......... ولايموت ، ولكن هذا المريض يحتاج إلى علاج ، يحتاج إلى مداواة الأمراض ، ويحتاج إلى مافطنت إليه نساء العالم أجمع ، ولم يفطن له قطاع السياحة المصرية ألا وهو ما يطلق عليه "النيو لوك". دأبنا منذ السبيعينيات فى القرن الماضى على تقديم سياحة تقليدية هى سياحة التاريخ والآثار ، برعنا وتقدمنا فيها ، قدمنا أجود ماعندنا من خدمات تتوافق والعصر المذكور ، توسعنا فى إفتتاح الفنادق والمنشآت السياحية لنواجه لنواجه تزايد الطلب على حضارتنا وتاريخنا فى الثمانينيات ، وللأسف فعلنا هذا بعشوائية وغوغائية أفقدتنا الكثير من قيمتنا والكثير ممن يقدرون تاريخنا وحضارتنا ، ثم ظهر لنا أن لدينا شواطئ يتهافت عليها محبى الغطس والسنوركل فتوسعنا فيها كالعادة لنحقق أكبر ربحيات ، وفى التسعينيات إكتشفنا أن سياحة السفارى صرعة جديدة فبدأنا نلعبها بلا فريق متكامل ، ولامدرب محترف ولاحتى مشجعين يدينون لنا بالولاء ، وكثر اللاعبون وتنافسوا فى تكسير عظام بعضهم البعض فدخلنا بجهل فى حرب تحطيم أسعار على حساب المتلقى ، إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه الآن . ومن مبدأ أنه لافائدة من البكاء على اللبن المسكوب ، نضع اليوم بين أيدى رجال القطاع السياحى المصرى بعض الحلول قد تكون علاجا طبيعيا لعودة شبابها المأسوف عليه ، نضع بين أيديهم نوعان جديدان من المنتج السياحى نستطيع بدأهما وتشكيلهما وتأسيسهما فى فترة الركود الحالى لتكون خيولا جامحة تأخذ بالقطاع للأمام بعد إستقرار البلاد ، وفى وقت تأخر فيه كثيرا عن الدول المجاورة والمنافسة لنا فى صناعة السياحة .