أعلنت الحكومة السودانية اليوم انها ستقدم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي وللاتحاد الأفريقي ولعدد من المنظمات الدولية والاقليمية ضد دولة جنوب السودان لسماحها بدخول قوات تابعة لمتمردي دارفور لاراضيها . وقالت الخارجية السودانية في بيان لها ان رتلا عسكريا يتكون من 79 سيارة مسلحة تحمل على متنها قوة عسكريه تقدر 350 مقاتلا من حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور فضلا عن 28 عربة تجارية تمكنت من دخول جنوب السودان أمس الأربعاء. وطالبت الخرطوم من المنظمات الدولية والإقليمية أن تساعدها فى الضغط على الجنوب كي تمتنع عن تقديم أي مساعدة لهذه القوة وتجردها من سلاحها وتسلم المطلوبين منهم للعدالة في السودان. واوضحت الخارجية ان تلك القوات قامت خلال دخولها لولايتي شمال كردفان ودارفور بعمليات نهب وسلب واختطفت نحو 500 مواطن من مختلف المناطق التى هاجمتها ونهبت اموالا تقدر بحوالي ملياري جنية سوداني. وشددت الخارجية على أن الطريقة التي ستتعامل بها جنوب السودان مع هذا الموضوع ستنعكس على مسار تطبيع العلاقات بين البلدين وعلى علاقتهما المستقبلية "ولهذا يطلب السودان من دولة الجنوب أن تتعامل مع هذا الأمر بالجدية التى يقتضيها حديثها عن رغبتها فى حسن الجوار ويتطلبها التزامها الدولي". و قد عبرت القوة المسلحة، والعربات المنهوبة والمواطنون المختطفون الى دولة جنوب السودان عبر معبر السرج والسكارة، جنوب أبومطارق جنوب الضعين و هي تتمركز الآن في منطقة تمساحة جنوب حدود 1956 ؛ وقد نقل الجرحى الى مستشفي جوج مشار في المنطقة كما خصص معسكر قريب من منطقة راجا لتجميع وتدريب المقاتلين بما في ذلك المواطنين الذين تم خطفهم . واشارت الحكومة السودانية الي أن السلطات القانونية والقضائية قد شرعت في اجراءات وملاحقات قانونية في مواجهة قادة وجنود حركة العدل والمساواة ، الذين هاجموا المدنيين وروعوا المواطنين الآمنين طوال خط سيرهم وهم يتوجهون نحو الجنوب، حيث بدأت الحركة عمليات النهب والسلب في منطقة أم قوزين وأرمل بولاية شمال كردفان وامتدت حتى شملت مناطق ود بندة . كما شرعت السلطات في حصر الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالمواطنين وحصر الاموال المنهوبة . وكانت حركة العدل والمساواة بزعامة خليل ابراهيم الذي قتل بقصف جوي الجمعة الماضية شنت هجوما على ولاية شمال كردفان المتاخمة لاقليم دارفور من عدة محاور في هجوم معلن هدفه الوصول للخرطوم لاسقاط حكومة البشير الا ان القوات غيرت وجهتها نحو الجنوب بعد مقتل زعيمها . يذكر ان جنوب السودان انفصل عن الشمال رسميا في يوليو الماضي بموجب نتائج استفتاء علي تقرير المصير تم تنفيذا لاتفاق السلام المبرم بين الطرفين عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب الاهلية الطاحنة . وشهدت علاقات البلدين توترات مستمرة واتهامات متبادله منذ الانفصال حيث مايزال عدد من الملفات عالقة بينهما بشأن تسويات الوضع بعد الانفصال