جُرح أمس 35 شخصاً، بينهم 11 ضابطاً، فى مواجهات بين الشرطة ومحتجين غاضبين حاولوا اقتحام السفارة الجزائرية فى القاهرة، لتتواصل تبعات الأزمة التى فجرتها المواجهة الكروية بين المنتخبين المصرى والجزائرى الأربعاء الماضى تفاعلها أمس، وتصاعدت حدة الدعوات إلى القطيعة بين البلدين، بعدما استدعت مصر سفيرها فى الجزائر للتشاور. وكانت ذروة المواجهات بين الشرطة وغاضبين حاولوا اقتحام مقر السفارة الجزائرية فى ضاحية الزمالك مساء أول من أمس، ما أدى إلى جرح عشرات من الجانبين. وقالت وزارة الداخلية المصرية فى بيان أمس إن عشرات المتظاهرين «ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة فى اتجاه أفراد قوات مكافحة الشغب عندما حاولت منعهم من اقتحام السفارة الجزائرية، ما أدى إلى جرح 11 ضابطاً و24 من الأفراد، ووقوع تلفيات فى 15 سيارة خاصة وتابعة للشرطة، كما تهشمت واجهات أربعة محال ومحطة وقود و12 لوحة إعلانات، ما اضطر الشرطة إلى تفريق المتجمعين وضبط متزعمى أعمال الشغب» الذين عرضوا على النيابة للتحقيق معهم. وحذر البيان المتظاهرين من معاودة محاولاتهم، مؤكداً أنه «فى وقت التزمت وزارة الداخلية بموقف مؤسسات الدولة تقديراً لمشاعر جموع المصريين إزاء ما تعرض له مشجعو المنتخب (فى الخرطوم)، فإنه لا يمكنها التغافل عن انتهاك القانون أو عن التزامها بحماية المصالح الخاصة والعامة». ودعا المصريين إلى «الالتزام بالسلوك الحضارى فى التعبير عن مشاعرهم، وأن لا يتركوا المجال لكل من قد يبادر إلى استثمار الموقف لإثارة أعمال الشغب أو تحقيق أهداف خاصة». ومنذ المواجهات حتى مساء أمس الأول، حاولت مجموعات التوجه إلى مقر السفارة الجزائرية رافعة الأعلام المصرية، احتجاجاً على «اعتداءات» مشجعين جزائريين على مشجعى منتخب بلادهم، لكن الشرطة فرضت طوقاً محيطه نصف كيلو متر حول السفارة. وتلقى وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره الجزائرى مراد مدلسى بحثا خلاله فى الموقف بين البلدين فى ضوء التطورات التى أعقبت مباراة الخرطوم. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكى إن «أبو الغيط أعرب خلال الاتصال عن رفض بلاده التام الاعتداءات التى وقعت ضد الجماهير المصرية فى الخرطوم وطالت المصالح والمنشآت المصرية فى الجزائر»، مشيراً إلى أن «الاتصال تناول التداعيات الخاصة بالمباراة، والتشديد على أهمية أن يتحلى إعلام البلدين بالحكمة، وضرورة توخى الحذر والتأكد من صحة الأخبار قبل نشرها بحيث لا يؤدى ذلك إلى استثارة حفيظة شعبى البلدين». وأكد أن وضع الجالية المصرية فى الجزائر «يحظى باهتمام القيادة العليا»، مشدداً على أن بلاده «لا تقبل فى أى شكل من الأشكال الاعتداء على رعاياها». وانتشرت على مواقع الإنترنت، خصوصاً «فيسبوك» دعوات إلى قطع العلاقات بين مصر والجزائر، فيما أعلن فنانون ومثقفون مصريون مقاطعة الأنشطة الثقافية والفنية الجزائرية كافة. واستقبل أبوالغيط أمس السفير السودانى لدى القاهرة عبدالرحمن سر الختم، بناء على تكليف من الرئيس حسنى مبارك، لإبلاغه «شكر وتقدير مصر السودان لما بذله من جهد لتأمين عودة المواطنين وبعثة المنتخب القومى إلى أرض الوطن». وقال الوزير إن «السودان بذل أقصى ما فى وسعه، ووضع الكثير من القوات لتأمين المصريين والجزائريين، لكن للأسف بعض الأمور خرجت عما هو مخطط لها، لكن السودان بذل جهداً نقدره، ونقلت هذا إلى السفير. وغير حقيقى إطلاقاً أنه كانت هناك رغبة للإضرار بالمصالح المصرية، لأن الإخوة فى السودان حريصون على المصالح المصرية وقدموا كل المساعدات للمصريين». وكانت الخرطوم استدعت السفير المصرى لديها للاحتجاج على «معلومات مغلوطة» نشرتها وسائل إعلام مصرية عن «تراخى» الأمن السودانى فى حماية المشجعين.