في مقال مثير للسفير الاسرائيلي السابق في مصر "يتسحاق لفانون " في صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية قال لفانون ان مبارك كانت لدية فرصة عظيمة لان ينهي حكمه كاحد فراعنة مصر العظماء ،واضاف لفانون انه لو ان مبارك استغل الفرص التي اتيحت له في تهدئة شعب بلاده ،كانسيحظى بشكر كل الجمهور المصري وينهي حياته كاحد فراعنة مصر العظام . وعلق السفير الاسرائيلي على مقولة الاعلامي " احمد المسلماني " الذي وصفه بانه مقرب من الاخوان المسلمين حينما قال " ان الغرب والموساد لم يتوقعا على الاطلاق قيام الثورة المصرية "وقال لفانون في معرض تعليقه على هذه الجملة " صدق المسلماني ولم يصدق ". واضاف ليفانون انني بحكم احتكاكي بنخبة الدبلوماسيين في مصر ، كناعلى يقين تام انه هناك سخط شعبي على القبضة الحديدية التي يحكم بها مبارك البلاد ، وفي هذا الجانب لم يصدق المسلماني في تحليله للوضع ، ولكن لم يكن احد يتوقع ان اقوى نظام من حيث الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط من الممكن ان يسقط خلال 18 يوم ، وهذا ما صدق فيه المسلماني . وتابع لفانون قوله ان مبارك كانت امامه فرصة عظيمة عندما عاد من المانيا بعد اجراء عمليته الجراحية لان يعلن للجميع انه لن يترشح لفترة رئاسة اخرى ، ولكن اصر على عدم الشفافية مؤكدا على ان الله هو الاعلم بذلك الامر ، وهو بذلك فقد فرصة ثمينة اخرى للحصول على شكر وتقدير الشعب المصري وانهاء حكمة كفرعون مصري عظيم . واردف لفانون ان مبارك فقد فرصة اخرى لانقاذ نفسه عن كثرت الاشاعات عن اعداد ابنه جمال لرئاسة مصر ، فلو قام مبارك بالغاء انتخابات 2010 التي فاز فيها حزبه بكل مقاعد البرلمان ولم يحصل الاخوان المسلمين على اي مقعد فيها ، لكان حصل على شكر وتقدير مؤيديه ومعارضيه في نفس الوقت ، ولكن اعداد ابنه لرئاسة مصر كان الهدف الاعلى والاسمى الذي يضعه نصب عينية ،وبذلك فقد مبارك فرصة اخرى للخلاص بنفسه من سخط الشعب المصري . وسلط لفانون الضوء على فرصة اخرى كان يمكن لمبارك ان يستغلها في انهاء حكمة بصورة مشرفة ، وقال لفانون ان مبارك كان يمكنه الاطاحة بوزير داخليته " حبيب العادلي " الذي قمع المتظاهرين في عيد الشرطة بوحشية منقطعة النظير ، ولكن مبارك لم يفعل ذلك ، بل اعلن دعمه الكامل للعادلي الذي كان مكروها بشدة من الشعب المصري . وختم لفانون مقاله بالفرصة الاخيرة التي اضاعها مبارك قائلا ، ان مبارك فضل البعد عن شعبه وخاصة يوم جمعة الغضب ، حيث لم يواجه شعبه ولو عبر شاشات التلفاز ، واضاف ان مطالب الشعب تطورت بسبب بعد مبارك عن مواجهة الشعب ، فقد تحول الشعب من المطالبة بالحرية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية .... الى المطالبة برحيل مبارك نفسه ، وقد كان ما اراده الشعب ورحل مبارك .