سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شيخ الأزهر: إلغاء المادة الثانية من الدستور يؤدي للفوضى.. الحوار مع "الإخوان" غير مطروح.. إطار جديد للقنوات الدينية المغلقة.. كلنا مسئولون عن ما قام به النظام السابق
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر علي أن "إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص علي أن - الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع- ليست مطروحة للتعديل، وأن الحديث عنها يثير الفوضى ويفتح باب النزاع من جديد بين المسلمين والمسيحيين، باعتبارها من ثوابت الدولة المصرية،" ووجه كلامه إلي الذين يطالبون بإلغائها قائلا: إن "إلغائها غير سليم وسوف يعرض البلاد إلي الفتن، والمطالبة بإلغائها يعد مصادرة للديمقراطية والحريات التي نادت بها ثورة الشباب". وأعلن الإمام الأكبر رفضه فتح بابا للحوار مع جماعة الإخوان المسلمين بقوله: "الحوار غير مطروح علي الإطلاق، لأن الأزهر مؤسسة علمية، والإخوان حركة سياسية، فعقيدتنا واحدة وبيننا احترام متبادل، لكن اجتهادنا مختلف". مضيفا أن الأزهر ليس حركة أو جماعة بل مؤسسة عليها دور كبير في مصر وخارجها وورائها مليار مسلم يسيرون وراء ما يقول". واعترف الإمام الأكبر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر مكتبه بمشيحة الأزهر علي أن "للأزهر أوقاف كثيرة صعب التعرف عليها، لكن هناك مجهودات تبذل من أجل التعرف عليها، مشيرا إلي أن "المرحلة المقبلة سوف تشهد تطور كبير في دور الأزهر خاصة في لغته مع الشباب، من خلال اجتماع قريب يجمع كل أطياف المجتمع المصري لمحاولة تقريب وجهات النظر، وكذا عقد لقاء مع أصحاب القنوات الدينية التي تم غلقها من أجل تحديد إطار موحد وليس خطاب موجد للعمل خلال الفترة المقبلة. وقال الإمام الأكبر الذي أعلن الطيب عن توجيه الدعوة لصلاة الغائب في جميع مساجد مصر غدا الجمعة علي أرواح شهداء ثورة 25 يناير "كنا نعاني من فساد"، مطالبا "كل من استفاد من النظام وعملوا معه ألا يظهروا الآن بمواقف الأبطال وأنا أولهم، لان الوحيدون الذين يستحقون الظهور بمواقف الأبطال هم شباب الثورة"، مضيفا "كلنا مسئولون عن ما قام به النظام إما بالصمت عن أفعاله أو بالمشاركة فيها، وأن الأخلاق تحتم علي ألا أتحدث حديث الأبطال الآن". وأشار شيخ الأزهر إلي أن "لولا تخوفي من سيطرت أصحاب الثروات علي أشد الناخبين التزاما من علماء الأزهر لطبقت نظام الانتخاب علي منصب شيخ الأزهر وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات"، مؤكدا إنه "في حالة ضمان صندوقا انتخابيا صادقا ونزيها فسوف نبدأ في جعل منصب شيخ الأزهر بالانتخاب لا بالتعيين". كشف الإمام الأكبر عن أربعة أشياء منعته من الذهاب إلي ميدان التحرير للانضمام للشباب التحرير هي "إنني أقود أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، وإنني كنت لا أود أن أميل لطرف عن الآخر، وإنني خفت من التدخل الأجنبي، وأشفقت علي البلاد من الفتن وإراقة الدماء". ودعا شيخ الأزهر إلي سرعة الانتقال إلى الحكم المدني المنتخب انتخابا نزيها حرا خلال الأشهر الستة القادمة، والبدء في إرساء دعائم عهد جديد تراعى فيه القيم العليا التي أقرتها الأديان السماوية وحضارتنا الشرقية وفي مقدمتها قيم العلم الذي هو عماد تقدم الأمم، والعدل الذي هو أساس الملك، والحرية التي تفجر الطاقات وتبني الحضارات وتكسر قيود الجهل والفقر والاستبداد، وسن قوانين صارمة تجرم التعذيب والإيذاء البدني والمعنوي والاعتداء على حرمة المواطن بأي شكل من الأشكال والتأكيد علي أن حرمة الإنسان من أعظم الحرمات في الدين والشرائع، وأن يوضع اقتصادنا في المرحلة القادمة في أيدي خبراء يجمعون بين العلم والخبرة والنزاهة، وأن يوضع الإعلام في أيدي المثقفين الحقيقيين الذي يرعون حرمة مصر وحرمة ثقافة الأمة وقيمها وحق مصر التاريخي في أن تستعيد دورها الرائد في محيطها العربي والإسلامي. وأضاف شيخ الأزهر أن "اجتماعي بالامس ليس لإصدار بياناً ولا نداءً، إنما للكشف عن موقف الأزهر حتى لا يستطيع أحدا أن يزايد علي موقفه الداعم لأي حركة تحرير داخل مصر وخارجها، وتوضيح أن الأزهر لا يتردد ولا يخاف كما جأرت بعض الحناجر الزاعقة في الداخل والخارج علي القول بذلك"، مشيرا إلي أن "الأزهر لم يكن ليمسك بالعصا من الوسط كما قيل بل أمسك بالعصا وهو يتقلب بين خوفين: خوف قطرة دم تراق من هؤلاء الشباب، وخوف على الوطن أن ينفرط عقده ويدخل في مجهول"0 وأوضح الإمام الأكبر أن "الأزهر في بيانه الأول أكد علي أن الإسلام يقرر الحقوق ويحمى الحريات ويرفض الظلم ويقف إلى جانب الشعوب في مطالبها المشروعة، وان أي عمل أو تصرف يؤدى إلى إراقة الدماء محرم شرعاً". وتابع الطيب: "سبق الأزهر كل الأصوات التي تركب الموجه الآن، وتتاجر بالدين والأخلاق وتنتهز الفرصة لإفراغ أحقادها وسمومها السوداء على الأزهر وعلمائه ، حيث سبق الأزهر الجميع حين طالب بحق سائر القوى السياسية دون إقصاء في إجراء حوار فوري يهدف إلى احتواء الأزمة ورأب الصدع، واضع خطاً احمر تحت كلمة دون إقصاء"0 وأردف الإمام الأكبر أن "الأزهر في بيانه الثاني رفض كل محاولات التدخل الاجنبى لاستغلال المكاسب المشروعة التي ينادى بها شباب مصر المخلص". مشيرا إلي أن "الأزهر لم يتملق السلطة التي كانت قائمة آنذاك ولن يتملق السلطة القائمة الآن، والأزهر موافقة واضحة فهو من وقف أمام الولاياتالمتحدة الأميركية حين أرادت أن تتدخل في شان مصر، وتصدي للفاتيكان وجمد الحوار معه وقاطعة، ولا يزال يصر علي التمسك بموقف صارم من إسرائيل يرفض الاحتلال وتدنيس المقدسات وحصار غزة".