أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن جهود القوى الليبرالية والعلمانية وغيرها من التيارات السياسية مازالت تحاول بكل طاقاتها مجاراة التيار الإسلامى الذى أظهر تفوقا كبيرا فى الجولة الانتخابية الأولى، معبرا عن تنام واضح فى النفوذ الدينى على مستوى الشعب المصري. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المحاولات التى يقف وراءها المئات من شباب الثورة المنتمين لتيارات غير إسلامية كاليسارية والليبرالية يحاولون جاهدين إنقاذ مكاسب ثورتهم، من أجل الحفاظ على نصيب ولو ضئيل من المقاعد البرلمانية، ومن ثم أن يكونوا قادرين على المشاركة فى وضع الدستور الجديد وتشكيل الحكومات القادمة، حتى لا يبدو أن جهدهم فى إشعال الثورة قد ضاع هباء، خاصة فى ظل الصراع الناشب بينهم وبين المجلس العسكرى، فى ظل محاولة الأخير ركوب موجة الثورة، الأكثر من ذلك ما تردد عن تحالفه سرا مع جماعة الإخوان المسلمون وهو ما ظهرت بوادره فى أكثر من مناسبة. بالمقابل وعلى الجانب الآخر، فإن القوى الإسلامية التى انخرط ممثلوها فى حزبى "النور" و"الحرية والعدالة"، يحاولون بدورهم اللحاق بركب المشاركة فى الحياه السياسية بعد عقود من القهر المنظم الذي تعرضوا له فى ظل نظام الرئيس المخلوع "مبارك"، الذى اتسم بالحفاظ على المظاهر العلمانية ومحاربة أى مظهر إسلامى على الساحة السياسية، وهو ما عبرت عنه نتائج الجولة الأولى المبهرة التى كشفت عن اجتياح قوى التيار الإسلامى لنحو 70 % من مقاعد البرلمان فى المرحلة الانتخابية الأولى، وهو ما يتوقع أن يتكرر مجددا ولكن ربما بصورة أقل فى المرحلة الثانية الجارية فعالياتها حاليا.