شكك عمر بن لادن النجل الرابع لاشهر مطلوب في العالم وزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن انه سيكون سياسيا جيدا كونه يلتزم "الصدق في كلامي"، لكنه عبر عن رغبته في الالتحاق بموقع يمكنني من الترويج للسلام. وقال انه يرى في ان الاممالمتحدة مكانا مثاليا لعمله المفترض. وفي لقاء معه اجرته مجلة "ذي نيو ستيتسمان" البريطانية في وقت سابق تحدث عمر صراحة عن نفسه باعتبار انه ليس بالقطع من نسيج ابيه. وكان عمر قطع صلاته بابيه منذ ابريل 2001. وفي اجتماع مع المقاتلين الذي يعملون تحت امرة والده طلب منه ذات يوم ان يحمل السلاح ويقاتل الى جانبهم. ويقول عمر "لقد حضر الاجتماع ابناؤه، وان لم يكن من بيننا من يستحق ان يطلق عليه لقب مقاتل. وتحدث عن كيف يجزى المرء جزاء حسنا عندما يضحي بحياته من اجل الاسلام. وقال ان كل من يريد ان يضحي نفسه عليه ان يسجل اسمه على ورقة في المسجد. وذكر عمر ان والده "لم يطلب مني ان التحق ب"القاعدة"، وان قال لي انني الابن المختار لمواصلة مهمته. واصيب بخيبة أمل عندما ابلغته ان تلك الحياة لا تناسبني، وانني لا اميل الى الخلاف او العنف". وحول ذكرياته عن هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، والتي اسبغت الشهرة على اسم بن لادن، يقول عمر انه كان يقيم في منزل جدته لابيه في مدينة جدة في ذلك الوقت. ويضيف: "كنت مستغرقا في النوم وقد أيقظني عمي وهو يصيح أنظر ماذا فعل والدك، وعندما ذهبت الى غرفة الجلوس، ووجدت افراد عائلتي وقد تسمروا امام التلفزيون حيث ادركت ان هناك هجوما على الولاياتالمتحدة. فكان يوما حزينا للغاية"، بيد ان عمر لم يصدق ان والده كان وراء تلك الهجمات. ويشير عمر انه "لم يلق رد فعل عمي هوى في نفسي. اذ لم يرد في خاطري قط ان والدي كان قادرا على ارتكاب أعمال قتل في الولاياتالمتحدة، اذ كان ذلك اكبر كثيرا من حجم منظمته الصغيرة. ويشدد بن لادن على ان "ليس من حقي ان ادلى بتصريحات نيابة عن عائلة والدي. فهذا الموضوع يحمل في طياته احزانا كثيرة لنا اذا تناولناه بالحديث فيما بيننا. كنا جميعا مذهولين لما اصاب الناس الابرياء من معاناة. ولم يتطرق احد منا الى الحديث عنه بعد صباح ذلك اليوم". وقرر عمر ان يكتب كل ما لديه من معلومات في كتاب تحت عنوان "النمو في عائلة بن لادن- زوجة اسامة وابنه يدخلان بنا الى داخل عالمه السري"، وقد شاركت في اعداده كل من والدته نجوى ومؤلفة الكتب الاكثر مبيعا جين ساسون. ويبدو ان عمر لم يعان بلا مبرر من حمله اسم بن لادن. ويقول ان الذين يلتقي بهم يبدون تفهما بعد ان تزول عنهم غشاوة رد الفعل الاولي. ويضيف "يفاجأ الناس عندما يعلمون انني نجل اسامة بن لادن. ولكن ما ان يستردوا أنفاسهم، حتى يبدأون في الاستفسار عن مسيرة حياتي، وعادة ما يمدون يد الصداقة، الامر الذي يشعرني بان معظم الناس قلوبهم طيبة". يكشف عمر في الكتاب الذي نشرته الشهر الماضي دار"سانت مارتن بريس" للنشرعن المشاعر المتضاربة بينه وبين والده. فقد كتب يقول "ورغم انني لا استطيع بكل بساطة ان آمر قلبي ان يتوقف عن محبة والدي. الا انني لا اوافقه على أفعاله. وكتب فيه الآتي "تمر علي اوقات اشعر فيها ان قلبي ينفطر غضبا لافعاله التي الحقت الاذى بالكثير من الناس الذين لا يعرفهم، اضافة الى افراد عائلته. وكوني نجلاً لاسامه بن لادن، أحس بأسى حقيقي، في ما يتعلق بكل الاشياء الرهيبة التي وقعت، والابرياء الذي ازهقت ارواحهم، والحزن الذي لا يزال يخيم على قلوب كثيرة".