الفيس بوك يتلون باللون الأسود كما تلونت مصر حيث تنوعت الصور المعبرة عن الحداد، حيث قام بعض النشطاء بوضع صورة تحمل كلمة "حداد" على خلفية سوداء، فيما قام البعض باستبدال صورهم بصور بعض الضحايا، ووضع بعضهم صورة كتب عليها "حداد على أرواح جماهير الأهلى، وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل من أشعل أى فتنة فى مصر". وقام بعض النشطاء بوضع صورة كتب عليها "حسبى الله ونعم الوكيل على خلفية سوداء"، فيما قام عدد منهم بوضع صورة تبرز علم مصر وتتوسطه كف يقطر دماً وكتب عليها "كفى أيها المخربون مصر تبكى أسفاً". كما لاقى خطاب المشير حول الحادث استنكار كثير من نشطاء الفيس بوك. هو الواحد المفروض يعمل إيه لما يقابل أم شاب عنده 16 سنة ألجمتها الصدمة وواقفة في زاوية على رصيف المحطة مستنية جثة ابنها بعد ما لقت اسمه بالصدفة على التليفزيون؟ مفروض يعمل إيه لما يلاقي أبوه جاي يجري عليها ويقول لها "كلموني في الشغل بيقولولي البقاء لله، هو الواد جرى له حاجة؟" .. هكذا بدأ أنس السلطان تلميذ شيخ الثوار (الشيخ عماد عفت) تعليقه كشاهد عيان على أهالي الشهداء في مجزرة بور سعيد .. على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". لقد تلونت صفحات نشطاء ال"فيس بوك" باللون الأسود حداداً ، فمنهم من أعلن حداده على الأرواح المصرية التي أُزهقت في أحداث استاد بورسعيد أمس، ومنهم من أعلن حداده على دولة مصر بأكملها. كان نفسي أشوفك قبل ما اموت فضلا عن الحداد والحزن نستطيع القول بإن ثورة الغضب الثالثة انطلقت إلكترونيا على ال"فيس بوك" خاصة مع نشر صور الشهداء التي تفعمت بالبراءة لتبدد عنهم اتهامات البلطجة. تداولت معظم الصفحات صورة للاعب الكرة أبو تركية تضم إحدى الحكايات التي قالها عن الليلة السوداء، وقد كتب عليها " واحد مات على إيد ابو تريكة قال له وهو بيموت :" انا كنت بحلم اشوفك وربنا حققلى حلمى.. أنا عارف اني هاموت ابقي سلم لي علي امي" رد ابو تريكة: إنطق الشهادة .. وبعدها انتقل إلى رحمة الله. شهيد صناع الحياة في المقابل استبدل الداعية عمرو خالد صورة تضمه مع أحد فريق "صناع الحياة" بصورته منفردا وكتب عليها " أنعي إليكم شهيد صناع الحياة وأدعوكم لصلاة غائب على شهداء أحداث بورسعيد مساء اليوم عقب صلاة العشاء بالمركز الإسلامي بالشيخ زايد". كما علق على الأحداث واصفاً إياها بالفتنة، قائلاً: " أشعر بالأسف الشديد لهذه الأحداث التى ليس لها علاقة بالرياضة، ولكنها نوعا من إشعال الفتنة المستمرة فى مصر . يا رب سلم مصر ورد إلينا رشدنا وأحقن دماءنا ونجنا من الفتن ." وفي الوقت نفسه دعا معز مسعود ،الداعية الديني، بالرحمة للموتى ، قائلاً: {إنا لله وإنا إليه راجعون} اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.. واللهم ولّ أمورنا خيارنا ولا تولّها شرارنا.. آمين. وقالت الدكتورة هبة رءوف عزت: قررت أن أحزن، في كل مرة نقدم الغضب على الحزن، لنحزن فالحزن حقنا.. والدمع ليس ضعف بل هو استراحة الروح في كنف اليقين، وتجديد العزم لترشيد الغضب..وأختلف مع من يقول أن الحزن ضعف وأنه ليس لدينا وقت للحزن، من لا يحزن ويبكي ويترك المرارة تصعد للسطح بدلاً من أن تأكل القلب... يغامر بإنسانيته. أكبر من مجزرة سوريا ! مجزرة في سوريا تسفر عن 71 شهيدا، بينما مجزرة الإستاد في مصر تسفر عن 76 شهيدا ... فيا من قلتم لا نريد أن نصبح مثل سوريا، فها نحن الآن أبشع من سوريا ... وستسآلون لماذا ذهبوا لتشجيع فريقهم ؟؟ .. هكذا عبرت صفحة كلنا مينا دانيال عن غضبهم لقتل الشباب دون سبب واضح تحت سمع وبصر الأمن. بينما علقت قائلة: " قالوا هتشيلوا العسكر وتهدوا الدولة وتنشروا الفوضى متهيألى مفيش استقرار أكتر من كده ؟!" أما صفحة "كلنا خالد سعيد" فقد استنكرت موقف الأمن المصري قائلة: " اللي يقدر يأمَن انتخابات يشارك فيها 27 مليون مصري في كل محافظات مصر وميحصلش أي أحداث عنف زي ما كنا بنشوف في كل سنة فيها انتخابات .. مينفعش حد يقدر يقنعنا إنه مقدرش يأمَن ماتش كورة حضره 20 ألف واحد في مكان! .. سوريا برغم كل القصف اللي فيها النهاردة مات 72 شهيد (رحمة الله عليهم( إدانة الحكومة و بكري تحولت التعليقات عن إدانة الحكومة والمجلس العسكري وتحميلهما مسئولية قتل 75 مواطن مصري، إلى التنديد بكلمة النائب مصطفى بكري وإرجاعه الأسباب إلى تدخل أمريكا وإسرائيل في الشئون الداخلية للبلاد، فبادرت نهى محمود بقولها " مصطفى بكري معارض تربى في حظيرة النظام السابق." واستنكر أحمد بسبوسة كلمة بكري ومطالبته بضرورة اتباع خارطة المجلس العسكري والانتهاء من انتخابات الشورى، بغض النظر عن الأحداث الدامية التي تشعلها أمريكا وإسرائيل في مصر قائلاً: "مصطفى بكرى عاوز يجيبها فى اسرائيل ونسى ان عملاء اسرائيل قاعدين فى طرة، هو اللى باع الغاز كان مين؟ واللى حرق قطر الصعيد..مين" وأضافت المذيعة نهى سالم: لا تعليق على كلمة مصطفى بكري ولكن أدعو الله ألا يذوق مرارة الموت كجميع الأسر المصرية المكلومة في أبنائها. جدير بالذكر أن مجاهدي الفيس بوك لم يقتصر دورهم على الجهاد عبر صفحات الانترنت فقط، وإنما بدأوا في إعلان الغضب والنزول إلى الميادين المصرية اليوم وغداً في جمعة "الرئيس أولًا" معبرين عن غضبهم الشديد لغرق المصريين في بحور الدماء دون ذنب، حيث ظهرت الدعوات إلى الانضمام إلى مظاهرة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة بعد إستشهاد طالب في مذبحة بورسعيد. كما ظهرت دعوات أخرى للانضمام إلى المظاهرة المنددة بالأحداث في ميدان سفنكس بالمهندسين، ليكون الغضب سائداً في جميعع ميادين مصر وحتى لا يكون ميدان التحرير هو المكان الوحيد للتعبير عن مطالب الشعب .