"1000 قائد محلي" ترفع سن المتدربين ل45 عاما    رئيس الوزراء: مصر واحة الأمن والاستقرار في المنطقة    المفتي: الاستفادة من التطور العلمي في رصد الأهلَّة يحقق الدِّقة واليقين    محافظ البحيرة تفتتح معرض دمنهور للكتاب في نسخته السابعة | صور    الحوار الوطني.. ساحة مفتوحة لمناقشة قضايا الدعم النقدي واستيعاب كل المدارس الفكرية    زراعة القناة السويس تعقد لقاء تعريفيا للطلاب الجدد(صور)    السياحة والآثار تستضيف وفدا من وكلاء السفر التركية في رحلة تعريفية    مدبولي: عقيدة مصر الدائمة الدفاع عن مصالحها وليس لنا أطماع خارجية    وزير التعليم العالي يناقش فتح فرعا لجامعة أبردين البريطانية في مصر    بنك مصر وأمازون لخدمات الدفع الإلكتروني يعقدان شراكة استراتيجية مع مصر للطيران    محافظ الغربية يناقش الموقف التنفيذي لمشروعات صندوق التنمية الحضرية    قصف إسرائيل| خامنئي: مقتل نصر الله ليس حادثة صغيرة    حقوقيون خلال ندوة بالأمم المتحدة: استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان يقوض السلم والأمن الدوليين    محامي فتوح يكشف تقديم اللاعب لواجب العزاء لأسرة أحمد الشبكي    عاد من الاعتزال.. برشلونة يتعاقد مع تشيزني    بروتوكول تعاون بين الاتحادين المصري والتونسي لكرة اليد    عبد الواحد: فوز الزمالك بالسوبر المصري سيتحقق بشرط.. وجوميز رفض بعض الصفقات    محامي فتوح ل في الجول: أسرة المتوفي وعدته بالعفو عنه    قرار قضائي جديد ضد المتهمين في واقعة «سحر مؤمن زكريا»    200 مليون جنيه لحل أزمة زيزو.. وجوميز يرفض مصطفى أشرف    وزير المجالس النيابية: نجاح مجلس الشيوخ في تطوير أدواته أمر يستحق الإشادة    مزارع يقتل شقيقه بمساعدة نجليه لخلاف على الميراث    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بتريلا في كفر الشيخ    ضبط أب ونجليه بتهمة قتل شقيقه في الشرقية.. ما القصة؟    محامي المتهمين واقعة مؤمن زكريا ل الشروق: النيابة تحقق مع نجل التُربي والمتهمين أكدوا بحدوث الواقعة    رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى إعمار الأرض والحفاظ على البيئة ونهى عن الفساد    جولة بحرية بقناة السويس للفِرق المشاركة بمهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية    مهرجان أسوان لأفلام المرأة يبدأ استقبال أعمال دورته التاسعة    محافظ البحيرة تفتتح معرض دمنهور للكتاب في نسخته السابعة    «تفتكروا مين دول؟» .. إسعاد يونس تشوّق الجمهور لضيوف أحدث حلقات «صاحبة السعادة»    وزير الثقافة يلتقي أعضاء نقابة الفنانين التشكيليين (صور)    فتح باب التقدم لجوائز الدولة للتفوق فى فروع الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية    عالم أزهري: 4 أمور تحصنك من «الشيطان والسحر»    وما النصر إلا من عند الله.. الأوقاف تحدد خطة الجمعة المقبلة    تشغيل أكبر مستشفى لتقديم الرعاية الصحية