ولى العهد الراحل .. والعاهل الحالى فجرت الوفاه المفاجئة لولى العهد السعودى - الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - عاصفة من التساؤلات بشأن الرجل الذى سيعتلى عرش المملكة التى ناطحت مصر أخيرا وكثيرا على زعامة المنطقة العربية. فالمتابع للمشهد داخل كواليس العائلة المالكة، يكتشف من الوهلة الأولى، قدر الشيخوخة التى أصابت جميع المرشحين لولاية عهد السعودية، إذا لحق الملك عبد الله بولى عهده فى أى لحظة قادمة، خاصة وأنه بدوره قد خضع مؤخرا لعملية جراحية دقيقة بالرياض، قيل أنها أجريت من أجل علاج ظهره من مشكلات صحية، وهو ما يرشح البلاط الملكى لأن يشهد صراعا رهيبا سرا وعلانية، على خلفية رغبات متشابكة من جانب عديد من التيارات فى السيطرة على مقدرات الحكم هناك على مدى الأعوام المقبلة. ولا يمكننا بطبيعة الحال إغفال الدور الأميريكى عندما يتعلق الأمر باختيار حاكم البلد الذى يعد الحليف العربى الأول حاليا .. بعد سقوط سابقه فى الترتيب وهو نظام الفاسد مبارك، الذى كان بمثابة كنز استراتيجى للمشروع الصهيو - أميريكى بالمنطقة، باعتراف زعماء أمريكا و"إسرائيل" على حد سواء. وهو ما يعنى أن دائرة الحكم فى السعودية هى من صميم الاهتمام الأميريكى والإسرائيلى، وذلك حرصا منهما - مثلا - على ضرورة تدخلهما لمنع مرشحين منتمين للتيار الوهابى - الراديكالى - المعروف بقوته فى البلاد، بينما سيكون التركيز منصبا على أسماء أمراء معروفون لدى الأميريكيين بولائهم لواشنطن، منهم على سبيل المثال، الأمير بندر .. الذى كان سفيرا للمملكة فى واشنطن لأكثر من عقدين، وهو فى الوقت الحالى يشغل منصب رئيس مجلس الأمن القومى هناك.. أو الأمير مقرن بن عبد العزيز - رئيس المخابرات السعودية - ذات التعاون الوثيق مع نظيرتها الأميريكية الCIA. وهناك أيضا الأمير نايف، ذى الثمانية وسبعين عاما - وهو أخ غير شقيق لعاهل السعودية - إلا أن ترشيحه يتعارض ومحاولات ضخ دماء شابة فى شرايين العرش السعودى، على عكس ما جرى عندما تولى الملك عبد الله الحكم - عام 2005 - وكان وقتها قد تخطى السبعين من عمره بالفعل. ويبقى أخيرا دور "هيئة البيعة" التى سبق وأن تم تأسيسها عن طريق خادم الحرمين الشريفين، من أجل تفادى سقوط المملكة فى بحر من الفوضى حال وفاته التى ربما باتت الآن أقرب من أى وقت مضى.