كشغت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميريكية، إن شهادة المشير طنطاوي التي أدلى بها أمس في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك يمكن وضعها فى سياق محاولة لإخلاء ساحة المؤسسة العسكرية من أى دور فى إدانة "مبارك" حيث لم تثبت شهادة المشير أو تنفى أى شيئ. ووصفت الصحيفة شهادة المشير بأنها جاءت مخيبة لآمال المدعين العامين الذين كانوا يأملون أن تساعد شهادته في حسم ما إذا كان الرئيس المخلوع قد أمر بقتل المتظاهرين العزّل خلال الثورة التي أطاحت به من السلطة في 11 فبراير الماضي. ووصفت الصحيفة ظهور المشير طنطاوي – الذي مثل أمام محكمة جنايات القاهرة أمس للإدلاء بشهادته في مواجهة مبارك للمرة الأولى منذ الإطاحة بالأخير- باللحظة المثيرة في محاكمة تتأرجح بين اللحظات المؤثرة التي توضح هشاشة الاستبداد، وبين مشاهد الفوضي بالمحكمة التي قوضت ثقة الجماهير في الإجراءات. ونقلت عن محامين قولهم، إن شهادة المشير طنطاوي، التي استمرت قرابة الساعة، جاءت مخيبة لتوقعاتهم. وقال أحد المحامين إن المشير طنطاوي فشل في أن يقدم أي دليل بشكل أو آخر حول دور الرئيس المخلوع في قمع المتظاهرين عندما قال إنه لم يكن حاضرًا في الاجتماعات التي كان من شأنها حسم القضية. وتابع المحامي الذي رفضت الصحيفة تسميته: "كنا نعتقد أنه إما سيقول نعم أو لا و يحل القضية برمتها، ولكن هذا لم يحدث". وترى الصحيفة أنه إذا ما صحت أقوال المحامين فإن ذلك قد يؤدي إلى تعميق الشكوك في البلاد من أن حلفاء الرئيس المخلوع السابقين بالجيش ربما يحاولون تبرئة ساحه من تهم أكثر خطورة، مشيرة إلى أن القادة العسكريين لا يرغبون في توريط أنفسهم في القرارات التي تم اتخاذها قبل الإطاحة بالرئيس. وقالت إن تلك الشكوك برزت في وقت مبكر من المحاكمة حينما قام أول خمسة شهود، وجميعهم من رجال الشرطة، بإنكار تصريحاتهم الأولية حول صدور تعليمات من قيادات الشرطة باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وأشارت إلى أنه في ذلك الوقت بدا من الواضح أن الادعاء يسعى لبناء قضية ضد قادة البلاد السابقين من الأسفل إلى الأعلى. ** ونلفت هنا إلى أن المشير الذى شهد أمس بأنه لم يتلق أمرا من الرئاسة بإطلاق النار على الثوار، كان قد سبق وصرح فى مؤتمر عقد بالكلية الحربية قبل شهور بأن "الجيش" رفض تنفيذ أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين فى ميدان التحرير، فى محاولة منه للتأكيد على أن الجيش هو الذى حمى الثورة (!!) والرابط التالي يتضمن فيديو يثبت تلك التصريحات..: http://www.youtube.com/watch?v=hDzORk0UIAI&NR=1