للأطفال على مستوى الجمهورية بجامعة سوهاج    مركز السموم بطب بنها يستقبل 310 حالات تسمم خلال شهر    قافلة طبية في قرية الشيخ حسن بالمنيا ضمن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان    جمال شعبان: نصف مليون طفل مدخن في مصر أعمارهم أقل من 15 عامًا    فرنسا تدين بشدة الغارات الإسرائيلية الجديدة في قطاع غزة    الرئيس الصينى لبوتين: مستعدون لمواصلة التعاون العملى الشامل مع روسيا    منح الرخصة الذهبية للشركة المصرية للأملاح والمعادن بالفيوم «أميسال»    رحيل لاعب جديد عن الأهلي بسبب مارسيل كولر    الكيلو ب185 جنيها.. منفذ "حياة كريمة" يوفر اللحوم بأسعار مخفضة بالمرج.. صور    الجمعة المقبل غرة شهر ربيع الآخر فلكياً لسنة 1446 هجريا    رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى إعمار الأرض والحفاظ على البيئة    النيابة تطلب تحريات مصرع عامل تكييف سقط من الطابق الثالث في الإسكندرية    الجيش الأردنى يحبط محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدرة قادمة من سوريا    بالصور.. 3600 سائح في جولة بشوارع بورسعيد    «بونبوناية السينما المصرية».. ناقد: مديحة سالم تركت الجامعة من أجل الفن    وزير الداخلية يصدر قرارًا برد الجنسية المصرية ل24 شخصًا    "أبوالريش" تستضيف مؤتمرًا دوليًا لعلاج اضطرابات كهرباء قلب الأطفال    وزير الري يلتقى السفيرة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون في مجال الموارد المائية    تنسيق 2024.. رابط نتيجة معادلة دبلوم التجارة بالمجلس الأعلى للجامعات    «الداخلية»: ضبط 16 متهمًا خلال حملات أمنية على حائزي المخدرات في 9 محافظات    جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع نطاق دعوته لسكان جنوب لبنان بالإخلاء    أمين الفتوى: الأكل بعد حد الشبع حرام ويسبب الأمراض    انتخابات أمريكا 2024| وولتز يتهم ترامب بإثارة الأزمات بدلاً من تعزيز الدبلوماسية    إيران تدعو مجلس الأمن لاتخاذ خطوات فورية ضد تهديدات إسرائيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د . جمال الشاذلي : الإعلام العربي دوره ضعيف في كشف المجتمع الإسرائيلي و لابد من وضع إستراتيجية جديدة لدراسة دقيقة للمجتمع الإسرائيلي


مصر ما بعد الخامس والعشرين من يناير .. إلى أين ؟
سؤال ليس عادياً أو لم يعد طبيعياً بل إنه أصبح قضية وطن بأ كمله أرأد لنفسه الحرية والكرامة و شعباً ينظر لبلاده ويطمح أن تكون مصر في مكان أفضل بكثير مماهي فيه الآن و لكن القضية لن تتوقف فقط عند الطموحات بل اتصلت أيضاً بالصراعات و القضايا المصيرية التي يقودها و يتولى زمامها هذا الشعب خاصة الصراع الإسرائيلي العربي تتضح لنا التفاصيل و التصورات حول هذا الصراع في حوارنا مع د . جمال الشاذلي ( أستاذ الفكر الصهيوني بكلية الأداب – قسم اللغة العبرية- جامعة القاهرة – و رئيس مركز الدراسات الشرقية ) ....
