خرج اليوم العديد من السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد في مظاهرات تحت شعار "جمعة التدخل العسكري الفوري"، فيما ذكر ناشطون أن قوات من الجيش النظامي اشتبكت مع مسلحي الجيش السوري الحر في ريف دمشق. وأفاد ناشطون بأن ستة أشخاص على الأقل قتلوا برصاص الأمن في حماة والطيبة بدرعا. واقتحمت قوات الأمن مدينة حرستا وبلدة كناكر في ريف دمشق. وجاءت الدعوة لمظاهرات اليوم عبر صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وذلك تحت شعار "التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل كل العالم"، وطالبت بتحقيق هدفي "حظر الطيران"، وإقامة "منطقة عازلة". وقد أطلق المشاركون نداءات تطالب بتسليح الجيش الحر لحمايتهم من قمع الجيش النظامي لهم وبإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. ولجأت قوات الأمن إلى إطلاق النار لتفريق المتظاهرين في أحياء العسالي ونهر عيشة في العاصمة دمشق، وفي سحم الجولان بدرعا. وفي كفرنبل بإدلب قامت قوات الأمن بإغلاق المساجد بشكل كامل ومنعت صلاة الجمعة في كل المدينة ونشرت القناصين على أسطح الأبنية. وقتل شخص وأصيب آخرون في حي المفتي بالحسكة جراء إطلاق نار من قبل قوات الأمن على المتظاهرين. ونفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات عشوائية في جاسم بدرعا وقامت بمحاصرة كافة المساجد وتكسير البيوت في حارة الجورة. وقال شهود إن قوات الأمن السورية انتشرت في أنحاء العاصمة دمشق، وخاصة في حي الحمرا قرب مقر البرلمان، بعد ليلة من الاحتجاجات المناهضة للنظام. وخرجت ليل الخميس الجمعة مظاهرات معارضة للنظام في عدد من أحياء دمشق منها المزة وأبو رمانة وبرزة، وفي الزبداني بريف دمشق، ومناطق عدة في حماة، وحلب، واللاذقية، ودير الزور، والرقة، والقامشلي في محافظة الحسكة، بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية. وذكر مراسل الجزيرة من حلب تسجيل انفلات أمني بعد انتشار مجموعات من الشبيحة التي تبث الرعب في أوساط السكان. من جهة أخرى قال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أحمد الخطيب إن كتيبة "الفرقان" المنضوية في صفوف الجيش السوري الحر اشتبكت ليلا مع القوات النظامية بين بلدتي عرطوز والمعضمية في ريف دمشق، وأوضح أن العمليات التي يقوم بها الجيش الحر من مهاجمة الدوريات واستهداف الأرتال العسكرية لا تتوقف على مدار الساعة في ريف دمشق. وأشار الخطيب إلى أن المنشقين في ريف دمشق يتوزعون على "سبع كتائب، أكبرها كتيبة الفرقان في الغوطة الغربية (عرطوز وداريا والكسوة والمعضمية)، وكتيبة أبو عبيدة بن الجراح في الغوطة الشرقية (دوما وحرستا وسقبا وعربين)، وكتيبة سباع الجرد في القلمون (يبرود ورنكوس وعسال الورد وغيرها). وتحدث عن توجه العناصر المنشقة إلى إعلان مجلس عسكري في ريف دمشق بقيادة العقيد المنشق خالد الحموس في الأيام القليلة المقبلة. وأكد الخطيب أن هناك مناطق واسعة في ريف دمشق خارج سيطرة النظام لا سيما في المناطق التي عانت من تهميش النظام على مدى عقود، موضحا أن المنشقين يعتمدون حرب العصابات ويتحركون بسهولة لأنهم يتنقلون بأعداد صغيرة وبأسلحة خفيفة. وعلى غرار ما يؤكده ناشطون في مناطق عدة من سوريا، قال الخطيب إن قوات النظام تسيطر على مداخل المدن وتقيم الحواجز فيها، لكنها تتجنب الدخول إلى الأحياء. وأشار إلى تصاعد نشاط الجيش الحر في الآونة الأخيرة في قلب العاصمة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من جهته إن اشتباكات ليلية في الضمير وقطنا في ريف دمشق ليل الخميس الجمعة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص. وعن الخسائر في صفوف الجيش السوري، قال عبد الرحمن "السلطات السورية تخفي حقائق الخسائر التي تتكبدها في الاشتباكات مع المنشقين حفاظا على معنويات مقاتليها على ما يبدو"، مشيرا إلى أن "الاشتباكات في دمشق وريفها تتكرر في الآونة الأخيرة. وفجر اليوم، قتل مواطن خلال اشتباكات في حي الكنامات في دير الزور، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان العنف الذي يتعرض له المدنيون في سوريا قد دفع كثيرا من الجنود إلى الانشقاق عن الجيش النظامي وتكوين الجيش الحر، فبينما كان المنشقون ينشطون في محافظات كإدلب ودرعا وحمص، بدأت عملياتهم تتزايد في أحياء العاصمة دمشق وريفها في الآونة الأخيرة.