أصدرت أمس محكمة دريسدن الإبتدائية فى ألمانيا، حكما بالسجن مدى الحياة بحق قاتل الصيدلانية مروة الشربينى، ولن يفرج عن المتهم بعد مضى 15 عاما كما هو متبع فى مثل هذه الأحكام فى الدول الأوروبية. وجاء الحكم بعد إدانة المتهم أليكس دبليو، المنحدر من أصول روسية والذى وجه طعناته الوحشية للشهيدة مروة الشربيني، التى كانت حامل فى طفلها الثانى ، فأودت طعناته بحياتها. وكان الجانى قد اقترف جريمة أثناء نظر محكمة دريسدن الابتدائية قضية إساءته للضحية بدافع كراهية الأجانب ، وقضت المحكمة بتغريمه بسبب هذه الفعلة ، ولكنه استأنف الحكم، وفى قاعة المحكمة أندفع لطعن مروة الشربينى أثناء نظر الاستئناف فى الأول من يوليو الماضي. وواجه المدعى عليه تهما بالقتل والشروع فى القتل والتسبب فى جروح خطيرة، حيث وجه لضحيته 16 طعنة، على الأقل، كما طعن زوجها بنفس السكين قبل أن يتمكن الحراس من السيطرة عليه. وأقر أليكس بجريمته خلال وقائع المحاكمة، ولكنه نفى أن تكون معاداة الأجانب هى الدافع. ويتوافق حكم المحكمة الذى صدر أمس بحق المتهم مع مطالب المدعى العام فى القضية بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة على المتهم مع التأكيد أن الجانى ارتكب "جرما جسيما" بقتله المرأة المصرية "بدم بارد" طعنا بالسكين بطريقة وحشية أمام ابنها، ثلاثة أعوام، علاوة على إصابة زوجها بجروح عرضت حياته للخطر. يذكر أن أقصى عقوبة فى ألمانيا هى السجن مدى الحياة والتى يتم تحويلها عادة إلى عقوبة مع وقف التنفيذ بعد مرور 15 عاما. ولكن فى حال خلصت المحكمة إلى أن الجانى ارتكب "جرما جسيما"، يطيل هذا من مدة بقائه خلف القضبان، ربما طوال العمر فى بعض الحالات. أما الدفاع ، فطالب بإدانة موكله بتهمة محاولة القتل وضرب أفضى للموت مشيرا إلى وجود العديد من الأدلة التى تؤكد اضطراب الحالة النفسية للمتهم. وكاتن بيتر كيس المتحدث باسم المحكمة العليا فى ولاية دريسدن الألمانية أعلن أن المحكمة تجاهلت النظر الى الوثيقة الروسية التى وصلت الى المحكمة الاثنين وتشير إلى أن الجانى أليكس فينس قد أعفى من التجنيد فى روسيا عام2000 عندما تأكد من مرضه بانفصام الشخصية. وأوضح المتحدث فى برلين أن الجانى لم يقم بأى فحص طبى آخر أو داوم على زيارة الطبيب لمعالجته حتى أن الهيئة الروسية المختصة ألغت متابعته عام 2004 من قوائمها. ومن جهتها أعلنت الخارجية المصرية، ترحيبها بقرار محكمة درسدن الألمانية بالسجن المؤبد على قاتل مروة الشربيني، ووصفته "بأنه يحقق العدالة" فى هذه القضية، والتى أثارت غضبا واسعا فى العالم الإسلامي. وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية حسام زكي، إن "تطبيق أقصى عقوبة جنائية منصوص عليها فى القانون الألماني، على قاتل الفقيدة، يحقق العدالة المنشودة، ويمكن أن يشكل رادعا مناسبا لكل من تحركه بواعث الكراهية والحقد، لكى لا يقوم بمثل هذه الجريمة الشنعاء".