هدد وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو باسقاط الحكومة الإسرائيلية في حال خضع رئيس الوزراء الإسرائيلي لضغوطات تجميد الاستيطان ، حيث شهدت الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الإسرائيلي حالة من التوتر بين رئيس الوزراء وأعضاء في حكومته ، وذلك اثر تناقل وسائل الانباء عن نية الحكومة الإسرائيلية القيام بتجميد أعمال البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة عام ,1967 وأشارت صحيفة "هآرتس" إن مصر وإسرائيل تجريان مباحثات لترتيب الحكم في قطاع غزة ، فيما نفى وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك حدوث تقدم في المفاوضات بخصوص جلعاد شاليط وقرب التوصل لصفقة تبادل. ونقلت "يديعوت احرنوت" إن باراك أكد انه لم يحصل إي تقدم في هذا الجانب وان الحديث الذي أشار إلى حدوث تقدم عبر زيارات قام بها مبعوثون أمنيون مصريون إلى إسرائيل غير صحيح. وفي سياق متصل قالت "هآرتس" إن المحادثات بهذا الخصوص تجري مع مصر ، تكمن في اتفاق تهدئة جديد في قطاع غزة ، وان باراك هو الذي يقود هذه المباحثات ، بتنسيق كامل وبتخويل من رئيس الوزراء. ويشمل الاقتراح المصري إقامة حكومة وحدة بين "فتح" و"حماس" ورفع الحصار عن قطاع غزة ، حيث يسعى المصريين إلى عقد احتفال التوقيع على اتفاق مصالحة في 7 الشهر المقبل وفي القاهرة. وأوضحت الصحيفة إن الاقتراح المصري للتهدئة الجديدة يتضمن مصالحة فلسطينية داخلية وإقامة حكومة وحدة بين "فتح" و"حماس" ، وان تقوم الحكومة الجديدة على اعمار القطاع حتى الانتخابات الرئاسة والتشريعية والتي ستعقد بداية 2010 ، إلى جانب تشكيل قوة فلسطينية مشتركة تسيطر في قطاع غزة بإشراف عربي ، مكون من 180 خبيرا عسكريا من مصر ودول عربية أخرى وتشرف على قوة فلسطينية تتشكل من رجال "حماس" و"فتح" ، كما ويقترح المصريون فتح المعابر الحدودية مع القطاع ، وكذلك معبر رفح فيما يتم ضمان قيام الإطراف بتهدئة طويلة الأمد. إلى ذلك أشارت المواقع الالكترونية المختلفة إن وزراء اليمين المتشدد نعتوا نتنياهو بالضعيف والقائد الضعيف ، متهمين إياه بالخنوع والخضوع والاستسلام لإدارة الرئيس باراك اوباما ، وانه سيقوم بإرسال وزير الأمن ايهود باراك لتسليم الإدارة الأميركية مكتوب خطي من رئيس الوزراء إلى اوباما يعلن فيه نتنياهو موافقة حكومته على الشروط الاميركية وقرارها بوقف الاستيطان. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تناقلت امس الاول ان الحكومة الإسرائيلية قررت وقف البناء في المستوطنات اليهودية لمدة ثلاث أشهر ، وان وزراء اليمين أكدوا إن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية يأتي من باب الخداع وان الموضوع لن يتوقف عند ثلاث أشهر فقط ، إنما سيتم وقف الاستيطان بصورة دائمة ، وانه ثلاث أشهر جاء من اجل إخماد الأصوات المعارضة ، لوقف الاستيطان واصفين موفق نتنياهو بالذليل والمهان. ووصف موقع "قضايا مركزية" نتيناهو بأنه قائد تافه ويقول ما لا يفعل لم يحافظ على شخصية ثابتة أو رجل قناعات وانه اضعف واوهن رئيس حكومة منذ قيام إسرائيل ، وانه يصر حين لا يوجد ضرورة للإصرار ويتنازل حين يجب ان يصر على مواقفه وثوابته ، وانه زعيم موتور ومضغوط وملحاح بلا حاجة وان صفاته هذه حوّلت إسرائيل إلى أضحوكة بين الأمم ، وانه ينطبق عليه القول "إذا انتخبت بيبي فانك ستحصل على كلمة بذيئة". وان نتنياهو يوافق اليوم على الضغوطات الأميركية بعد إن استسلم في المرة السابقة وبصورة مهينة للرئيس الاميركي ، فقبل بدولة الفلسطينية ، ثم أعلن عن تقليص النشاطات العسكرية من مدن الضفة الغربية ، واليوم يعلن قبوله تجميد الاستيطان ، والأدهى من كل ذلك انه يرسل وزير الأمن ايهود باراك المرحب به بحفاوة في البيت الأبيض إلى واشنطن لتسليم الإدارة الاميركية كتاب الاستسلام من حكومة نتنياهو لتمكين الأخير من حقل الألغام الذي تورط فيه على حد وصف بعض الصحافيين الإسرائيليين. واتهمت الأحزاب اليمنية نتنياهو بأنه منفصل عن الواقع ، وان مشكلته تكمن في انه أحاط نفسه بمجموعة من المستشارين والخبراء الاستراتيجيين المنفصلين عن الواقع ، ما أدى إلى انفصاله هو عن حقيقة التطورات السياسية ، والذين أقنعوه إن الإدارة الاميركية ستتراجع عن مواقفها سريعا ، ولكن اتضح إن قراءتهم لاوباما كانت مغلوطة ، وانه سيتراجع الان مهانا ومضروبا في مصداقيته. وفي هذا السياق رجح العديد من المحللين الإسرائيليين إن الإدارة الاميركية لن تكتفي بتجميد الاستيطان 3 شهور ، وإنها لن تكتفي بهذا الحد رغم معرفتها إن هذا الأمر قد يؤدي إلى سقوط حكومة نتنياهو ، مشيرة في المقابل إن نتنياهو سيتلقى دعما واضحا من المعارضة وخصوصا حزب "كاديما" الذي قد يمنحه شبكة أمان.