الطريقة التى شكل بها الإخوان المسلمون اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور، وغياب أية معايير واضحة للاختيار أدت إلى تخطى هامات وطنية هامة، لهذا فإن هذه اللجنة لن تضع دستوراً يحقق آمال وأحلام المصريين بما يليق وكرامة الإنسان المصرى فى القرن الواحد والعشرون، فقد خلت اللجنة من ممثلين حقيقيين للعمال المصريين تعكس رؤيتهم فى نصوص مواد دستورية توفر لهم مكاناً تحت شمس وطنهم، ليستظلوا بهذا الدستور ويُنهى عذاباتهم التى استمرت لعقود كثيرة حُرموا خلالها من أبسط حقوقهم فى الحرية النقابية، وحق إنشاء نقابات تعبر عن مصالحهم وتدافع عنهم، وقد تسبب غياب المعايير الواضحة فى اختيار اللجنة لغياب ممثلين حقيقيين من تيار الاستقلال النقابى الذى ناضل على مر العقود الماضية من أجل تحقيق حلم العمال فى إنشاء منظماتهم النقابية المستقلة بحرية وديمقراطية، وإن اختيار اثنين من اللجنة الغير شرعية التى تُدير اتحاد عمال النظام البائد الآن، والتى جاءت عبر اتفاق مؤامرة بين القيادات النقابية للنظام البائد والإخوان المسلمون لن يحقق إرادة عمال مصر فى لجنة إعداد الدستور. إن التعبير الحقيقى عن العمال إنما يتأكد من خلال تواجد حقيقى لهم يعبر عن الإرادة العمالية فى الحريات النقابية والعامة وحقوق المواطنة المتساوية، وتوفير معايير العمل اللائق والكريم، ويُنهى الاستغلال الذى تعرض له العمال طويلاً، ويؤكد على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل المصريين بوضوح كامل، وكذلك فإن تجاهل وجود ممثلين حقيقيين للفلاحين المصريين الذين تعرضوا مثلهم مثل العمال لسياسات ظالمة ومستغلة هو أيضاً نتيجة طبيعية لعدم وجود معايير سليمة فى الاختيار. إن مؤتمر عمال مصر الديمقراطى ودار الخدمات النقابية والعمالية يرون أن تجاهل المرأة المصرية بكل ما تعبر عنه حقيقةً فى المجتمع المصرى أمر لا يليق، وكذلك تجاهل تواجد حقيقى للأقباط المصريين هو من قبيل تجاهل الشراكة فى الوطن المصرى. كما وأن التمثيل الضعيف للشباب المصرى وهم من يُشكلون عصب الأمة ومستقبلها وتيار الثورة الرئيسى أمر لا يحترم آمال وأحلام هؤلاء الشباب ورؤيتهم لمستقبل وطنهم. ويتساءل مؤتمر عمال مصر الديمقراطى ودار الخدمات النقابية والعمالية، ألا يعرف مَن اختاروا هذه اللجنة أن هناك سيناء والنوبة وسكان الواحات وأهاليها.. فهل عميت البصيرة لهذا التيار وطموحه إلى هذا الحد؟!!!!.. هل نسينا تضحيات آلاف الشهداء والمصابين وأحلامهم وآمالهم فى وطن حر ودستور يليق بهذا الوطن؟!!. إن مؤتمر عمال مصر الديمقراطى الذى يضم فى صفوفه 250 نقابة مستقلة و 30 نقابة تحت التأسيس ينبه بشدة، ويضع مئات الخطوط الحمراء فى هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ مصر، وتشاركه فى هذا دار الخدمات النقابية والعمالية أن أفيقوا، فدستور مصر يجب أن تتوافق عليه الأمة المصرية بكل مكوناتها، ولن تتراجع الأمة المصرية عن كتابة دستور يليق بها، مهما كانت العقبات والتضحيات.