في البداية من خلال متابعة وسائل الإعلام و الصحف الإسرائيلية و تصريحات المسئولين في إسرائيل ماهي تطلعا ت أو مخططات القيادة الإسرئيلية في الفترة القادمة ؟
قبل أن نتحدث عن مصر بعد الثورة وموقف القيادة الإسرئيلية من هذ ا لابد , أن نوضح أن التصورات لدي القيادة الإسرائيلية بدأت تتساءل عن مصر بعد حسني مبارك عقب واقعة سقوط الرئيس الأسبق مغشياً عليه أثناء إلقاء كلمته في مجلس الشعب , بدأت تقارير أجهزة الإستخبارات الإسرئيلية تتساءل موقف إسرائيل بعد رحيل مبارك عن الرئاسة و كان الأمر في دراسته وقتها لايسمح إلا بخيارين إما حسني مبارك أو الإخوان المسلمين , قد سمعت كلام أحد المسئولين الإسرئيلين لوسائل الإعلام قائلاً" من الأفضل أن تبقي الأسرة المباركية في حكم مصر " و أنا أتصور أن إسرائيل كانت تفضل حسني مبارك لأن الرئيس السابق قد وضع مصر في منطقة بعيدة عن استفزاز إسرائيل و خلق لها شيء من الهدوء النسبي و أبعد عنها فكرة أن تشن مصرحرباً علي إسرائيل لأن لا حرب بدون مصر و لا سلام بدون مصر و أثناء الثورة كان الموقف الإسرئيلي واضحاً و مؤيداً بشدة وجود و استمرار مبارك و من بعده أسرته في حكم مصر و عقب إصرار الشعب المصري علي رحيل مبارك بدأت إسرائيل تتساءل عن الرئيس القادم لمصر وأبدت تحفظاً و اعتراضاً شديداً علي بعض الأسماء التي تم ترشيحها و طرحها لرئاسة مصر خاصة ( عمرو موسي و د . محمد البرادعي ) لما لهما من اَراء و مواقف كانت مناهضة للسياسة الإسرئيلية فوزير الخارجية الأسبق لمصر كان له تصريحات نارية ضد إسرائيل و كذلك المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية كان يسعي و يطالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية و علي رأسها إسرائيل و بطبيعة الحال فإن الأمور في ذلك الوقت كانت أكثر قلقلاً و رعباً هناك , و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الديمقراطية التي نادي بها الشعب في ثورته خطراً علي إسرائيل أم علي أنفسنا ؟ هذا السؤال إجابته بيد الشعب المصري و ليس في يد أحد لأنه إذا نجحت الثورة و أحدثت فعلاً تغييراً جذرياً داخل كل مواطن مصري و غيرت جوانب الحياة في بلادنا و نقلتها إلي مرتبة أعلي و أفضل , أصبحنا حقاً خطراً علي إسرائيل أما إذا استمر للأسف الوضع من سيء إلي أسوء في بعض الجوانب و القطاعات فلن يحدث شيء .
و أتصور أنه لابد و أن يكون التفكير في مصر أولاً حتي وإن كان هناك بعض المطالبات الفئوية فلابد أن يتحمل كل مصري ضريبة الثورة ويتذكر دائماً أن هناك من استشهد في هذه الثورة وهناك من فقد عينه وهناك من أصيب بشلل ولايمكن الإستجابة لجميع المطالب لدي المواطنين في أي دولة في العالم في اَن واحد حتي لوكانت أمريكا نفسها و لكن من الممكن حل تلك المشاكل علي المراحل علي مراحل حتي نستطيع تحقيق الاستقرار في الأوضاع المصرية وعلينا أن نعلم أن الجنيه المصري انخفض إلى أدني مستوياته منذ ست سنوات و الاحتياط النقدي لدينا يجب الحفاظ عليه و حمايته حتى لا ينفذ و أؤكد أن الشعب المصري وحده هو الذي يستطيع أن يحدد وجهة الصراع بينه و بين إسرائيل و بهذا سيتضح أمامنا أن الأنظمة الديكتاتورية في صالح إسرائيل لأن اتجاه دولة بأكملها يتلخص في اتجاه شخص واحد كان ولاؤه لإسرائيل كما حث في عهد النظام البائد أما إذا كانت دولة متعددة السلطات بين رئيس دولة و مجلس الشعب و مجلس الشورى و لديها سلطات محددة لرئيس الدولة سيكون أمامه أكثر من منطقة يتمثل منها الخطر عليها لذا فإنني أؤيد الجمهورية البرلمانية لمصر لأن الدستور مهما قلص من سلطات رئيس الجمهورية فإن أي عمل يحكمه ضمير الشخص بنسبة 80% من هذا العمل .
