نظمت إذاعة bbc ندوة بنقابة الصحفيين تحت عنوان ( الشباب بين الإعلام التقليدي و الإعلام الحديث ) بحضور عدد من المدونين المصريين و العرب و مجموعة من الشباب الأوروبى من أصول عربية من خلال ربط مباشر مع نادى الصحافة بالعاصمة البريطانية لندن . تحدثت الندوة عن العالم الافتراضى (الانترنت) و دوره الفعال فى إنشاء إعلام جديد سمى بالإعلام ( البديل ) حيث حل مكان الإعلام التقليدى المتمثل فى الجرائد و القنوات التلفزيونية . افتتح هشام جعفر رئيس تحرير موقع إسلام أون لاين الحديث مؤكداً على أن العالم الافتراضى جزء من أرض الواقع يتفاعل معه و يعبر عنه و ذلك يتضح من خلال المواقع الاجتماعية و المدونات التى تتيح ساحة النقاش بمساحة أكبر مما يوجد فى الإعلام التقليدى , و أن الوقت قد حان لكى يحل الإعلام البديل مكان التقليدى . و فى نفس السياق جمال فهمى الصحفى وعضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين رأى أن الإعلام البديل لم يعد بديلاً بل هو وسيط سواء فى الصحافة الالكترونية أو على المواقع الاجتماعية كالفيس بوك أو تويتر التى تقوم بنقل الأخبار مباشرة من أرض الواقع , و لكن خطورة هذه المنابر كمصدر لتلقى الاخبار كونها تفتقد إلى المهنية و المصداقية حيث قد تسيطر عليه الآراء و الأهواء الشخصية أثناء نقل الحدث . و أوضح أن وسائل الإعلام فى العهد السابق كانت بمثابة وسائل " إعدام " لفكر و حرية الشعب ! و اختتم حديثه مؤكدا على أن مثل هذا النوع من الإعلام لم ينته حتى الآن . كما أشارت الإعلامية بثينة كامل إلى أن الإعلام الحديث الذى يمارس دوره من خلال الإنترنت ما هو إلا ناقل للواقع و لكن بصورة أكبر فهو بدون سقف يحد من كتاباته و يقيد من حرياته , موضحة الدور الهام الذى قام به الإعلام البديل فى العديد من الأحداث آخرها الاستفتاء على تعديلات الدستورحيث قام بنقل الشكاوى و الجرائم التى تمت خلاله . و من جانب آخر تحدث حسام الحملاوى مدون و ناشط سياسى الذي رأى أن الإعلام التقليدى و الإعلام البديل ليس بينهم عدائية بل تربطهما علاقة زاوج عرفى ! كما أكد على أن قوة المدونات تأتى من ترويج الإعلام التقليدى لهذه المدونات . و أشار إلى أنه واحد ممن وضعوا صورا لضباط أمن الدولة من خلال مدوناته و المواقع الاجتماعية , لأنهم انتهكوا حريات المواطنين و تسائل : أليس من الطبيعى أن يكون مكان هؤلاء الضباط فى السجون؟. و قالت هالة فهمى المذيعة بالتليفزيون المصرى: مشكلة الإعلام أنه يخدم النظام لذلك ليس له مصداقية عند الناس , أما الإعلام البديل فهو يتسم بالمصداقية لأنه ليس خادما لأفراد و أنظمة و يجعلنا نعيد التفكير فيما ينقله الإعلام التقليدى . و من نادي الصحافة بالعاصمة البريطانية لندن جاءت الىراء متفاوتة حيث رأت سماح الطويسى أن الإعلام البديل هو الأكثر فاعلية و مواكبة للأحداث يرجع إليه الإعلام التقليدى لكى يأخذ المعلومة و يتخذه مصدراً للخبر يصدقه و ينشره . و من بريطانيا ممن أكدوا على أهمية دور الإعلام البديل حيث يمدهم بالمعلومات من أرض الواقع , متحدثين عن وجود بعض التحيز فى الأراء أيضا فى هذا الإعلام الحديث و لكن ينفيه تكرار الخبر أكثر من مرة لكى يكشف عنه الأهواء الدخيلة أثناء نقل الأحداث . و أوضحوا أيضا أن فى العهد السابق على الإعلام البديل كانت الحقيقة واحدة تخدم نظاما معينا أما الآن فقد تعددت الحقائق تحت راية العالم الافتراضى و نحن بدورنا من نميز بين ما هو صادق و آخر كاذب كما كنا قبل الثورة نقرأ ما بين السطور فى الصحف القومية .