قررت اليوم –الأحد- محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة وعضوية المستشارين أسامة جامع وأسامة الصعيدي تأجيل محاكمة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وكبار معاونيه اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق واللواء أحمد رمزي مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي واللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق واللواء عدلي فايد مساعد وزير الداخلية للأمن العام الأسبق واللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة الأسبق واللواء عمر الفرماوي مدير أمن 6 اكتوبر الأسبق ، والمتهمين بقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير بإطلاق الرصاص عليهم لجلسة 25 يوليو المقبل للإفادة فى طلب رد هيئة المحكة المقدم من الدكتور مصعب الشاعر محامي أحد الضحايا والذى حددت محكمه الاستئناف جلسه 30 يونيه الجاري للبت فيه. بدأت وقائع الجلسة فى العاشرة والنصف صباحا بعد مشادات عنيفة بين أهالى الضحايا والأمن ولم يدخل المتهمون القفص إلا بعد جلوس هيئة المحكمة على المنصة مما دفع زوجة أحد الضحايا إلى الصراخ قائلة "فين حبيبب العادلي لازم نشوفه اخواتنا ماتوا " فقام المستشار عادل عبدالسلام جمعة بطردها خارج القاعة , فى حين وقف 15 فرد أمن في القفص من الداخل ووقف مثلهم أمامه ، مما تسبب فى حجب رؤية المتهمين نهائيا عن القاعة مما أدى إلى غضب أسر الضحايا فقام المستشار جمعة بتهديد الجميع قائلا "من يرفع صوته داخل القاعة دون إذن سوف أحيله إلى النيابة فورا حتى ولو كان محاميا " . ثم طلبت المحكمة من قوات الأمن الموجودة داخل القفص وخارجه بالابتعاد عن المتهمين حتى يتمكن من رؤيتهم وحتى يراهم دفاع المجني عليهم فظهر حبيب العادلي يرتدى بدلة زرقاء مهندمة تماما وتبدو كما لو تم كيها قبل أن يرتديها كما كان شعره مصفف بعناية وكان يجلس يختلس بين لحظة وأخرى نظرة على القاعة فى اتجاه أسر الضحايا ويبتسم ابتسامة خفيفة بينما استند إسماعيل الشاعر إلى الحائط الخلفي للقفص مستندا بإحدى قدميه على الحائط وعلى يمينه عدلي فايد الذى وقف ضاما ذراعيه على صدره وجذا على شفتيه بأسنانه وبدا عليه الضيق الشديد، والى جوارهما وقف أحمد رمزي مرتديا بدلته البيضاء ونظارته كما ظهر أسامة المراسي يرتدى بدلة رمادية وعمر الفرماوي ببدلة زرقاء وفور اثبات المحكة لحضور المتهمين قام الحرس المتواجد داخل القفص بالإشارة إلى حبيب العادلي للعودة إلى الخلف والجلوس حيث كان معد له كرسي بلاستيكي أزرق اللون جلس عليه . وكان عدد من المحامين قد تحدثوا إلى المستشار عادل عبدالسلام جمعة قبل بدء الجلسة وطالبوه بنظر القضية خلال جلسة اليوم إلا انه اخبرهم انه لا يمكنه بدء نظر القضية فى وجود طلب رد للهيئة لذلك قرر التأجيل أما المحكمة من الخارج فقد تم تطويقها منذ الصباح الباكر بالمئات من قوات الأمن المركزي والشرطة وتم تنظيم دخول العادلي وكبار مساعديه عبر ثلاث حواجز أمنية واحتشد الأهالي وتجمعوا أمام الحاجز الأول مما دعا لاستخدام الحواجز الحديدية واستدعاء العشرات من قوات الأمن المركزي لمنع تدافع الجمهور والدخول العشوائي ، أما الحاجز الثانيفسمح من خلاله بالدخول باتجاه قاعة المحاكمة عبر بوابتين أمنيتين إحداهما إلكترونية وسمح رجال الجيش للمحامين والمتهمين فى قضايا أخرى بخلاف التى يحاكم فيها العادلي بالدخول من بوابة خاصة إلى قاعات محاكماتهم . وشهدت المحكمة تجمهر المئات من الأهالي حدثت مناوشات بين أهالي الضحايا وقوات الأمن ، ورددوا هتافات ضد الشرطة ، وقام البعض قذف سيارات الجيش بالحجارة رغم تأمينهم من قوات الجيش ، وقام الأهالي بترديد هتافات ضد الأمن المركزي ورفعوا الأحذية فى وجوههم ورفعوا علامات النصر فى وجوههم ورددوا هتافات أخرى مثل " الثورة بالنسبة ليكم نكسة " ،" لموا القتلة من الشوارع ...دم أخويا لسة ضايع ،رفع المتظاهرون صور الشهداء " . وفى تمام العاشرة و45 دقيقة خرجت سيارات الأمن وبداخلها العادلي ومساعدي وزارته السابقة فى طريقهم للعودة إلى محبسهم بسجن طرة ، وتدافع الجمهورالمحتشد محاولاً الفتك بالمتهمين ورشق المتظاهرون سيارات الأمن بالحجارة فحطموا زجاج بعضها وأصابوا عشره من أفراد الأمن المركزي و3 من القوات المسلحة التي تدخلت وسيطرت على الموقف .