أثارت فكرة انشاء بنك الفقراء جدلا بين المتخصصين والخبراء المصرفيين وكانت وجهات النظر بين الرفض والقبول تقوم فكرة بنك الفقر على تحرير الإنسان من الفقر المذل بمنحه مالاً في صورة قروض ليدخل به إلى سوق العمل والتجارة، فيكسب عيشه، ويسترد كرامته، ويبتعد عن ساحة الجريمة، وذاك معنى الحرية والسعادة، التي أعلنتها شريعة الإسلام للحد من الفقر، وبعد 15 عاما من الدعوة الخليجية لإنشاء "بنك الفقراء" في مصر، تكررت الدعوة مرة أخرى، في الأيام القليلة الماضية، حين أعلن الأمير طلال بن عبد العزيز ،رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية، أن مصر بحاجة لأكثر من بنك فقراء يطبق آلية الاقتراض متناهي الصغر. وبخاصة بعد أن حقق المشروع نجاحا كبيرا في الدول التى تم تأسيسه فيها، وهي:الأردن ، سوريا ، اليمن والبحرين وتشكل فريق عمل مصري يضم عددا من الأكاديميين والمثقفين ، لدراسة وتنفيذ بنك لخدمة الفقراء ، على غرار بنك "جرامين" في بنجلاديش الذي أسسه أستاذ الاقتصاد في جامعات بنجلاديش محمد يونس عام 1976 ، حين اكتشف أن الخروج من دائرة الفقر لايمكن أن يحدث عن طريق المؤسسات العادية وقد وضع يونس أساس نظام تمويل غير تقليدي، يقوم على تقديم قروض للفقراء دون أية ضمانات، وبدأ بتقديم قروض لاتزيد قيمتها على 27 دولارا لمجموعة قروية فقيرة من السيدات ، تم استغلالها في إقامة بعض المشاريع الصغيرة كتربية الدواجن وإنتاج الألبان ، وتطورت فكرته إلى بنك "جرامين"، الذي أقرض أكثر من 7 ملايين فرد منذ بداية عمله ،أغلبهم من السيدات، مشترطا سداد قيمة القرض قبل الحصول على آخر المثير للدهشة، أن فكرة "أجفند" أو الأمير طلال قد نفذت ،بالفعل، في مصر وبمشاركته فيها ، عن طريق مؤسسة الأمل التى يرأس مجلس أمنائها ، وبالتالي فإن دعوته "الجديدة القديمة" بإنشاء "بنك الفقراء" في مصر ، بعد إنشائه في 4 دول عربية أخرى ، وإصراره على دخول مصر ضمن لائحة دول بنوك الفقراء، قد قوبل بالرفض والقبول والتساؤل من عدد من الاقتصاديين ، بعضهم يرى أن مصر لاتحتاج إلى بنك للفقراء ، وبخاصة أن رأس المال الاجتماعي فيها متطور جدا ، وأن هناك العديد من المنظمات والمؤسسات التى تقوم ، فعليا ، بنفس الدور المنتظر من بنك الفقراء ، والبعض الآخر يرى ضرورة تطبيقها للقضاء أوالحد من الفقر فى حين يرى أخرون أن دعوة "الأمير" الغرض الوحيد منها "الدعاية الإعلامية" والتفاخر بأنه صاحب "بنوك الفقراء" في الدول العربية الفقيرة ، وتحديدا، مصر. يقول الخبير المصرفى أحمد قورة ان هذه الفكرة نجحت فى بنجلاديش فى جنوب شرق اسيا واعتقد انها لن تنجح هنا لسلوك وعادات الشعب المصرى فالثقه بالعملاء ضعيفه والافراد محدودى الدخل ليس لديهم ماينظم عملهم والصندوق الاجتماعى انفق المليارات ولم يحقق اهدافه لان المقومات الائتمانيه غير متوفرة بسبب الكذب أو التضليل الذى يؤدى لانعدام الثقه بعكس الدول الاخرى ويضيف الخبير المصرفى محمد بدرة ان تجربه البنك بدأت فى بنجلاديش وحصل صاحبها على جائزة نوبل ويوجه للمشروعات الصغيرة والمتوسطه ليخدم قطاع كبير من الفقراء ونسبه التعسر فيها لاتزيد عن 5% واذا نجح هذا البنك فسييساهم فى الحد من الفقر ويوفر العديد من فرص العمل ويشير الدكتور عارف الدسوقى استاذ الرياضيات والمستشار السابق للجهاز المركزى للتعبئه والاحصاء الى ان نسبه الفقر الشديد تصل الى 22%واجمالى الفقراء تحت الخط يصل الى40% ويجب الاستفاده من هذه البنوك لدعم الفقراء فى مشروعات صغيره بدون أخذ ربح وتوفر لهم فرص بعيده المدى للسداد على اقساط مريحه وتعتمد على مايقدمه الاغنياء من اموال لمساعده الفقراء فهى عباره عن قرض حسن غير ربوى وستنقل مصر لمرحله جديده وتقلل من نسبه الفقر وتحول العاله الى منتجين