· كيف تري إتفاقية كامب ديفيد ؟ هي في مصلحة مصر أم إسرائيل ؟ و ما موقفها بعد 25 يناير؟
- دعونا أولاً أن نقيم الأمور بموضوعية شديدة ولابد من تقييم تلك الإتفاقية في الوقت التي أبرمت فيه , فمصر في ذلك الوقت كانت في حاجة لإثبات أنها قادرة علي هزيمة إسرائيل و استعادة الأرض المغتصبة و أن مصر خاضت حرب السادس من أكتوبر من أجل هذا و لكن ماذا حدث؟ دخلت قوات حلف شمال الأطلنطي الحرب بقيادة أمريكا و أمدت إسرائيل بجسر جوي فكان علينا إلا قبول وقف إطلاق وتوقيع معاهدة السلام حتي نستعيد أرضنا وهذا ما حدث , فالقيادة المصرية في ذلك الوقت فرضت السلام علي إسرائيل أنا لست أدافع عن السادات و لا أنا مع إلغاء إتفاقية كامب ديفيد في الوقت الراهن لأننا حينما نريد أن نبني مصر من الداخل لا نعرضها للأخطار من الخارج لأن العلاقات بين مصر و إسرائيل إما أن تكون حربا أو صراعا و نحن كمصريين الآن مقيدين بين هذين الأمرين والعالم لا ينسى هذا الإلغاء بل سيعتبره تجاوز في حق السلام لأن مصر أبرمت إتفاية دولية برعاية أمريكية و سنتعرض لضغط كبير و قوي من المجتمع الدولي , علينا الآن أن نصبر و نتغاضى عن هذا الموقف و عندما نريد إلغاؤها فمن اللازم أن نكون واقفين علي أرض صلبة و لكن البلاد في الوقت الحالي في حالة من عدم الإستقرار و تعاني من توابع الثورة من فوضي و اضطرابات داخلية و الجيش مشتت بين الداخل و الخارج و المشير طنطاوي كرئيس للمجلس الأعلي للقوات المسلحه الذي يحكم البلاد يعيش بعقلين سياسي و الآخر عسكري وهذا يؤثر علي مركز إتخاذ القرار و إن ما تهدف إليه الثورة لن يحدث بين يوم و ليلة و إذا لم يتغير الشعب المصري ويحدث كل مواطن بداخله ثورة داخلية في كل شيء فلن تكون هناك ثورة و علينا أن نفهم الأمور بعمق و نتساءل لماذا لم تستعد سوريا الجولان حتي الاَن ؟ لأنها عاندت و لم تجلس مع مصر علي مائدة المفاوضات مع إسرائيل و لم تنتهز الفرصة التي كان الموقف العربي يتحدث من مركز قوي و بعدها نادى العرب فيما بعد بما كان ينادي به السادات و هذا ما حدث مع الفلسطنيين اليوم علي الرغم من أنهم أصحاب القضية الحقيقيين و لكنهم ضعفاء فلا حق لهم إلا بقوتهم .
· هناك بعض المقولات التي تشير إلى أن الثورات في المنطقة العربية ذات طابع صهيوني ما رأيك فيها ؟
هذا كلام مرفوض طبعاً . الحكام العرب كانوا فاسدين فساداً متوحشاً و هذا ما تريده إسرئيل و لكن هل من الممكن أن يحرض اليهود الشعوب العربية علي القيام بثورات لتغيير الأنظمة الحاكمة فيها وهي من مصلحتها أن يبقي هؤلاء؟
شئ آخر .. إذا أرادت إسرائيل أن تقلب الأنظمة الحاكمة هل تستطيع وحدها وهل توافقها الشعوب العربية علي هذا و إسرائيل هي العدو الأبدي و الأزلي للعرب منذ قيامها ؟
· هناك بعض الآراء التي تؤكد أن " لا أحد يستطيع أن يفرض شروطه علي إسرائيل إلا إذا هزمها أو أصبح أقوى منها "
كيف يمكن تطبيق ذلك علي القضية الفلسطينية ؟
كما قلت من قبل لابد من النظر للمسألة بعمق و موضوعية و من اللازم التفريق بين مصلحة مصر ومصلحة القضية الفلسطينية
