صرح الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، "إن المجلس سبق وأطلق دعوة لإنشاء بنوك الفقراء منذ العام 1996، ولم يراودنا شك في أن مصر ستكون الرائدة في هذا المجال، وللأسف لم يتحقق ذلك، فانتقلنا بالفكرة إلى بلدان أخرى رحبت بالفكرة، وهيأت نظمها التشريعية ليكون لبنك الفقراء متسع في اقتصاداتها، وهذه الدول هي اليمن والأردن والبحرين وسوريا التي افتتح فيها البنك مؤخراً". جاء ذلك خلال الملتقي الإعلامي لبنوك الفقراء في الدول العربية من أجل التنمية، الذي أقيم يوم أمس الأثنين 20 يونيو 2011 بالقاهرة. وأضاف سموه بأن الملتقى فرصة لنناشد القيادة الجديدة في مصر لإعطاء فرصة لبنك الفقراء في هذا البلد الكريم، فانضمام مصر لمنظومة بنوك الفقراء سيمد هذا المشروع الاقتصادي الاجتماعي بقوة دفع جديدة، مؤكدا أن " بنوك الفقراء لا تحد فقط من البطالة، ولكنها بالأساس تحول الشباب من باحثين للعمل إلى أصحاب أعمال صغيرة تستقطب آخرين". الفقر دافع للثورات العربية وأكد الأمير طلال أن الفقر عائق كبير أمام تقدم المجتمعات العربية خاصة حيث يتسبب في تعطيل الطاقات الواعدة، وتغيَب إسهامات شرائح لها عطاؤها، وطالما تعاملت الدول العربية مع ظاهرة الفقر، سواء أولئك الذين يعترفون بوجود الفقر بينهم، أو من كانوا يخفونه ويتحسسون من إعلان ولكن تلك السياسات لم تستطع معالجة الظاهرة بالكيفية التي تحفظ كرامة الفقراء، ولا هي قدمت برامج حمائية مستدامة يعتد بها توقف زيادة انتشار الفقر، وهذا القصور هو من أهم دوافع الثورات والاحتجاجات التي تشهدها المنطقة. وأشار الأمير طلال أن بنوك الفقراء تعتمد على تمويل مشروعات الفقراء، وهي الإقراض متناهي الصغر، الذي أثبت جدوى اقتصادية واجتماعية، وأصبح قطاعاً معترفاً به في الاقتصاد العالمي، وفي العالم العربي أصبحت بنوك الفقراء رقماً لايستهان به، حيث استفاد منها 200 ألف أسرة ، أي مليون مواطن عربي. 70 مليون عربي تحت خط الفقر من جانبه قدم الأستاذ ناصر القحطاني المدير التنفيذي لأجفند، عرضا لمبادرة سمو الأمير طلال بن عبد العزيز لتأسيس بنوك الفقراء في الوطن العربي، موضحا من خلاله مسيرة المبادرة منذ العام 1996، والحاجة الملحة إليها خاصة وأن التقديرات تشير إلى وجود ما يقارب بنحو 70 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، وتستهدف المبادرة خدمة مليون عميل بنهاية العام 2015 ، وبما يمكن من الوصول إلى خمسة مليون فقير. كما قدم الأستاذ بسام خنفر مدير البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة بالأردن، التجربة الأردنية مشيرا إلى أن البنك بدأ اعماله في العام 2006، واستطاع أن يقدم أكثر من 105 ألف قرض بمبالغ تصل إلى 101 مليون دولار لخدمة 28 ألف أردني. في حين عرض الأستاذ محمد اللاعي مدير بنك الأمل للتمويل الأصغر باليمن التجربة اليمنية التي بدأت فعليا في العام 2008 وتخدم اليوم أكثر من 44 ألف ما بين مدخر ومقترض.