اكد عدد كبير من العاملون بالقطاع السياحي ان عدم مشاركتهم في العصيان المدني في 11 فبراير الماضي لم تكن شكل من اشكال سلبية المشاركة السياسية و انما جاءت نتيجة لتخوفهم علي الإقتصاد المصري و ما ينتج عنه من خسائر بمئات الملايين من الجنيهات ، خاصة و ان مصر تمر بمرحلة حرجة في تاريخها ،تتطلب تكاتف جهود جميع أبنائها و زيادة معدلات العمل و الإنتاج لمواجهة الصعوبات العديدة التي أصبحت تهدد اقتصادنا القومي و صناعة السياحة بشكل خاص. مشيرين الي انهم ايدوا الثورة المصرية وشاركوا فى فاعلياتها ولكنهم رفضوا فكرة الاضراب عن العمل لانهم يعلمون مدى اهمية عملهم و يحرصون علي خدمة ضيوف مصر من السائحين والذين لاذنب لهم فى هذه الاحداث . من جانبه أكد هشام زعزوع, مساعد اول وزير السياحة ان القطاع السياحي رفض فكرة العصيان المدني التي من شأنها توصيل رسالة سلبية للعالم بان مصر اصبحت مقصدا سياحيا غير مستقر وغير آمن, مما سيقلل الطلب علينا كمقصد سياحي ، والسياحة الشاطئية بشكل خاص. واشار زعزوع, إلي ان نسب الحجوزات بشكل عام قد وصلت الي ادناها وتأثرت بشدة خلال الفترة الماضية نتيجة للأحداث المتلاحقة. و من ناحيته طالب إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، جميع القوى الوطنية أن تغلب مصالح الوطن على كافة المصالح الشخصية، لافتا الي أن جميع العاملين بالمشروعات السياحية يدركون مسئوليتهم الوطنية التى تتطلب الانتظام فى العمل بعيدا عن اي مطالب فئوية تضر بمصلحة الوطن وقطاع السياحة. و اضاف أن الفترة القادمة ستحدد موقف الدول المصدرة للسياحة من القدوم إلى مصر ، خاصة و ان هناك حالة من القلق الشديدة لدي هذة الدول من الدعوات للإضراب والعصيان المدنى في مصر. و قال الزيات أن الفنادق والمطاعم وشركات السياحة عملت في 11 فبراير الماضي بصورة طبيعية ولم يكن هناك أى توقف للعمل من أى من العاملين بالقطاع ، مشيرا الي أن الدعوة إلى العصيان جاءت فى غير موعدها، وفى ظروف عصيبة يتعرض لها الاقتصاد المصري. و في سياق متصل أكد أمين سبلة رئيس مجلس إدارة غرفة المنشآت السياحية، رفضه التام لمثل هذة الدعوات التى وصفها بالتخريبية ، موضحا أن تلك الدعوات لا تفيد بل انها تضر الإقتصاد المصري و تهدد امن و استقرار الوطن في مرحلة انتقالية بالغة الحساسية كالتي نعيشها الان. و اضاف انه لا يتمني ان يتم تكرار مثل هذة الدعوات في المستقبل لانها تضر بالقطاع السياحي و مستقبل الوطن بشكل عام. و أكد الملاح محمد دسوقى رئيس المراقبين الجويين انه يمكن تحقيق الاهداف بوسائل متعددة واكثر نجاحا دون الاضرار بمصالح الوطن و بعيدا عن فكرة العصيان ، مشيرا الي ان جموع المراقبين ايدت الثورة المصرية وشاركت فى فاعلياتها ولكنها رفضت فكرة الاضراب عن العمل لانهم يعلمون مدى اهمية عملهم واحتياج الوطن لهم. و اوضح ان المراقبة الجوية وظيفة حيوية وضرورية فى السياحة و للامن القومى والاقتصاد الوطنى ايضا ولايمكن ان يستجيب العاملون فيها لدعوات الاضراب او العصيان. و من ناحيته أكد المجلس التأسيسى للنقابة العامة للسياحيين ان القطاع السياحى مثله مثل القطاعات الخدمية الاخرى والتى لايمكن ان تشارك فى مثل هذه الاضرابات والاعتصامات والعصيان المدنى ، مشيرا الي ان رفضهم للمشاركة فى العصيان المدنى الذي تم الدعوة اليه في 11 فبراير الماضي لا يعنى موافقة السياحيين على الاحوال السيئة التى تمر بها البلاد ، بل انهم كباقي المصريين يشعرون بالحزن و القلق لان الثورة لم تحقق اهدافها حتى الان رغم مرور عام كامل على الثورة . واضاف المجلس ان النقابة العامة للسياحيين تتضامن مع كل المصريين فى مطالبهم المشروعة لتحقيق اهداف الثورةخاصة ، ان القطاع السياحى قد تضرر بشكل كبيرا اثر على جميع العاملين به بالسالب ومع ذلك فما زال القطاع السياحى يحمل رسالة خاصة تعبر عن الحضارة المصرية القديمة والكرامة العربية لخدمة ضيوف مصر من السائحين والذين لاذنب لهم فى هذه الاحداث وليس من المنطقى عدم تقديم اى خدمه او رعاية او طعام لسائح نزل ضيفا فى فنادقنا ، ايا كانت الظروف.