نشر الموقع الإخباري الإسرائيلي "إسرائيل نيوز" اليوم خبرا حول انسحاب القوات المصرية من حدودها المشتركة مع إسرائيل في سيناء، والمقدر عددها ب 11 ألف جندي مصري. وأوضح الموقع أن مصر بدأت اليوم في الانسحاب الجزئي للقوات المرابطة في شبه جزيرة سيناء والتي كانت قد نشطت في الفترة الأخيرة للتصدى للهجمات الإرهابية في سيناء. وأضاف الموقع أن القوات المصرية تنسحب لقمع أعمال الشغب التي تعصف بالمدن المصرية جراء استمرار حالة الاعتصام وتكراراها المتتالي. وكتب الموقع أن إنهاء مصر لحملتها الأمنية في سيناء للتصدي للهجمات الإرهابية الأخيرة غير مقلق لأنه في كل الأحوال لم يأت بأي ثمار. ودلل على ذلك بأن عمليات تفجير خطوط الغاز بين مصر وإسرائيل مستمرة وتكررت للمرة الثامنة على التوالي حتى في ظل وجود القوات. وواصل الموقع انتقاده للجهود الأمنية المصرية قائلا: "إن حماس تطلق صواريخها باتجاه إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، كما أن الميليشيات الإسلامية تعمل في سيناء بحرية، وفقا لزعم الموقع. وادعى الموقع أن آلاف المهاجرين غير الشرعيين من البدو والأفارقة يتسللون إلى إسرائيل مؤخرا في ظل ضعف الأمن بسيناء. أما صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية فقد أهتمت بعمل تقرير حول معاهدة كامب ديفيد بعد الثورة حيث قالت: إن معاهدة "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل أصبحت حبرًا على ورق، ولم تعد إسرائيل تحصل على السلام الذي كانت تعيشه خلال العهود السابقة قبل ثورة 25 يناير. وأكدت الصحيفة في عددها الصادر أمس - السبت - أنه بالنظر إلى ما تبقى من اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الموقع عام 1979 نكتشف أشياءً مثيرة للقلق، فالجبهة الجنوبية لإسرائيل لم تعد آمنة كما كان يعتقد سابقًا، وأن ما تبقى من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بعد 32 عامًا، ليس إلا وهمًا. وتابعت: " الأحزاب الإسلامية حققت إنجازات رائعة حتى في الجولة الأولى من الانتخابات المصرية، وهذا يثير حالة من القلق داخل إسرائيل من إمكانية أن تتحول مصر للعداوة مع إسرائيل بعد سنوات السلام". وأضافت "ان مصر وإسرائيل انتقلتا من السلام البارد إلى هدنة بحكم الأمر الواقع، وخرقها بين الحين والأخر، عندما يتم شن هجمات على إسرائيل انطلاقًا من سيناء بالتأكيد أفضل من الوضع قبل عام 1979، ولكن من الصعب أن نستبعد احتمال أن الأمور لن تتدهور أكثر". وأشارت الصحيفة إلى أن الأضرار التي لحقت بالعلاقات المصرية الإسرائيلية ظهرت أثارها بشكل واضح في مجالات السياحة والتجارة والدبلوماسية أيضا، ويرجع هذا في بعض الأحيان بسبب الأوضاع الأمنية في سيناء، وأحيانا إلى السياسات المصرية، فإسرائيل ومصر الموقعة على اتفاقية (الكويز) التي تسمح بدخول منتجات مصرية تدخلها مواد إسرائيلية للولايات المتحدة، مع تخفيضات جمركية كبيرة تعرضت في الأشهر الأخيرة لبعض الحوادث المقلقة، حيث تم إطلاق النار على الشاحنات التي تنقل المواد الخام الإسرائيلية لداخل مصر، الأمر الذي أدى إلى توقف هذه الشاحنات". وأوضحت أن صادرات مصر من الغاز الطبيعي إلى إسرائيل توقفت تقريبا منذ نهاية يناير، حيث تعرضت الأنابيب التي تنقل الغاز للتخريب، 9 مرات، كما أن هذه الهجمات التي تنفذها الجماعات البدوية تجعل مصر تفكر في إغلاق خط الأنابيب بالكامل، وفي الواقع فإن هذا الغاز لم يتدفق باستمرار على أي حال منذ الثورة. وشددت على أن مصر وإسرائيل لا تزالان تحافظان على علاقات دبلوماسية وأمنية، ولكن ليس علنًا، فقد تم إغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد هجوم الجماهير الغاضبة في سبتمبر، وحاليا لا توجد خطط معلنة لإعادة فتحها، كما أن السفير الإسرائيلي الجديد يعقوب أميتاي الذي حل محل اسحق ليفانون، لم يقدم حتى الآن أوراق اعتماده إلى القاهرة، مشيرة إلى أن هذه الحوادث وغيرها تجعل السلام بين مصر وإسرائيل حبرًا على ورق، وليس له إلا الاسم فقط.