أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي استعداد حكومة بلاده للتعاون مع المجتمع الدولي لإيصال الغذاء والاحتياجات الإنسانية لمواطنيها في كافة مناطق السودان، لافتا إلى أهمية أن يعالج المجتمع الدولي مشكلة الحرب التي أشعلتها الحركة الشعبية قبل الانفصال بعد أن فقدت مقعد الوالي في جنوب كردفان. وأبلغ كرتي وزير التعاون التنموي والبيئة النرويجي هيكي هولماس خلال لقائه أمس بالخارجية بحضور سفير النرويج بالخرطوم بقناعة السودان بضرورة استدامة السلام في القارة الأفريقية عامة ومع دولة الجنوب على وجه الخصوص، بجانب عدم وجود مدنيين في المناطق التي يدور فيها قتال بين المتمردين والقوات المسلحة في جنوب كردفان، وقدم كرتي للمسئول النرويجي شرحاً حول موقف السودان بشأن عدد من القضايا التي تشغل بال المجتمع الدولي وعلى رأسها موضوع المفاوضات التي تجري بين السودان وجنوب السودان بأديس أبابا، والوضع الإنساني في جنوب كردفان فضلا عن الأوضاع الاقتصادية بالبلاد. من جانبه جدد الوزير النرويجي التزام بلاده والإيفاء بوعدها لعقد مؤتمر اقتصادي خاص بالسودان، إلى جانب العمل مع السودان وجنوب السودان لتحقيق السلام والاستقرار للبلدين. من جهته اتهم حزب المؤتمر الوطني السوداني،ابناء ابيي في حكومة الجنوب ،بالوقوف خلف الاحداث الاخيرة بالمنطقة ، ووصف حكومة الجنوب ب" الفاشلة والحاقدة التي لا تكن للسودان الا العداء" واعتبر عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني، الدكتور قطبي المهدي، في تصريحات صحفية امس انفصال الجنوب ، خسارة كبيرة للسودان ، لانه كان يساعدنا في اقتصادنا وأمننا ،كما اننا خسرنا وضعنا كأكبر دولة افريقية ،وملتقي طرق للثقافات الافريقية ،ورأى قطبي ان الجنوب لم يكن مهيئاً ليكون دولة ،وقال انه حتي الان لم تتبلور شخصية الجنوب ولاشعبه ، وحمّل الحكومة القائمة في جوبا مسؤولية ذلك. . واتهم قطبي حكومة الجنوب بأنها معادية وقاعدة للعدوان علي السودان، مشيراً الى انها تحتضن كل المتأمرين ضد البلاد . وأتهم قطبي ابناء ابيي في الحركة الشعبية بالوقوف خلف الاحداث الاخيرة التي وقعت في المنطقة بمناسبة الاحتفال بالانفصال ،ولفت الى ان هؤلاء يجرون الجنوب للمواجهة . ووصف قطبي، حديث المعارضة عن الوضع الاقتصادي واسقاط النظام ب" الكلام المجاني والزوبعة السياسية ،التي لا معني لها " . وقال قطبي ان المعارضة غير راضية عن الاجراءات الاقتصادية التي طرحتها الحكومة ،ولم تكن راضية قبلها لان منطلقاتها لا علاقة لها بتلك الاجراءات ،واتهمها بأنها تريد ان تستخدم الوضع الراهن للاطاحة بالنظام ، وطالب قطبي بمعارضة موضوعيه تطرح للناس خطة اقتصادية افضل من خطة الحكومة ،وتبشر بعمل افضل وقيادة جديدة افضل من قيادات الانقاذ و"الا يبقي كل ماتثيره زوبعة سياسية لا معني لها ". في سياق آخر رفض حزب الحركة القومية للسلام والتنمية السودانى، دعوات القوى السياسية المعارضة لإسقاط الحكومة بسبب الأزمة الاقتصادية، مشيراً إلى أن البلاد تشهد توترات فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق الأمر الذى قد يخلق فوضى فى ظل وجود أسلحة فى أيدى مجموعات متمردة تستهدف أمن واستقرار الوطن. وأكد رمضان يس حمد، الأمين العام للحزب فى تصريحات صحفىة امس، أن المعالجات الاقتصادية والسياسية التى انتهجتها الحكومة تمثل الحل الناجح لحماية الاقتصاد السودانى من التشوهات واعتبر ذلك أنسب البدائل للخروج من الأزمة. وقال إن هناك بعض القوى الخارجية تسعى من خلال بعض العناصر فى الداخل لخلق توترات لإسقاط الحكومة والعمل على إضعاف الحكومة حتى تحقق مصالحها الخاصة لكى تكون بديلا للحكومة. وشدد على أهمية الحل السياسى بأن تجلس الحكومة مع المعارضة والوصول معها لتفاهمات لإبعاد التوتر والاضطرابات فى البلاد والتصدى للعناصر المندسة التى تهدد أمن واستقرار البلاد من خلال المظاهرات والانفلات.