في الوقت الذي أشاد فيه الرئيس حسني مبارك بالتجربة الناجحة للصين في التنمية والتقدم الاقتصادي، شدد علي أن تحقيق الهدف المشترك لتعميق التعاون الصيني الإفريقي يتطلب التأكيد عدد من المبادئ والأولويات يأتي علي رأسها تأكيد المبادئ التي قام عليها المنتدي والتمسك بمفاهيم التكافؤ والتعاون الجاد والمنافع المتبادلة، مشيرا إلي ضرورة تواصل الحوار والتشاور وتنسيق المواقف بين الصين وإفريقيا للدفاع عن مصالح الشعوب في المحافل والتجمعات الدولية، إضافة إلي تعزيز التعاون علي المستويين الثنائي والقاري لدعم الجهود الإفريقية لتحقيق السلام والأمن في القارة باعتباره الركيزة الأولي لتحقيق التنمية الشاملة لشعوبها. ولفت الرئيس مبارك في كلمته بافتتاح المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدي التعاون بين الصين وإفريقيا إلي ضرورة تضافر جهود الصين وإفريقيا لترسيخ مفاهيم الديمقراطية في العلاقات الدولية، ونبذ ازدواج المعايير علي الصعيدين السياسي والاقتصادي، إضافة إلي التصدي لتهميش افريقيا والعالم النامي في آليات صنع القرار الدولي، والمطالبة بمشاركة أكبر في المؤسسات والتجمعات الاقتصادية والمالية الدولية، خاصة مجموعة الثماني ومجموعة العشرين، بما يتيح الاسهام الفاعل في صياغة نظام اقتصادي وتجاري جديد يصحح التناقضات القائمة ويراعي مصالح شعوب الجنوب التي تشكل ما يزيد علي ثلثي سكان العالم. ونوه إلي مطالبة الدول الكبري بحكم مسئوليتها عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية بضرورة النهوض بالتزاماتها لمعالجة تداعيات هذه الأزمة والعمل من أجل الاسراع بإنهاء جولة الدوحة للمفاوضات التجارية متعددة الأطراف علي نحو يراعي مصالح الدول الإفريقية. وأكد الرئيس مبارك في ختام كلمته أن الصين أثبتت بتجربتها الناجحة خلال الثلاثين عاماً الماضية أن التقدم الاقتصادي ليس حكرا لدولة أو جنس أو لون. وقال الرئيس مبارك إننا نعتز بما حققته بالفعل الشراكة بين الصين وإفريقيا إلا أن الطريق لايزال طويلا. ومن جانبه تعهد رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو بتقديم عشرة مليارات دولار قروضا لإفريقيا في صورة قروض ميسرة خلال السنوات الثلاث المقبلة قائلا: الصين "صديق حقيقي يمكن الوثوق فيه" للقارة الإفريقية وشعوبها. وكان الرئيس مبارك قد استقبل رئيس الوزراء الصيني لدي وصوله إلي مقر انعقاد المؤتمر بمركز المؤتمرات، حيث استقبلا سويا رؤساء الوفود من رؤساء الدول أو نواب الرئيس أو رؤساء الوزراء، حيث شارك في المؤتمر 20 رئيس دولة، علي رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير وروبرت موجابي رئيس زيمبابوي ونائب رئيس ورئيس ووزراء ورؤساء وفود من 49 دولة إفريقية. وقال جيا باو في كلمته أمام المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدي التعاون بين الصين وإفريقيا إن هذا المنتدي ومنذ إنشائه قبل 9 سنوات ظل يلعب دورا مهما في ترشيد وتدعيم العلاقات الصينية الإفريقية، وأصبح مع مرور الزمان حرا لتوفيق الصداقة. كما أشار إلي أن كلا من الجانبين يسعيان إلي تطوير الشراكة الاستراتيجية الجديدة القائمة علي المساواة والثقة المتبادلة والتعاون المشترك اقتصاديا والتواصل والاستفادة المتبادلة ثقافياً. وبدوره دعا د. أحمد نظيف رئيس الوزراء إلي دعم عملية التنمية والعمل المشترك علي المسار المصري الصيني ليصبح نموذجاً للعلاقات بين الصين والشعوب الإفريقية. وأشار د. نظيف في كلمة له أمام المؤتمر إلي أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال البنية الأساسية وبحث فرص التعاون بين مصر والصين في العديد من المشروعات المشتركة، مشيرا إلي أن الصين أصبحت من الشركاء الأساسيين في إفريقيا حيث بلغت صادرات الصين إلي إفريقيا حوالي 51 مليار دولار العام الماضي، وقد بلغ حجم الاستثمارات الصينية إلي إفريقيا ما يقرب من 10% من إجمالي الاستثمارات الصينية العالمية بما يعادل 6 مليارات دولار. أما رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة فأوضح أن التبادل التجاري لمصر مع الصين سيزيد من 6 مليارات دولار في الوقت الحالي إلي 10 مليارات خلال ثلاث سنوات، مشيرا إلي أن مصر تعمل علي اعطاء أولوية لتصدير منتجات ذات قيمة مضافة إلي الصين مثل الكيماويات ومواد البناء والمنتجات الجلدية. وأوضح أن الصادرات المصرية محدودة لا تزيد علي 300 مليون دولار ولكن يوجد برنامج آخر وافق عليه وزيرا التجارة في مصر والصين يهدف إلي تعزيز الصادرات المصرية إلي الصين، ويركز هذا البرنامج أيضا علي المنتجات ذات القيمة المضافة. وقال "إنني آمل أن تزيد صادراتنا إلي 1،5 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة". وأكد المهندس رشيد علي قدرة الدول الإفريقية علي إدارة مصالحها الاقتصادية وفقا لما تراه محققا لمصالح شعوبها مستنكرا ما يتردد من أن التواجد الاقتصادي الصيني في إفريقيا هو نوع من الاستعمار الاقتصادي للقارة الإفريقية، وكان رشيد يتحدث في مؤتمر صحفي مساء أمس الأول أوضح فيه حرص مصر علي التواجد السلعي في دول حوض النيل.