قالت وزارة الخارجية السودانية انها قدمت شكوى رسمية إلى مجلس الامن التابع للامم المتحدة متهمة جنوب السودان بالتسبب في عدم استقرار ولاية جنوب كردفان في أحدث اشارة على تزايد التوتر بين البلدين. وتصاعدت التوترات في الولاية المنتجة للنفط بعد أن انفصل جنوب السودان في الشهر الماضي أخذا معه حقوله النفط. وقال مجلس الأمن في يوليو أنه قلق بشدة من العنف في الولاية الحدودية المضطربة. وشكا مسئولون بالامم المتحدة من أنهم لا تتاح لهم سوى قدرة محدودة أو منعدمة تماما للوصول الي المنطقة التي تضم عددا كبيرا من السكان الذين انحازوا الى جنوب السودان اثناء الحرب الاهلية التي استمرت أكثر من 20 عاما. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية إن الشكوى تتهم جنوب السودان بالتسبب في زعزعة الاستقرار وتعطيل السلام وعرض المساعدة لجماعات المتمردين في ولاية جنوب كردفان. وفي وقت سابق من هذا الشهر قال تقرير للامم المتحدة ان الجيش السوداني نفذ أعمال قتل واعتقالات تعسفية وخطف للاشخاص وهجمات على كنائس وقصف جوي في جنوب كردفان ربما تشكل -اذا تأكد حدوثها- جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تشعر بقلق عميق لتقارير عن استمرار القصف الجوي لمناطق مدنية في جنوب كردفان وناشدت الجانبين كليهما الموافقة على التقيد بهدنة لمدة اسبوعين. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية "ندعو الجانبين أيضا إلي السماح بوصول حر للمنظمات الانسانية إلي السكان المحتاجين في الولاية." واتهم بيان وزارة الخارجية السودانية جنوب السودان بتقديم دعم عسكري لقبائل في المنطقة. وقال أيضا أن جنوب السودان خرق اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي أنهى الحرب الاهلية. وقال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي في نسخة من الشكوى التي نقلتها وكالة السودان للأنباء أن السودان ملتزم بالاستقرار والسلام لكن حكومة جنوب السودان تعادي جيرانها. وقال كرتي "وعند إعلان انفصال جنوب السودان كدولة مستقلة كان السودان أول من اعترف بالدولة الجديدة ومد لها يد العون" متهما سلفا كير رئس جنوب السودان بالسعي الى ضم ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الازرق وكلتاهما تقع إلى الشمال من الحدود الجديدة. ومضى يقول "ليس غريبا أن تنتهج دولة الجنوب هذا المسلك العدائي ضد الدولة التي منحتها حق تقرير المصير وظهر ذلك جليا فى تجاوزاتها وخروقاتها السافرة بدءا باستضافة حكومة جنوب السودان لقيادات حركات دارفور المتمردة وتوفير لها المعسكرات والمأوي والتدريب وتزويدها بالسلاح الذي استخدمته ضد جمهورية السودان ومازالت تواصل هذا الدعم."