أبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن بلادها مصممة على دعم جهود الوساطة حتى يتمكن السودان وجنوب السودان من الوصول إلى تسويات نهائية لجميع القضايا محل الخلاف بينهما ومن ثم العيش في سلام دائم بينهما. وأعلنت كلينتون في اتصال هاتفي بوزير الخارجية مساء أمس ، عن نيتها زيارة دولة الجنوب ولتأكيد موقف بلادها الداعي للانخراط بمزيد من الجدية في المفاوضات مع حكومة السودان للوصول لسلام دائم بين البلدين، وأنها تؤكد في الوقت نفسه أن على حكومة السودان أن تنخرط بجدية في التفاوض. أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية خلال اتصالها الهاتفي عن اهتمام بلادها بالأوضاع الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحثت حكومة السودان على السماح بوصول العون الإنساني لمحتاجيه في الولايتين عبر المبادرة الثلاثية وأثنت كلينتون على جهود حكومة السودان على ما تقوم به من مجهودات في سبيل إرساء السلام بينها وبين جيرانها. من جانبه أكد وزير الخارجية السوداني التزام بلاده باستدامة السلام مع جميع جيرانه بما في ذلك جمهورية جنوب السودان مؤكدا أن المشكلة الأساسية مع دولة الجنوب هي مشكلة أمنية تتمثل في إبقائها على جزء من جيشها داخل الأراضي السودانية ودعمها للحركات المتمردة الرافضة للسلام، مشيرا إلى أنه في غياب الأمن لا يمكن الوصول إلى اتفاق دائم بين البلدين داعيا الوزيرة الأمريكية لحث المسئولين في دولة الجنوب إلى فك ارتباطهم بالفرقتين التاسعة والعاشرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ووقف دعم الحركات الدارفورية المتمردة . وجدد كرتي موافقة الخرطوم على المبادرة الثلاثية مشيرا إلى أن السودان أبدى ملاحظات عملية تتعلق بالتنفيذ وقد تفهمت أطراف المبادرة تلك الملاحظات، وأنه حالما تتم الاستجابة لها فسيصبح الطريق سالكا لتنفيذ المبادرة . من جهة أخري اتهمت قيادات سياسية، دولة جنوب السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال بالعمل على إفشال مفاوضات أديس أبابا بهدف إدخال السودان في مأزق العقوبات الدولية بتنفيذ القرار 2046 الصادر من مجلس الأمن الدولي. وقال نائب رئيس البرلمان السوداني هجو قسم السيد في المنبر الدوري لاتحاد الطلاب السودانيين حول (تقارب وجهات النظر وتباعد الحلول في مفاوضات أديس أبابا) بالخرطوم أمس، إن نجاح التفاوض بين البلدين يعتمد على الضغط على جنوب السودان لقبول المقترحات، مشيراً الى أن مهلة مجلس الأمن التي من المقرر أن تنتهي اليوم تُحتم على الجانبين التوصل لاتفاق في جميع المحاور المختلف عليها يرضي شعبيهم ويجنبهم الأزمات الاقتصادية خاصة وأن الدراسات اثبتت احتياج دولة الجنوب ما بين 5-7 سنوات بجانب 6 مليارات دولار لإنشاء خط لتصدير البترول عبر دول أخرى. وكشف هجو عن اقتراح تم طرحه من جانب كبير مفاوضي الوساطة الافريقية ثامبو أمبيكي في شأن البترول 26 دولارا للبرميل للوصول لحل في قضية النفط، داعياً لإشراك مجموعات من أبناء النوبة وحزب الحركة الشعبية جناح السلام والمجتمع المدني والقيادات الأهلية في المفاوضات حول النيل الأزرق وجنوب كردفان. من جانبه قال رئيس حزب الحركة الشعبية جناح السلام الفريق دنيال كودي، إن فرصة تحقيق السلام في المنطقة، النيل الأزرق وجنوب كردفان، بيد حكومتي البلدين بحيث يعمل كل طرف على عدم زعزعة استقرار الآخر، وقال إن هناك ضباطا في الجيش المحارب في المنطقة يرفضون الحرب ويسعون للانضمام لجناح السلام، داعيا الحكومة للتفاوض مع أبناء المنطقة والفعاليات السياسية والمجتمع المدني والشخصيات العامة. في سياق آخر انتقد نائب الرئيس السوداني ، الدكتور الحاج آدم يوسف بعض الدول الأعضاء في منظمة البحيرات لدعمها المستمر وتمويل وإيواء الحركات المتمردة السالبة.وشدّد الحاج آدم لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء الدفاع ومديري أجهزة المخابرات بمنطقة البحيرات على ضرورة أن تواجه تلك الدول والجهات التي تدعم الحركات السالبة بالمعلومات لأننا لا نريد أن نتدخل في شئون الدول الداخلية وأشار بأن السودان لا يعلم لماذا لم تتجه جهود دول البحيرات لمحاربة حركات دارفور السالبة خاصة حركة ما يُسمى بالعدل والمساواة التي تجد الدعم من أصدقائها من دول البحيرات العظمى. وجدّد آدم تأكيد السودان التام على الالتزام بكافة التعهدات والمواثيق السياسية والدبلوماسية والمالية لمنطقة البحيرات العظمى والتعاون مع كل الدول من أجل تحقيق الاستقرار. ودعا الحاج آدم الحركات السالبة إلى الرجوع إلى صوت العقل ووضع السلاح والمشاركة في العملية السياسية والديمقراطية لمنطقة البحيرات التي تستطيع أن تستوعب كل الحركات السالبة في العملية السياسية. وطالب الدكتور الحاج آدم وزراء دفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات لدول منطقة البحيرات العمل بشفافية وجدية في محاربة القوات السالبة والمرتزقة والمتمردة. وشدد نائب الرئيس على مواجهة الحقائق بجرأة وشفافية داعيا لاتخاذ الخطوات العملية والجادة لاستئصال هذه القوات السالبة مشيرا إلى سأم شعوب المنطقة من الحروبات، وأكد الحاج آدم على أهمية تضافر الجهود الدبلوماسية والسياسية باعتبارها عوامل مكملة للجهود العسكرية في القضاء على الحركات والقوات السالبة . وأعلن التزام السودان بجميع القرارات التي تصدر عن الاجتماعات وتوفير الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والتعاون مع كل الدول لتحقيق هدف استئصال هذه القوات التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة. من جهته أعلن رئيس الأركان المشتركة الفريق أول ركن عصمت عبدالرحمن أن السودان يتمتع بخبرات ناجحة في مجال محاربة القوات السالبة لافتا إلى تجربة القوات المشتركة بين السودان وتشاد في أفريقيا الوسطى، وأكد حرص السودان على إيجاد الحلول المستدامة لأمر هذه الحركات والقضاء عليها لممارستها انشطة القتل والتشريد للشعوب، ودعا إلى تفعيل مركز قوما بالكنغو في مجال الأنشطة الاستخباراتية لمحاصرة القوات السالبة والقضاء عليها.