تمتلك مصر واحدة من أكثر الاقتصاديات نموًا وتنوعًا حيث كانت ومازالت السياحة هي العملة الذهبية التي تمثل 11.3٪ من اجمالي الناتج المحلي و40٪ من اجمالي الصادرات المصرية غير السلعية 19.3٪ من ايرادات النقد الاجنبي.. ووعكتها خلال الفترة الماضية بعد أحداث ثوة 25 يناير وما تبعها من انفلات امني كان بمثابة "خراب" في القطاع السياحي ولكن بمرور الايام وبحلول احتفالات نصر اكتوبر المجيدة وتحسنت الاوضاع نسبياً وبدأت الحجوزات السياحية تعود مرة اخري وتري النور حيث كانت السياحة في فبراير الماضي منخفضة 80٪ أما الآن فالصورة أصبحت أفضل خاصة في مدن البحر الاحمر.. وهذ يحمل مؤشر للمدن المصرية الشتوية مثل الاقصر وأسوان ومرسي علم بعودة الروح لها مرة أخري.. وتوقع الخبراء وصول ما يقرب من 11 مليون سائح بنهاية العام الحالي بانخفاض قدره 25٪ مقارنة بعام 2010.. في حين سجل شهر اغسطس انخفاضاً 20٪ فقط.. عودة الروح يقول أحمد النحاس الخبير السياحي ورئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية السابق ان عودة روح الالفة للمصريين كما كانت عليه بعد حرب أكتوبر ضرورة حتمية لعودة الشريان الاقتصادي من خلال القطاع السياحي الذي يعادل دخلها كل ثلاثة أعوام ما يعادل دخل قناة السويس 45 عاماً. مضيفًا أن هناك مشكلة كبيرة بالفعل أصابت الاقتصاد المصري في الآونه الاخيرة بعد ثأتر القطاع السياحي بالاحداث الأخيرة.. فالجميع تناسي الوطنية وأصبح كل مواطن يرفع شعار خاص لنفسه ولم يعد التكاتف والتجمع كما رسمته روح أكتوبر 73 .. وأشار النحاس إلي أن القطاع السياحي مستعد بكل طاقته من شركات وفنادق ومطارات وطقس ميز الله به ام الدنيا عن الدول المنافسة ان يعمل لخدمة مصر بعد عودة الامن النسبي في المحافظات فتونس التي سبقتنا في ثورتها عادت إليها السياحة مرة اخري وأكثر ونحن مازالنا نبحث عن خطط لإعادتها مرة أخري. حملات دعائية وكشف عادل زكي الخبير السياحي وعضو غرفة الشركات السياحية ان الحل الوحيد لعودة روح ما بعد حرب أكتوبر للشعب المصري للاهتمام بالقطاع السياحي هو الاعلام المبسط فالرجل العادي لا يهمه ان القطاع السياحي ساهم في الدخل القومي ب14 مليار دولار ولكن ما يهمه هو العائد الشخصي المضاف لدخله. وضرب زكي مثالاً للرساله التي لابد ان تصل لجميع المصريين في ان يهتم الاعلام بداية من الفلاح والفكهاني الذي يشارك في القطاع السياحي يومياً للفنادق والمنتجعات السياحية والايدي العامله التي تصل إلي 16 مليون مصري.. ولابد ان يرفع الجميع شعار "مصر أولاً" . ويتفق معه محمد القطان رئيس غرفة السلع السياحية ويقول: المشكلة في غياب روح أكتوبر بالاساس هو الاعلام الذي يسلط الضوء علي المساوئ دون غيرها وكأن مصر أصبحت خرابا.. علي الرغم من أن هناك مشروعات قومية مهمة لابد من مناقشاتها من خلال برامج التوك شو و مشروعات جادة للشباب الواعي مطالباً ان يكون هناك بالفعل مشروع قومي يتكاتف حوله الجميع وتتحدث عنه الأفلام والمسلسلات والبرامج التليفزيونية هذه هي الصورة هي من المفترض ان تظهر علي الشاشات لمساعدة النهوض بالقطاع السياحي وبالتالي الاقتصادي. مضيفاً ان الشعارات لابد ان تعود من جديد مثلما كانت في اكتوبر 73 "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، "كلنا ايد واحدة" ،"مصر أولاً " وذلك من خلال رسائل إعلامية موجهه وغير موجهه ويكون هناك حافز لتشجيع الجميع علي النهوض بالاقتصاد والسياحة. السياحة هي الحل ويشير عادل عبدالرازق عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية الي ان القطاع السياحي يحتاج في الوقت الحالي إلي تكاتف القطاع الحكومي والخاص والاعلام لانقاذ الاقتصاد المصري من الوعكة التي أصابته خلال الفترة الماضية وذلك من خلال رسالة محددة تحمل مضمونا محددا وهو ان السياحة هي الحل الاسرع والاسهل لتغيير أسهم الاقتصاد وتنعكس نتائجها علي جميع القطاعات الاخري والتي هي مرتبطة اساساً بالقطاع السياحي الغذائي منها المعدني والنباتي والبنائي. وقال عادل عبدالرازق يكفي ان الرسالة ليست مجرد كلام وعبارات انشائية وانما بارقام لها دلالات مهمة حيث يعمل 3.2 مليون عامل بشكل مباشر في القطاع السياحي و ضعفهم بشكل غير مباشر وخير دليل علي ذلك ان لكل غرفة فندقية من 3 إلي 4 من العاملين لخدمة النزيل.. حيث تعتبر السياحة من أكثر القطاعات كثافة. وأضاف عبدالرازق انه اذا تم تطبيق الوضع الحالي علي ثورة اسبانيا في مايو 1974 استطاعت ان تجعل القطاع السياحي هو الأول ووصلت به الآن انها أصبحت علي قائمة الدول الاولي للزيارات السياحية.. ومن هنا فلابد من خطوات لتعديل الصورة في مصر بتوافر الامن والأمان اولا وان تقدر الحكومة ان الطلبات الفئوية هي طلبات شرعية ولابد من ان وضع اعينها علي حركة الانتاج فلابد من زيادته. وقال محمد النجار عضو مجلس إدارة غرفة الشركات السياحية شرق الدلتا وشمال سيناء ان التاريخ يعيد نفسه ونحاول في الوقت الحالي استغلال أحداث ثوة 25 يناير في زيادة عدد الليالي السياحية وأعداد السائحين في الترويج السياحي لمصر.. ففي عهد عبدالناصر عندما تم بناء السد العالي وتم تأميم قناة السويس أصبح العالم يلتف حول مصر ويهتم بزيارتها والسياحة فيها.. ومن هنا كانت الشعارات والبرامج السياحية.. حتي في احداث حرب اكتوبر وهزمنا العدو كان الاهتمام بزياره مصر واكتشاف تاريخها وحضارتها علي جداول الاوروبيين والامريكان.. واذا كانت السياحة منذ بداية الثورة قد انخفضت إلي 80 ٪ فقد تعافت الآن بشكل كبير مع الأمن والأمان الذي توافر خلال الأيام الماضية واحتفالات انتصارات أكتوبر فرصة لزيادة معدلات السياحة ونسبة الحجوزات في مدن سيناء تكاد تصل لأكثر من 90٪ من طاقتها الفندقية. مطالباً البعد عن الصور الكئيبة التي تبثها الوسائل الاعلامية المختلفة.