أعلنت كبرى الجماعات المتمردة في إقليم دارفور بغرب السودان أنها نجحت في مهاجمة موقع تابع للحكومة بالتعاون مع مقاتلين مناهضين للخرطوم في ولاية جنوب كردفان التي تتاخم جنوب السودان. ولم يتسن التحقق من جهة مستقلة من صحة تقرير حركة العدل والمساواة، لكنه يشير إلى تنسيق أكبر بين عدد من الجماعات المتمردة في الشمال بعد انفصال جنوب السودان في التاسع من يوليو. كما لم يتسن على الفور الوصول إلى متحدث باسم الجيش السوداني للتعليق على التقرير. وقال الطاهر الفقي، المسؤول الرفيع في حركة العدل والمساواة، إن حركته هاجمت ثكنة للقوات الحكومية في جنوب كردفان في العاشر من يوليو بعد يوم من انفصال الجنوب في عملية مشتركة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان/القطاع الشمالي. وذكر أن العملية انتهت يوم 17 يوليو. وقال الفقي في اتصال هاتفي إن الهجوم أسفر عن الاستيلاء على عدد كبير من قذائف آر.بي.جي وبنادق كلاشنيكوف. وقال إن حركته ستقوم بمزيد من العمليات المشتركة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان/القطاع الشمالي. وأصبح جنوب السودان دولة مستقلة في التاسع من يوليو بعد أن صوت مواطنوه في استفتاء لصالح الانفصال عن السودان بموجب اتفاق عام 2005 لإنهاء عقود من الحرب الأهلية. وفقدت الخرطوم نحو ثلاثة أرباع احتياطياتها من النفط في هذا الانفصال. وجنوب كردفان هي أكبر ولاية نفطية متبقية وبها مقاتلون انحازوا للجنوب في معركته ضد الخرطوم. واندلع القتال بين مقاتلين موالين للجنوب والقوات الحكومية في جنوب كردفان في الخامس من يونيو. وتقع ولاية جنوب كردفان على حدود جنوب السودان وعلى حدود دارفور ومنطقة ابيي المتنازع عليها، وتصاعد القتال مع استخدام المدفعية والطائرات. وقال موظفو إغاثة إن أزمة إنسانية بدأت تظهر في المنطقة. وأعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إنه يشعر بقلق خطير إزاء العنف في المنطقة الحدودية، ودعا إلى وقف فوري للعمليات القتالية هناك. وجاء في مسودة تقرير للأمم المتحدة إن تصرفات الجيش السوداني المزعومة تصل إلى حد جرائم حرب. وتنفي الخرطوم هذه المزاعم. ويشهد إقليم دارفور تمردا آخر منذ عام 2003. وتقدر الأممالمتحدة عدد القتلى في الصراع بنحو 300 ألف، بينما تقدره الخرطوم بنحو عشرة آلاف.