توقفت عند حكاية رواها الدكتور "ابراهيم بدران" الجراح المعروف ووزير الصحة الأسبق. والأهم أنه رجل صادق. لذلك تأتي شهادتهپلوجه الله. قال في حوار أجراه معه "هشام المياني" بجريدة "الشروق" إن أحد رؤساء وزراء مصر السابقين كان معاشه بعد أن ترك الحكم والهيلمان 210 جنيهات. وقد كان رحمه الله من أشرف من أنجبتهم مصر التي كرس حياته لخدمتها في مختلف المناصب التي شغلها رجلاً للأمن ووزيراً حتي أصبح رئيساً للوزراء. كان يعاني من صعوبة الحياة بالمعاش المتواضع. فلما ضاقت به السبل لجأ للدكتور "بدران" باعتباره صديقاً لوزيرة الشئون الاجتماعية وقتها الدكتورة آمال عثمان لعلها تجد حلاً ترفع به معاش رئيس الوزراء.. ولكنها كانت ترافق زوجها في رحلة علاج بانجلترا. كلمة قاسية أن يذكر "ابراهيم بدران" أن الله اكرم الرجل بموته. ولما مرض في آخر أيام حياته لجأ إلي "جامعة الإسكندرية". المدينة التي بدأ حياته العملية فيهاپوعاش أجمل سنوات عمره عن طريقها فقط سافر للعلاج في لندن علي نفقة الدولة. واعطته الحكومة 1500 دولار وتتكفل وزارة الصحة بالمصروفات. وصل إلي المستشفي ليلاً. وتوفاه الله في صباح اليوم التالي. وسرقت منه الدولارات وهو علي فراش الموت ففي لندن أيضاً يسرقون المرضي . هبطت الطائرة في مطار القاهرة تحمل جثمان رئيس الوزراء السابق. ولكن الحكومة المصرية رفضت تسليم الجثة لأهله إلا بعدپأن يقوموا بسداد الدولارات التي سرقت منه في لندن.. ولولا رئيس الوزراء وقتها الدكتور "عاطف صدقي" لازداد الأمرپمهانة! لم يقل الدكتور بدران انه رئيس الوزراء الذي تحدث عنه هو "ممدوح سالم". شهادة من نوع آخر للدكتور "ابراهيم بدران" تدافع عن حق وزير المالية الدكتور "يوسف بطرس غالي" في علاج عينيه علي نفقة الدولة. وهي القضية التي أثير حولها جدل. ومازال. ضمن ما تردد عن العلاج علي نفقة الدولة. والتجاوزاتپالتي طالت وزراء وأعضاء مجلس شعب وموظفين كباراً لم نعرف بعد إلي أين انتهت. ولسنا علي يقين بأنها سوف تتوقف في مجال العلاج أو غيره. اذكر أن استاذاً عظيماً مثل الدكتور "عبدالوهاب المسيري" صاحب الدراسات الواعية تركيزاً علي الصهيونية لم تعالجه الدولة علي حسابها وقد كان مرضه عضالاً. بينما سافر غيره دون ذكر اسمه وكانت له في المستشفي الكبير خارج مصر فضائح تمت تسويتها بعد شكاوي الممرضات من محاولاته الفجة للتحرش بهن. وتحجج بأن دواء يتعاطاه هو السبب في هذاپالهياج.. ومع ذلك عاد مرة أخري لاستكمال العلاج في الخارج علي نفقة الدولة لمرض يقول خصومه إن الأطباء في مصر قادرون علي متابعته. شفاه الله. أعود إلي شهادة الدكتور "بدران" عن علاج الدكتور "غالي" وكيف أن العملية التي أجراها في عينه لا تجري إلا في أمريكا وطبيب واحد هو الذي يستطيع اجراءهاپعلي مستوي العالم.. كما أن الرجل لم يكلف الدولة سوي مليون جنيه فقط! براءة لعيون وزير المالية. ولكن اللغط تناولپمصروفات جانبية حول اجراء العملية. ولم يتكلم أحد مما أثار الاتهامات والشبهات.. أم أن الصمت تعالياً فليس من حق الناس أن تعرف.. أو تسأل؟!