فالحكمة تقتضي دائماً أن لاضرر و لا ضرار و من غير الطبيعي أن تكون الأحوال في بلادنا علي غير ما يرام و نذهب لنحل قضية أخرى في بلاد أخرى و ليس معقولا ألا يتفق الفلسطينيون مع أنفسهم و نرى الاتهامات المتبادلة بين فتح و حماس , و لنا أن نري الثورات في الوطن العربي فلنا أن نتخيل لو أن مليون مواطن من عرب ثمانية و أربعين قاموا بثورة في دولة تعدادها سبعة ملايين و نصف المليون ستسقط إسرائيل بالفعل وهولاء الفلسطينيون بالفعل عليهم دور وطني و حيوي يجب أن يستيقظ بداخلهم و لا يمكن الآن بأي حال من الأحوال إلقاء مشاكل الوطن العربي كلها على عاتق مصر لأن لدينا كمصريين مشاكل كثيرة لم يساعدنا فيها أحد من العرب في حلها فأين العرب من مشكلة حوض النيل؟ و لماذا لم يقوموا بمساعدة ومساندة مصر علي الرغم من علمي تماماً بأن مصر قد أهملت دورها تجاه إفريقيا منذ إغلاق فرع جامعة القاهرة في الخرطوم وهذا يوضح لنا أن الرئيس السابق لمصر كان أمريكي شرم شيخي .!!
و نعود لإسرائيل فإن المخطط الإسرئيلي في إفريقيا منذ زمن بعيد و قوبلت تلك التدخلات قبل عهد مبارك برد فعل قوي من مصر و لعلنا نتذكر مجالات التعاون بين مصر و إفريقيا في مرحلة الستينات و السبعينات و تصدي الرئيس السادات لمحاولة إسرائيلية أثيوبية لبناء سدود علي النيل و تهديد الرئيس الراحل بإعلان حالة الحرب و لكن ما وجدناه قريباً في وقت ليس بالبعيد من تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي في وسائل الإعلام أن مصر إذا شنت حرباً علي أثيوبيا سوف تهزم مصر و لاقى هذا الموقف صمتا رهيبا من الجانب المصري دون صدور أدنى رد فعل و هذا السكوت يفسر علي أنه ضعف حتي وصل بنا الأمر أن نرضى بأن يبقى الموقف علي ماهو عليه و لكن يقبل هذا المنطق إذا كان الوضع أو الموقف آمناً بالنسبة لنا فالوضع في إفريقيا من أخطر ما يمكن لأن القيادات الإسرائيلية تدرب جيوشاً في إفريقيا وتسلحها وهذا الأمر في غاية الخطورة و ناتج عن تراكمات أخطاء سابقة ستتحملها الأجيال القادمة و الخطأ الأكبر الذي ارتكبه مبارك في حق مصر و شعبها أنه كان يتصور أنه بأمريكا و إسرائيل لن يستطيع أن يقوى عليه أحد فأين أنت من الشعب ؟ و أين الشعب منك ؟
· في ظل ما تراه مصر من أخطار ما دور المخابرات المصرية في هذا ؟
المخابرات العامة المصرية من أرقى الأجهزة الاستخباراتية منذ إنشائها فهي تتميز باليقظة و القوة في العمل و الدليل على ذلك ما قرأته في الصحف و وسائل الإعلام عن القبض علي جواسيس لصالح إسرائيل أثناء الثورة , فهذا الجهاز يخطط و يحدد و يجمع المعلومات و يرفع التقارير إلي رئيس الدولة و لكن هل يتحرك الرئيس إزاء ما قرأه من تقارير ؟ هذا هو السؤال المجهولة إجابته ، فإسرائيل ليست دولة مدنية و إنما هي دولة عسكرية و مجتمع حربي متحفز للحرب دائماً فالقوات النظامية تعدادها 2 مليون و مثلها من الاحتياطي و التاريخ أثبت أنه ليس هناك دولة تستطيع أن تعيش بالحرب, و إسرائيل تستمد قوتها من ضعف من حولها من دول في الوطن العربي و المخطط الجديد في الشرق الأوسط هو تقسيمه إلى دويلات و يتجلى ذلك في مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي هو امتداد لفكرة العولمة التي تجعل من أمريكا سيدة للعالم و إسرائيل امتداد لها في المنطقة العربية لذا فإن الجيش الإسرائيلي يستمد قوته من ضعف العرب و لا أدري إلى متى سيظل الجندي المصري هو الذي يدفع فاتورة الصراع بين الإسرئيليين و العرب و هذا الصراع مع الديمقراطية سيصبح أكثر قوة لأنه سيفتح المجال لكثير من الاآراء لتناول القضايا العربية و ليست الآراء الملاكي كما كان من قبل و هذا سوف يحدث إذا حققت الديمقراطية أهدافها .
