قال اسامة عبد العزيز رئيس قسم الاخبار بجريدة الاهرام ورئيس مكتب الاهرام فى العاصمة التركية انقرة سابقا ان توقيت زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان الى القاهرة يمثل زخما حقيقيا لتوثيق الروابط بين البلدين المحورين فى منطقة الشرق الاوسط على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية كما يمثل عزلة لاسرائيل والتى تشهد علاقاتها بالقاهرةوانقرة توترا حقيقيا غير مسبوق بسبب السياسات الاسرائيلية التى تتصف بالصلف والعجرفة. واشار فى لقاء ببرنامج صباح الخير يا مصر الثلاثاء ان استقبال اردوغان الحافل فى القاهرة ليلة امس تشبه الى حد كبيراستقباله الشعبى بالعاصمة التركية بعد انسحابة من مؤتمر دافوس الاقتصادى بعد رفضه لحديث رئيس دولة اسرائيل الجارح لشخصه ولتركيا . واكد الكاتب الصحفى ان الموقف الاسرائيلى فى اضعف حالاته بالرغم من المساندة التقليدية من الولاياتالمتحدة واشار الى ان زيادة فرض العزلة السياسية ستجبر الدولة العبرية على تغيير سياستها تجاه جيرانها ودول المنطقة والتى انتهجتها على مدى ستين عاما واعتمدت على فرض الامر الواقع والتعالى واكد ان حادث الاعتداء على رجال الحدود المصريين ورفض تقديم الاعتذار يشبه التوجه ذاته فى الاعتداء على النشطاء على متن سفينة الحرية التركية فى رحلتها السلمية لمساعدة الشعب الفلسطينى فى غزة . واوضح اسامة عبد العزير ان الزيارة تاتى ايضا فى وقت تاريخى يتمسك فيه الفلسطينيون بخيار اعلان دولتهم بالرغم من معارضة الولاياتالمتحدة واسرائيل . واضاف ان الحوار الاستراتيجى الذى سينطلق فاعلياته اليوم كان قد تم الاتفاق عليه من حيث المبدا عام 2007 فى بداية التحسن الحقيقى فى العلاقات المصرية التركية واشار الى زيادة التبادل التجارى وتحسن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين كان حجر الزاوية طوال السنوات الاربع الماضية خاصة مع تنفيذ منطقة التجارة الحرة بين البلدين ولكن لم تشهد العلاقات على المستوى السياسى والعسكرى نفس النمو وهو ماستحاول الزيارة الحالية لاردوغان تعويضه خاصة بعد التغييرات السياسية الكبيرة التى احدثتها ثورة الخامس والعشرين من يناير على التوجه السياسى لمصر. واستبعد اسامة عبد العزيز استنساخ النموذج التركى فى مصر نظرا للتوجهات المختلفة للبلدين خاصة ان تجربة تركيا العلمانية راسخة واستمرت ل70 عاما متوالية تولى فيها حزب الشعب الجمهورى المعارض الحكم ولم يتسن تغيير السياسات تجاه التيار الاسلامى الذى اكتسب قدرة على تجنب المخاطرعلى مدى عقود الابعد نجاح اردوغان وحزبه فى الوصول الى الحكم بعد حصوله على اغلبية برلمانية تؤهله لتحقيق رؤيته الخاصة بالجمهورية الثانية لتركيا والتى بدات عام 2002 وحولت تركيا لوجه جديد . واشار الى النموذج المصرى الخاص الذى استبعد السياسات الليبرالية لمدة ستين عاما واستبعد ايضا التيار الدينى من الساحة السياسية بشكل شبه كامل وهو ما دفع جماعة الاخوان المسلمين بالترحيب الخاص منها لزيارة رئيس الوزراء التركى الاسلامى التوجه والذى يعتبر اول رئيس وزراء تركى يقوم بزيارة رسمية لمصر منذ خمسة عشر عاما .