أعضاء الحزب مما لا شك فيه أن هناك قوى خارجية وفئات داخلية أطاحت ثورة الشعب المصرى المباركة بمصالحها أو لا تزال تهدد هذه المصالح، وهى تبذل كل جهودها لإجهاض الثورة أو تعويق مسيرتها إلى أهدافها .لذلك نرى يوميا أحداثا مؤسفة تسعى إلى زعزعة الاستقرار، وفقدان الإحساس بالأمان، وإيقاف عجلة الإنتاج، ومحاولة شق المجتمع .وتأتى أحداث الفتنة الطائفية المتكررة فى ذروة تلك المؤامرات المؤسفة، وآخرها ما حدث بالأمس فى إمبابة من صدام بين مجموعة من المتشددين المسلمين والمسيحيين أوقعت قتلى وجرحى، والإخوان المسلمون إذ يدينون التعصب الأعمى، ويدينون محاولات البعض حل مشكلاتهم بعيدا عن القانون، وافتئاتا على السلطة، الأمر الذى ينذر بانتشار الفوضى، وهى أخطر ما يهدد الثورة وأهدافها، فإنهم – الإخوان المسلمين – يذكرون الجميع بما نشره المجلس الأعلى للقوات المسلحة من وجود مواقع الكترونية تحرض على الفتنة الطائفية وتؤجج نيرانها، ويدعون العقلاء من الجانبين إلى تحكيم عقولهم والتمسك بالحكمة والالتزام بالقانون، والتأكيد على وحدة النسيج الوطنى المستمرة منذ خمسة عشر قرنا من الزمان والباقية إلى يوم القيامة – بإذن الله – والتى تهون معها كل الخلافات الصغيرة والتى تجرح السلام الاجتماعى، ولا سيما فى هذا الوقت العصيب .كما نرحب بقرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتحويل المتهمين لمحاكمة عاجلة .ولا ريب أن استكمال مؤسسات الدولة ووضع الدستور الدائم ونقل السلطة بطريقة شرعية ديمقراطية إلى الشعب هو خير سبيل لتحقيق الاستقرار، وتشجيع الاستثمار، وبداية التقدم والنهوض، ولقد حدد الإعلان الدستورى إجراءات تحقيق ذلك مرتبطة بجدول زمنى محدد، إلا أننا لا نزال نسمع حتى الآن أصواتا تطالب بإطالة أمد المرحلة الانتقالية، وتأجيل انتخابات مجلسى الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة ووضع الدستور، وهذه الأصوات تنظر لمصلحتها الشخصية ضاربة عرض الحائط بمصلحة الوطن والأمة، ومصلحة الثورة وأهدافها .لذلك فإن الإخوان المسلمين يعلنون تمسكهم بتنفيذ إجراءات استكمال المؤسسات وإصدار الدستور فى موعدها .كما نرى الآن دعوات هنا وهناك لحوارات بين نخب مختارة لوضع قواعد الدستور، وهى محاولة للقفز على ما جاء فى المادة (60) من الإعلان الدستورى والتى تحدد كيفية انتخاب مجلسى الشعب والشورى المنتخبين لجنة المائة (الجمعية التأسيسية) التى تتولى إعداد مشروع دستور جديد للبلاد.والإخوان المسلمون يؤيدون أن تكون الجمعية التأسيسية منتخبة من نواب الشعب وليست معينة بقرار فوقى، كما يؤكدون على ضرورة أن تستمع هذه الجمعية لفئات الشعب ومطالبه فيما ينبغى أن يتضمنه الدستور، إذ أن الشعب هو الذى يمنح نفسه الدستور، كما أنهم يرفضون محاولة تكبيل الجمعية التأسيسية بنتائج حوارات بين نخب معينة ويؤكدون على هوية الشعب الإسلامية بحكم أغلبيته المسلمة، وبحكم ثقافته وحضارته وأعرافه المستمدة من الإسلام منذ خمسة عشر قرنا من الزمان ، الأمور التى تجلت فى الدساتير المصرية السابقة ، والتى عاش فى ظلها الأخوة المسيحيون ينعمون بحريتها وعدلها .لذلك فإن مصلحة البلاد ومصلحة الثورة المجيدة التى قام بها شعب مصر العظيم تقتضى التوافق على احترام هوية الشعب وإرادته ، من الجميع، ونحن على ثقة من قدرة الشعب على حماية دولته والحفاظ على خصائصها التى يختارها بإرادته الحرة .كما تقتضى اليقظة الدائمة للمؤامرات التى تحيكها القوى الخارجية وفلول النظام السابق وأصحاب المصالح الخاصة، وكذلك تقديم المصالح العامة والارتفاع على الأهواء الشخصية واحترام المبادئ والأخلاق .وقى الله مصر وشعبها من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وحقق لها آمالها . (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
الإخوان المسلمون القاهرة فى : 5 من جمادى الآخرة 1432ه الموافق 8 مايو 2011م