· لكن كل مجتمع و له ثغرات هل ترى أن المد الثوري قد يصل لإسرائيل نظراً للتفرقة بين اليهود الشرقيين و الغربيين ؟
الفساد و لكنه موجود في كل أنحاء العالم بشكل نسبي و لكن دعني أنظر إلى موقف المواطن الإسرائيلي حينما يري رئيس الدولة موشي كاتساف يحاكم علي ارتكابه جرائم أخلاقية يعاقب عليها القانون الإسرائيلي و أجبر علي تقديم استقالته و كذلك رئيس الوزراء إيهود أولمرت و آرييل شارون من قبله , حينما تعلم أن دخل المواطن الإسرائيلي من أعلى عشرين دخلا في العالم
و لكن الخلاف بين الغربين و الشرقيين له أبعاده فاليهودي الغربي هو من أنشأ إسرائيل و عانى الكثير من أجل قيامها في الوقت الذي كان اليهودي الشرقي بعيداً عن تلك المعاناة و لكن اليهودي الشرقي ( السفرديم ) قد خدع حينما ظن أنه سيأتي إلى أرض خالية ليس بها أحد و لكنه فوجئ بأصحاب لهذه الأرض مطالبين بحقهم فيها و وجد نفسه مضطراً للحرب من أجل بقائه عليها و نرى منذ قيام دولة إسرائيل و أعلن قادتها أنها سوف تكون دولة في الشرق الأوسط ذات طابع غربي و أن كل القادة الذين تولوا إسرائيل كانوا من ذوي أصول غربية فيما عدا موشي كاتساف ذو الأصول الشرقية الإيرانية و هو كان رئيس الدولة و هو منصب شرفي لا يشارك في شيء و هذا الخلاف أو التفرقة بين اليهود الغربيين (الأشكيناز) و اليهود الشرقيين ( السفرديم ) غير مقلق و يمكن لليهود حله و السيطرة عليه و هو مازال موجوداً و قائماً و لا أحد في إسرائيل يستطيع إنكار ذلك .
و أخطر ما تواجهه إسرائيل بالفعل هو الصراع بين التيار العلماني و التيار الديني هناك خاصةً و أن دولة إسرائيل أنشأت على مرجعية دينية .
· و لكن هذا يجعلنا نتساءل هل هناك سمة مقارنة في الصراع بين التيار العلماني و الديني في إسرائيل و الإخوان المسلمين و العلمانيين في مصر؟
بالطبع لا , لأن هناك كثير من الجماعات الدينية في إسرائيل تر فض قيامها كدولة ولكنها تعيش فيها وتأكل منها وهذا هو قمة التناقض ويذكرني أيضاً حينما كنت في بعثة بألمانيا فكان هناك طلبة يهود يدرسون معنا ويعلنون رفضهم لقيام دولة إسرائيل وحينما تستفسر منه لماذا أنت تعيش فيها؟ يجيب لك ويقول أنا أعيش في الأرض المقدسة . ولكن أخطر ما تواجهه إسرائيل هو وصول بعض العناصر المتدينة إلي القيادات الكبري في الجيش الإسرئيلي وإصدارهم لفتاوى أثناء حرب غزة تختلف عن التقارير التي صدرت من قيادة الجيش وهذا خطير جداً بالنسبة لأي جيش في العالم .
