طالبنا كمصريين كثيرا بالديموقراطية وأننا نريد الحرية وكانت هذه من اهم مطالب الثورة ولكن هل نحن ديموقراطيين فعلا او نفهم حتى المعنى الحقيقي للديموقراطيه؟ اول اختبار حقيقي للشعب المصري في الديموقراطيه كان يوم الاستفتاء على الدستور وهل سيذهب الشعب المصري للتصويت؟ وبالفعل نزل الشعب عن بكرة ابيه وازدحمت اللجان وكان مشهد غاية في الروعة ليثبت المصريون للنظام السابق وللعالم اننا شعب نستحق الديموقراطية ولكن... كم احزنني ما حدث بعد ظهور النتيجه من تبادل التهم بين من قال "نعم" ومن قال "لا" ومحورت موضوع الاستفتاء حول المادة الثانية من الدستور وأن "نعم" تعني بقاءها و"لا" تعني حذفها مع أن نتيجة كل من" نعم ولا" واحده لكن مع تغير ترتيب الخطوات اللاحقه لظهور نتيجة الاستفتاء. وبعد ان كان الحديث السائد والخلاف على الأقباط والإخوان وفلول الحزب الوطني (مع اني اعترض تماما على تشبيه أو ربط الإخوان مع الحزب الوطني لأن في هذا ظلم شديد للإخوان ودورهم في المجتمع قبل واثناء الثورة) دخل السلفيين والجماعات الاسلاميه في الصورة . وبدأت المهزله وتبادل الأتهامات والتخوين بين أن الاخوان والسلفيين خدعوا الشعب المصري بإسم الدين وشاركهم في هذه المؤامره فلول الحزب الوطني ليقولو نعم (وكإن 77% من المصريين الذين شاركوا في الإستفتاء هم جهلة لايفقهون شيئا وأن الحزب الوطني البائد له مصداقية عند الشعب وشعبية مما يجعل الناس تصدق بان النعم هي مصلحة مصر) وان ال 23% الذين قالو "لا" هم العقلاء والمثقفون والذين يريدون ان يحموا دماء الشهداء من ان تضيع ببقاء الدستور القديم. والمصيبه الاكبر هي ما دعى له بعض الشباب بالنزول للتحرير اعترضا على الاستفتاء بعد ظهور النتيجه وما تلاها من كلام مؤسف عن ما سموه "غزوة الصناديق" والذي دافع الشيخ الجليل (والذي أكن له كل الاحترام )عن نفسه بعد نشر كلماته بأنها كانت دعابه مما حول الهجوم الشرس على السلفيين اكثر من غيرهم. مهزلة بمعنى الكلمة هل هذه هي الديموقراطيه التي نريدها؟؟وهل هذه الحريه التي ننشدها؟؟ إن المعنى الحقيقي للديموقراطية هو ان الحكم للأغلبية ومن اهم مبادئ الديموقراطية هي تقبل الآخر واحترام رأيه ايا كان اختلافي معه في الرأي لماذا نظرية المؤامره التي اصبحت مسيطره علينا جميعا وان كل من يخالفنا الرأي هو لا يريد مصلحة البلد بل مصالح شخصية . من ادراك بأن رأيك هو الصحيح وان الاخر مخطئ وكيف تعرف نوايا الناس لتتهمهم بالخيانه او زرع الفتنه لماذا لاننظر للآخر بانه يريد ايضا مصلحة مصر ولكن من وجهة نظره والتي قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة. "كلنا مصريون" هذا يجب ان يكزن شعار المرحله القادمة و لنتعلم معنى احترام الرأي الاخر وعدم الهجوم عايه لمجرد أن رأيه مخالف مع رأيي او محاولة تشويه صورته فكلنا بشر يمكن ان نخطيء بل والاهم احترام رأي الأغلبية وانه هو سيد القرار ويهذا نكون حققنا المعنى الحقيقي للديموقراطية. إن الإنقسام الكبير في صفوف المصريين بين اقباط وسلفيين و....الخ وتشتيت أهدافنا وحصر إهتمامنا بتبادل الإتهامات والنزاعات والإلتهاء عن الهدف الرئيسي وهو نهضة مصر واعمارها وجعلها من الدول المتقدمة لن يكون في مصلحتنا جميعا كمصريين أومصلحة مصر. لكي نتقدم يجب ان نتحد ويجب ان نتعاون في اعمار مصر ونهضتنها كلنا مصرييون كلنا نحب هذا الوطن الغالي فلتنحد جميعا تحت راية مصر الحبيبه ولنكمل مسيرة الثورة و لنتذكر دائما "ارفع راسك فوق انت مصري".