اختار الدكتور طارق القيعي رئيس المجلس الشعبي المحلى بالإسكندرية جريدة "المصريون" لتكون ممثلة لوسائل الإعلام بالإسكندرية في عرض وجهة نظر الإعلام حول أسباب الاحتقان الطائفي بالشارع المصري، وكذا كيفية تفعيل ما ورد بخطاب الرئيس حسني مبارك في عيد الشرطة عن أهمية دور الخطاب الديني، والأجهزة الإعلامية في استقرار الأمن والسلام الاجتماعي في مصر. وعرض كاتب التقرير مدير مكتب "المصريون" بالإسكندرية لتلك الرؤية أمام أعضاء المجلس الشعبي بالإسكندرية وبحضور رجال الدين الإسلامي والمسيحي في اجتماع لجنة التوفيق والمصالحات بالمجلس أمس برئاسة الدكتور طارق القيعي رئيس المجلس، وهي الرؤية التي تبناها المجلس. فقد أكد الزميل في مداخلته أمام لجنة الإعلام والأمن برئاسة سمير النيلي رئيس لجنة الإعلام أن 95% من أسباب الاحتقان الديني في مصر مرجعه إلى ممارسات غير مسئولة لبعض المسيحيين بالداخل والخارج، ممثلين في أقباط المهجر وبعض وسائل الإعلام والفضائيات القبطية. وقال ردا على مداخلة كميل صديق عضو المجلس الملي بالإسكندرية، وأحد الأذرع الإعلامية لأقباط المهجر إن مصر دولة إسلامية، وإن استمرار مطالبة الأقباط بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، إنما يمثل استفزازا مستمرا لمشاعر الشارع المصري المسلم الذي يمثل الأغلبية المطلقة للشعب المصري، والذي يعتبر تلك المطالبات بمثابة محاولة لتغير هوية الشعب المصري المسلم. كما أرجع الاحتقان الطائفي بالشارع المصري المسلم إلى الممارسات غير المسئولة لأقباط المهجر التي تطالب الولاياتالمتحدة والغرب بالتدخل عسكريا ضد مصر، كما تحرض أقباط الداخل على الثورة ضد النظام الحاكم، فضلا عن الإهانات التي يوجهها صباح ومساء القس زكريا بطرس إلى سيدنا محمد صلى الله علية وسلم، ودأبه على الطعن في الإسلام وثوابت العقيدة الإسلامية، وأكد أن الصمت التام من رأس الكنيسة المصرية على ممارسات أقباط المهجر، وبذاءات القس زكريا بطرس توحي للشارع المسلم بأن الكنيسة المصرية راضية عن تلك الممارسات. ورفض الزميل الاقتراحات التي طرحت في الاجتماع الموسع الذي عقدته لجنة التوفيق والمصالحات أمس الداعي إلى تعديل المناهج الدينية الإسلامية بالمدارس، والتي دعا فيها بعض أعضاء اللجنة إلى تدريس الدين المسيحي للتلاميذ المسلمين وإجبارهم على حفظ آيات من الإنجيل، وكذا الحال بالنسبة للتلاميذ المسيحيين، لأن هذا قد يمثل إثارة للشارع المصري وقد يحدث فتنة طائفية حقيقية. واعترض على كلام عضو المجلس الملي كميل صديق بأن هناك تضييقا على الإبداع والمبدعين في مصر، وأنهم يتعرضون لأحكام قضائية بسبب إبداعهم، حيث قال الزميل "إن الهجوم على الإسلام، والطعن في ثوابت العقيدة الإسلامية لا يمثل حرية إبداع، وإنما يمثل نوعا من أنواع حرية الكفر"، وتساءل: لماذا لا تعتبر الكنيسة أي أعمال إبداعية تتناول شان ديني مسيحي حرية إبداع ؟ ولماذا تطالب بوقفها ؟ وهل الإبداع لا يكون إبداعا إلا إذا تعرض للشأن الإسلامي طاعنا في ثوابت الدين، ومسفها من العقيدة. وفى نهاية اجتماع اللجنة الذي حضره من الجانب المسيحي القمص ميخائيل إبراهيم ممثلا للكنيسة، وممثل عن الكنيسة الإنجيلية، والقمص رويس مرقص وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، بالإضافة إلى قيادات الأوقاف والأزهر بالإسكندرية، والجمعيات الأهلية، تبنى المجلس الشعبي المحلى توصيات "المصريون" بشان تفعيل ما ورد بخطاب الرئيس مبارك في عيد الشرطة عن أهمية دور الخطاب الديني، والأجهزة الإعلامية في استقرار الأمن والسلام الاجتماعي في مصر. تضمنت التوصيات ضرورة أن تعلن رأس الكنيسة المصرية براءتها التامة من بذاءات القس زكريا بطرس ضد الإسلام، وضد سيدنا محمد صلى الله علية وسلم، وكذا ضرورة ممارسة الكنيسة المصرية نفوذها وسلطتها على أقباط المهجر للتوقف ممارستهم غير المسئولة ضد الدولة المصرية، والمتمثلة في دعوة أمريكا وأوربا للتدخل عسكريا ضد النظام المصري، وتحريضهم لأقباط الداخل للثورة ضد النظام الحاكم. كما تضمنت التوصيات أيضا أن تعلن الكنيسة المصرية صراحة رفضها لممارسات أقباط المهجر، واعتبارها خيانة عظمى للوطن، وكذا التوقف عن المطالبة بتغيير المادة الثانية من الدستور التي تنص على إسلامية الدولة المصرية، واعتبار الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، لان المطالبة بتغيرها يثير المشاعر الإسلامية، ويزيد من الاحتقان الطائفي في الشارع المصري المسلم. واستحسنت القيادات القبطية التي حضرت اجتماع اللجنة رفض "المصريون" لاقتراحات البعض الداعية إلى تدريس الدين المسيحي، وتحفيظ آيات من الإنجيل للتلاميذ المسلمين، وكذا تدريس وتحفيظ آيات من القران للتلاميذ المسيحيين. من جانبه عجز كميل صديق عضو المجلس الملي وكذا بعض القيادات القبطية عن الرد على الزميل "المصريون" وإثبات أن الكنيسة المصرية رفضت أو إدانة ممارسات أقباط المهجر، أو بذاءات القس زكريا بطرس في إحدى الفضائيات. وقد لاقت مداخلة مدير مكتب "المصريون" استحسان معظم أعضاء وقيادات المجلس الشعبي المحلى للإسكندرية لصراحتها وموضوعيتها، ودقتها في تحديد أسباب الاحتقان بالشارع المصري المسلم.