و إذا طبقنا هذا الكلام علي مصر فهذا أمر صعباً جداً أن يكون هناك صراعاً يؤثر في المجتمع المصري مثلما يحدث في إسرائيل فحينما يصرح أحد من الإخوان مثلاً نجد الطرف الأخر يرد عليه بتصريح مثله و المسألة في النهاية سيحكمها القانون .
و أرفض أن تستغل الشعارات الدينية المقدسة كدعاوى سياسية مثلما أعلن أثناء التعديلات الدستورية من قال نعم للتعديلات دخل الجنة ومن قال لا دخل النار فهذا أمراً غير مقبول ولا ما صدر علي لسان الشيخ حسين يعقوب بغزوة الصناديق علي الرغم من أنني قلت نعم لهذه التعديلات ليس بدافع ديني ولكن بدافع إعادة الإستقرار لهذا الوطن والأمن قبل أي شيء .
· هل المجتمع الإسرائيلي يتحكم فيه الرأسماليون بالكامل أم هناك بقايا للاشتراكيين ؟
النظام الاقتصادي لإسرائيل هو بالطبع رأسمالي يقوم علي الاقتصاد الحر والخصخصة ولكن بلون إشتراكي حيث يدعمه رجال الأعمال اليهود من كل أنحاء العالم وكذلك تبرعات المنظمات الصهيونية العالمية , و نرى مثلاً في إسرائيل مباني تعليمية مبنية بتبرعات رجال الأعمال اليهود وطبّق ما تراه علي رجال الأعمال المصريين لن تجد رجل أعمال واحد قد تبرع بكرسي حتى في مبنى تعليمي , رجال الأعمال في إسرائيل يشاركون وطنهم في بناء المجتمع ونحن للأسف في مصر لا نفعل ذلك .
· هذا الرأي يذكرني بما قاله أول سفير مصري ( السفير سعد مرتضى ) بإسرائيل عن الشخصية الإسرئيلية و ذكر أنها " شخصية منظمة و مرتبة و دقيقة " .. ما هي سمات الشخصية الإسرئيلية في الوقت الراهن ؟
الشخصية الإسرائيلية متغيرة بمرور الوقت و أكاد أجزم أن الشخصية الإسرئيلية تتغير كل عشرة أعوام و لا أجد مجتمع متحفزاً للحرب مثل إسرائيل وإذا لم توجد مشاكل يصطنع المشاكل والحروب فالشخصية اليهودية منقسمة إلي شقين الأول هو ضعيف و واهن و يعاني الاضطهاد و الثاني قوي و متجبر و لا يعفو عن أحد فهو مثل البلطجي لا يستطيع أن يعيش دون مناوشات و مشاجرات بينه و بين الآخرين و دعني أذكرك بأن اليهود قبل قيام إسرئيل كانوا ينعزلون في مناطق بعيدة لعدم ثقتهم وشكهم فيمن حولهم.
· أقام الأسري اليهود معرضاً لعرض صورهم و ما عانوه من الأسر في أعقاب حرب أكتوبر 73 و أكد بعضهم أن كفة الصراع الإسرائيلي العربي تتجه ناحية العرب .. هل هذا الكلام حقيقي أم خداع ؟
خداع بالطبع ويجب أن تعلم أن اليهودي حينما يحدثك في شيء ما فاشرد بذهنك إلي شيئ آخر يناقضه تماماً وعلينا أن نفهم أن الشخصية اليهودية لديها من المقومات النفسية و التاريخية والد ينية ما لا يوجد له مثيل في العالم , فهو يستطيع توظيف الدين كيفما شاء ويجمع بين الشيء ونقيضه في آن واحد يجعل كل القضايا ذات مرجعية دينية حيث يجعل من الدين أفيونا للشعوب كما قال كارل ماركس نظراً لأن الدين يؤثر في شخصية أي إنسان مهما كانت ديانته .
