عبرت وسائل الإعلام العبرية عن قلق إسرائيل من زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان التي بدأها إلى مصر أمس في مستهل جولة عربية تشمل أيضا ليبيا وتونس، مع تنامي النفوذ التركي بالمنطقة، في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من العزلة، على خلفية الأزمة الأخيرة مع مصر، وبعد أن شهدت العلاقات بين الدولة العبرية وتركيا توترًا غير مسبوق منذ العام الماضي بلغ ذروته مؤخرًا بقرار الحكومة التركية طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة ردا عل رفض تل أبيب الاعتذار عن مقتل تسعة ناشطين أتراك في الهجوم على أسطول الحرية في العام الماضي. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن زيارة أردوغان إلى مصر هي الأولى على مستوى رئيس وزراء تركيا منذ 15 عاما ويهدف من ورائها إلى مد تأثيره بالمنطقة، كما من المتوقع أن يلقي المزيد من التصريحات الهجومية ضد إسرائيل بميدان التحرير، رمز الثورة المصرية الذي أسقط منه المصريون رئيسهم السابق حسني مبارك. وأوضحت أنه خلال الأسابيع الأخيرة لم يكن يمر يوم واحد إلا ونسمع تصريحات من هذا النوع، وأضافت أن الزيارة جاءت في أعقاب اقتحام المتظاهرين المصريين للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة منذ أيام، لكنها قالت إن أردوغان لن يزور قطاع غزة لكي لا يحرج المصريين الذين يقومون باستضافته. مع ذلك استبعدت الصحيفة إقامة علاقة إستراتيجية بين مصر وتركيا، ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها: "المصريون لا يحبون طموحات أرودغان لمد تأثيره بالمنطقة، لهذا فالحديث عن حلف استراتيجي بين القاهرةوأنقرة ليس الا عرضًا تركيًا "شو" ولا يمت للواقع بصلة"، بحسب قولها. وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من تقليل المصادر من هذا التحالف إلا أن زيارة أردوغان تتضمن توقيع اتفاقيات تعاون عسكري واقتصادي. وأضافت أن هناك مخاوف في إسرائيل من نية أردوغان لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل فترة قصيرة من توجه الأخير للأمم المتحدة للحصول على مصادقتها على الدولة الفلسطينية. كما سيقوم بزيارة تونس وليبيا، ليصبح بذلك أول رئيس حكومة أجنبية يزور طرابلس الغرب بعد سقوط القذافي. من جانبه، عبر موقع "واللاه" الإسرائيلي عن الخوف الإسرائيلي من تحالف مصري تركي، بقوله إن أردوغان سيؤسس محورا استراتيجيا مع مصر خلال زيارته، حيث سيوقع على اتفاقيات تعاون اقتصادي وعسكري. وكان السفير المصرى لدى تركيا عبد الرحمن صلاح الدين وصف زيارة رئيس الحكومة التركية إلى مصر بأنها "تاريخية" في ضوء الظروف الإقليمية الراهنة، موضحا أن هناك جهودا حثيثة تبذل من الجانبين المصرى والتركي لتعزيز التعاون. وقال إن التطورات المتلاحقة فى المنطقة قربت بين البلدين الأمر الذى استلزم توثيق العلاقات، مضيفا إن القاهرةوأنقرة تتطلعان إلى تحالف أقوى، واصفا الشراكة المصرية التركية بأنها ستكون نموذجا واعدا في المنطقة. وقال إن البلدين يتمتعان بعلاقات خارجية وثيقة يمكن من خلالها حل صراعات الشرق الأوسط سلميا، ورأب الصدع العربي الإسرائيلي.