ناقش رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية مع وفد "منظمة الحكماء" الذي يزور قطاع غزة التطورات السياسية، منها ملفي المفاوضات والمصالحة، إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني. ووصل وفد الحكماء قطاع غزة عبر معبر رفح البري قبل ظهر السبت، حيث من المقرر أن يجري لقاءات سياسية مع المسئولين الفلسطينيين قبل أن يتوجه لزيارة المناطق التي دمرها الاحتلال خلال حربه الأخيرة المدمرة على القطاع. ويضم وفد منظمة الحكماء الدولية ماري روبنسون رئيس جمهورية ايرلندا السابقة –رئيسة-، وعضوية الأخضر الإبراهيمي وإيلا بات. وأكد هنية خلال اللقاء الذي جمعه بالوفد في مقر مجلس الوزراء في غزة عصر اليوم السبت على ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وطرق الوصول إليها. وأشاد بجهود لجنة الحكماء الدولية وزيارتهم إلى قطاع غزة في ظل الحصار المفروض عليه، آملاً أن تشكل هذه الزيارة تقدماً إيجابياً لصالح الشعب الفلسطيني . وشارك في اللقاء كل من الأمين العام لمجلس الوزراء محمد عوض، ووزير الصحة باسم نعيم، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء يوسف رزقة، ووكيل وزارة الخارجية أحمد يوسف، ورئيس المكتب الإعلامي الحكومي حسن أبو حشيش، والناطق باسم الحكومة طاهر النونو. وأشار هنية إلى وجود إشكالية في المفاوضات الراهنة حيث تجري على الحقوق الفلسطينية وفي ظل انحياز أمريكي واضح للاحتلال الإسرائيلي مما يجعل هذه المفاوضات عبارة عن مفاوضات من أجل المفاوضات وليس مفاوضات من أجل تحقيق الحقوق الفلسطينية. وفي موضوع المصالحة، قال: "إن إنهاء الانقسام ضرورة وطنية ويجب الوصول إليها بشكل لا يتيح المجال أمام تجدد الانقسام والخلاف مما يستدعي إنهاء كل الملفات الخلافية وخاصة الملف الأمني الذي كان أحد أسباب تفجر الأوضاع بعد اتفاق مكة". واستعرض نتائج الحوار الأخير التي جرت في دمشق، مشيراً إلى الحلول العديدة التي اقترحتها حركة حماس للخروج من نقاط الخلاف والتي طرح بعضها على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لحل نقاط الخلاف. وأوضح أن عدم الإعتراف بنتائج الإنتخابات هو الذي سبب هذه الحالة من الانقسام إضافة إلى التدخل الدولي والأمريكي خاصة في الشأن الفلسطيني الداخلي، داعيا إلى إنهاء هذا التدخل بما يخدم المصالحة الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية. من جانبها، أشادت روبنسون بالمواقف السياسية التي ذكرها هنية وخاصة في موضوع المصالحة، داعية إلى إنهاء هذه القضية بتحقيق الوحدة الفلسطينية التي تخدم المجموع الفلسطيني ككل، وقالت: "إن ما تقدمت به حول المصالحة نتفق معه من ضرورة الحل بشكل لا يتيح المجال أمام تجدد الإنقسام".