رشحت وكالة رويتر في تقرير لها بثته اليوم خمسة أسماء لرئاسة الجمهورية خلفًا للرئيس المصري حسني مبارك، الذي لم يفصح حتى الآن عما إذا كان سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة عام 2011، وتسبب هذا الغموض في إثارة المخاوف بشأن ما إذا كان بإمكانه تأمين انتقال سلس للسلطة في حياته. وأشار التقرير إلى أنه يعتقد على نطاق واسع أن جمال مبارك نجل الرئيس المصري هو المرشح الأرجح لقيادة مصر الحليفة للولايات المتحدة في حال ترك والده الحكم. وقال عقب ذلك: لكنه "ليس الوحيد الذي ينافس على المنصب". ومع أن الرئيس مبارك كان قد صرح عام 2006 أنه سيحكم مصر إلى آخر نَفَس، إلا أن أكثر وجهات النظر ذيوعا تؤكد أن جمال مبارك 45 عاما المصرفي السابق يجري إعداده للحكم. في الوقت الذي ينفي فيه كل من الرئيس المصري وابنه هذا الامر. وأضاف التقرير أن نجل الرئيس متصل عن قرب بإجراءات الإصلاح الاقتصادي وله حلفاء تكنوقراط في حكومة والده، كما أنه مسموع الكلمة لدى المستثمرين. وأشار التقرير إلى أن جمال مبارك يواجه عقبة هي أنه ليس له خلفية عسكرية. ويقول محللون: إن هذا الأمر قد يمثل عقبة كبيرة أمام توليه المنصب. كما أكد التقرير أن أبرز المرشحين للرئاسة بعد جمال مبارك هو اللواء عمر سليمان مساعد الرئيس المقرب الذي برز كوسيط مهم في عملية السلام في الشرق الأوسط وكذلك بين الفصائل الفلسطينية. وأشار التقرير إلى أن سليمان إن لم يبرز كمرشح فعلي للرئاسة، فإن الكثيرين يتكهنون بأنه يمكن أن يكون صانع الرئيس. كما رشح تقرير الوكالة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، مؤكداً أن موسى (73 عاما) الوزير الأسبق للخارجية لم يستبعد السعي لرئاسة البلاد حين سئل عن ذلك في وقت سابق من الشهر الحالي، وأضاف أن موسى نال ثناء الكثيرين من المصريين العاديين لانتقاده إسرائيل والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وفي انتخابات عام 2005 أطلقت جماعة مصرية حملة تدعوه لخوض الانتخابات. وفي نفس السياق ظهرت الرغبة لدى عاملين في الحقل الجامعي وليبراليين في ترشيح محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كمرشح مصري يمكن أن يكون عليه توافق، لكن تعترضه عقبة وهي أنه ليس عضوًا في هيئة عليا لأي حزب وهو شرط لازم لترشحه إلا إذا ضمن تأييد أعضاء في المجالس المنتخبة. ونوه التقرير أن أيمن نور السياسي المعارض الذي احتل المرتبة الثانية بفارق كبير في الأصوات بعد مبارك في انتخابات الرئاسة عام 2005 وهي أول انتخابات رئاسة تنافسية لكنه سجن في وقت لاحق بتهم تزوير يقول: إنها لفقت لإبعاده عن الحياة السياسية، إلا أن إدانة نور من قبل محكمة جنايات القاهرة بالتزوير وهي جناية مخلة بالشرف تجعله غير مؤهل للانتخابات. لكنه قال: إنه سيتحدى مبارك عام 2011 إذا استطاع التغلب على الحظر. وفي وقت سابق من هذا العام شن نور حملة لمنع جمال من خلافة والده. وحسب التقرير فإن جماعة الاخوان المسلمين تشكل أكبر تهديد للحزب الوطني الديمقراطي وهيمنته على الحياة السياسية حيث يشغل أعضاؤها نحو خمس مقاعد مجلس الشعب؛ ولكن الجماعة تعاني من احتجاز قياداتها من وقت لآخر في حملات أمن محظورة وأي مرشح منها مضطر لخوض الانتخابات مستقلا وهو أمر عسير تماما بمقتضى قواعد الانتخاب في مصر، التي تتطلب يحصل المرشح المستقل على تزكية 65 عضوا منتخبا في مجلس الشعب و25 عضوا منتخبا في مجلس الشورى و140 عضوا في المجالس المحلية للمحافظات.