إختار المدون السوري محمد نور الله، عنوان "خائن" إسما لمدونته، فقد كتب تحت عنوان "ويكيليكس.. حرية الشبكة.. والأوغاد"، يقول: "أن يعبر إنسان شرق أوسطي أو عربي أو صيني مثلا عن رأي يخالف نظاما سياسيا أو يهدده فهذا يعني أن كيانه وحياته على الأغلب قد استبيحوا. وبقدر ما يكون هذا الرأي مهددا لمنظومة ما - سياسية سلطوية، تنخفض قيمة كيانه أكثر ..فالعلاقة عكسية بين قيمة رأيه وقيمة حياته. هذا الأمر ينطبق على الغرب الحديث أيضاً مع الأخذ بعين الإعتبار إختلاف بنية النظام الذي يهدده والذي يعيش ضمنه. ويتابع نور الله بالقول: "جوليان أسانج بدأ بفعل ذلك من حوالي خمس سنوات . ويصعب بظني وجود نظرية مؤامرة تصل إلى حد أن الرجل مدسوس وأن ما جرى مدبر من قبل القوى التي يتهمها ويفضحها أسانج، لأنه أصلا في ما قام به يكشف مؤامرات - أكاذيب حكومة الولاياتالمتحدة و حلفائها من الحكومات. بالإضافة إلى أن الهدف من إتهامه بالتآمر ليس ضروريا للتشكيك بما نشر من وثائق. يبقى الجدل في صحة أو زيف تلك الوثائق مشروعا حتى لو لم يكن متآمرا.وتسائل إن كان جوليان أسانج منتجاً أمريكيا أو غربيا، فهل كل من سيقوم بما فعل (وسيتكرر الأمر على الأغلب) هم كذلك؟ هل الغرب آلهة تدبر كل شيء وتمسك بزمام كل شيء؟ هذا مستحيل وأختتم نور الله مدونته بالقول: "حتى لو تم إسكات أسانج والويكيليكس فعلى الأغلب أن هناك الآلاف مثل أسانج ينتظرون ليأخذوا دوره. وفي حال لم يقم أحدهم بحماقة كبرى كتعطيل الشبكة مثلاً فإن على تلك القوى أن تتعلم التكيف مع هذا العالم الجديد عاجلا أم آجلا. الحريات والحقوق لا زالت تناضل ولم تصل بعد إلى ما يصبوا إليه البشر. ومن المؤكد أن البعض قطع أشواطا أبعد من البعض. ما جرى يجب أن لا يدفعنا إلى المزيد بالإستهزاء بالحريات والحقوق لمجرد أن قوى منافقة تستخدمها في خطاباتها، بل على العكس، المزيد من التمسك بها والوقوف بجانبها وبجانب من يدعمها أيا كان، فهذا عصر جديد لا يأبه المنافقين.