أكد رئيس الوزراء الصينى ون جيا باو حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع العالم العربى والاسلامى وتعميق الثقة السياسية والتعاون الاستراتيجى فى كافة المجالات، مشيراً إلى أن أهمية تعزيز العلاقات المشتركة بين الجانبين خاصة فى ظل المتغيرات الجديدة التى يشهدها العالم مع تعاظم تحديات العولمة وما يشهده العالم من تأثيرات الأزمة المالية العالمية، وقال أن الصين نجحت فى تطوير علاقاتها مع العرب من خلال المنتدى العربي- الصينى الذى انطلق منذ العام 2004 مؤكداً على ضرورة دعم السلام و الاستقرار فى العالم ومواصلة الحوار والتشاور لحل النزاعات والصراعات خاصة فى منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال كلمته أمس التى وجهها من مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى العالمين العربى والاسلامى بحضور عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية والسفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى القاهرة وعدد كبير من المسئولين الصينيين والشخصيات العربية ونواب البرلمان المصرى. أشار رئيس الوزراء الصينى فى كلمته التى حملت عنوان "احترام التنوع الحضارى" إلى أن الصين ترفض كافة أشكال العنف والارهاب وتعارض بشده ربط الإرهاب بشعب أو دين معين لافتا الى ضرورة العمل على خلق نظام عالمى وبيئة دولية يسودها الأمن والاستقرار. وأضاف ان الصين ستواصل جهودها الداعمة للعالم العربى والدفع قدما بعملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط حيث لن يتحقق السلام الا باستعادة الحقوق الفلسطينية واقامة دولته المستقلة، لافتا الى أن الصين تؤيد مبادرة السلام العربية كخيار استراتيجى لاحلال السلام بالمنطقة، داعيا الى ضرورة استبدال الصدام بالحوار والمصارحة كسبيل للمصالحة و حل مشكلات الشرق الاوسط، وقال إن الصين على استعداد لمواصلة الاتصالات مع كافة الدول لتحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وأشار الى ان الصين ستواصل استثماراتها فى الدول العربية و العمل من أجل تقوية الاقتصاديات العربية وتوفير فرص العمل ورفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية و تقديم المساعدات الانسانية لتحسين مستوى المعيشة ومواجهة الفقر وتحقيق التنمية الذاتية. من جانبه أشاد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بموقف الصين المشرف بشأن المصادقة على تقرير جولدستون فى مجلس حقوق الإنسان ثم فى الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمر الذى كان له الأثر البالغ لدى الرأى العام العربى الرسمى والشعبي. اشار موسى بعمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تربط بين العالم العربى والصين والتى تستند على مبادئ الصداقة والمساواة والاحترام المتبادل وتهدف إلى بناء علاقات دولية متوازنة بما يحقق التنمية والاستقرار والسلام وهنأ موسى الصين قيادة وحكومة وشعبًا بمرور 60 عامًا على تأسيس جمهوريةالصين الشعبية.قال موسى إنه إذا كانت الدول العربية والصين قد تبادلا الدعم السياسي، وقد وقفت الصين إلى جانب الدول العربية فى نضالها للتخلص من الاستعما، فإن العلاقات العربية - الصينية مؤهلة اليوم للانتقال إلى مرحلة جديدة لشراكة استراتيجية حقيقية. موضحاً أن جامعة الدول العربية تؤكد مجددًا التزامها بمبدأ الصين الواحدة وسيادة وسلامة ووخدة أراضيها، وتثق فى أن الصين ستواصل دعمها للقضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على أرضه كاملة وعاصمتها القدس، وفقًا لمبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية باعتبارها إحدى المرجعيات الهامة لاستئناف عملية السلام فى مساراتها المختلفة.