· بعض الدراسات تشير إلى أن اليهودي يعيش في رعب دائم وخوف .. هل مازال اليهود يتملكهم شعور الاغتراب ؟
الاغتراب مازال موجوداً داخل كل يهودي بشكل خاص وهو بطبيعة الحال شعور يتملك كل البشر ، و حينما أراد اليهود أن يهاجروا لإسرائيل ظنا منهم أنهم سيضعون حداً لهذا الشعور و لكنه زاد و ذلك نظراً لأن هذا الشعور ذو مرجعية دينية عند اليهودي الذي فؤجيء بمطالبة العرب بحقهم في الأرض الذي ظن أنها ملكه وأصبح مضطراً للحرب للبقاء عليها.
· ما رأيك في محاولات الإعلام العربي في كشف المجتمع الإسرئيلي ؟ و ما مدى فاعليتها ؟
أولاً الإعلام يقدم معلومة أو خبر قد يكون صحيحاً أو خاطئاً ولكن حينما تصدر تلك المعلومة من أستاذ جامعي متخصص فهي حقيقة علمية موثقة ولكن من يعملون بالإعلام لايستعينون بالخبرات الجامعية المتخصصة لذا نجد كثيرا من الأخطاء الشائعة والتي تتداولها وسائل الإعلام مثل مصطلح الدولة العبرية أو العبرانية فهذا خطأ كبير ، فهذا المصطلح يجعل إسرائيل امتداداً لسيدنا إبراهيم ، كما أن هناك خطأ آخر في مصطلح " وعد بلفور " هو تصريح و ليس وعدا وإسرائيل نفسها تقول عليه تصريح و لكننا في الإعلام جعلنا أنفسنا ملكيين أكثر من الملك .
اللغة و المصطلحات العبرية لها طبيعة خاصة أي تغيير فيها يعطي دلالة غير المقصودة تماماً في المعني , فلابد من الاستعانة بكوادر خبيرة باللغة العبرية و اَدابها و لكن من يعملون في الإعلام لا يفهمون ذلك و لا يستوعبونه لذا فالإعلام دوره طفيف في كشف واقع الحياة الإسرئيلية .
· في نهاية حواري أوجه لكم سؤالا ، شخصي شيئاً ما ، لماذا كنت مبتعداً عن الظهور في الإعلام و لم يكن لك دور ملحوظ ؟
و هل تعرضت لتضييقات أمنية منعتك من الظهور؟
إحقاقاً للحق لم توجد تضييقات أمنية و كنت أكتب مقالات بجريدة الأهرام منذ عشر سنوات و لكن نظام العمل في البرامج والقنوات الفضائية لايعجبني و يضيع كثيرا من الوقت دون جدوى و حينما يتصل بك أحد البرامج يظنون أنك ليس لديك اَية أعمال سوى الظهور علي شاشة التلفزيون فكان علي كإنسان أن أحترم نفسي و أن أبتعد تماماً عن الظهور في الإعلام نظراً لأن هناك الكثير من الأعمال الهامة بكثير من الظهور على بعض الشاشات سواء كانت فضائية أو أرضية و لكني أهتم بالأبحاث العلمية و الكتب و الإشراف على رسائل الدكتوراة فهذا ما سيبقي و يذكر بعد موتنا بعيداً عن إعلام يسجل معك حواراً و يفرض آراءه عليك و كأنك جئت لتقول ما يريده لكن إذا استشعرت أن هناك من هو جاد و يقدم المعلومة كما هي دون زيادة أو نقصان و بشكل موضوعي سأتعامل معه دون شك.
وفي ختام هذا الحوار الثري أكد د. جمال الشاذلي أن السبب الرئيسي في الانتصار في حرب أكتوبر هو الدراسة الجيدة لإسرائيل فلابد من أن يقوم الإعلام بدوره الإيجابي بكشف المجتمع الإسرائيلي والوصول بالشعب المصري إلي حالة من الوعي العام بما يحدث في إسرائيل و أبعاد المجتمع اليهودي ، و وضع إستراتيجية جيدة و قادرة علي دراسة الواقع بشكل موضوعي و بعمق و تعمل علي كسر الحاجز النفسي لدى المصريين كعرب في رفضهم التعرف علي المجتمع الإسرائيلي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.