أكد السفير هشام محي الدين ناظر سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة أن مصر والسعودية هما صمام أمن وأمان للمنطقة وأن علاقتهما الراسخة أصبحت في السنوات الأخيرة ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك، كما أنهما تقودان بجدارة قطار الإقتصاد العربي ووضعه على الخريطة العالمية. وأكد السفير هشام محي الدين ناظر - في كلمة ألقاها بمقر السفارة السعودية بالقاهرة اليوم "الأربعاء"، بمناسبة اليوم الوطني الثمانين للمملكة العربية السعودية - أن المملكة العربية السعودية تدعم الجهود المصرية الحثيثة والمستمرة للوصول لإتفاق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس . وقال إن البلدين يعملان معا على كافة الأصعدة والمستويات العربية والإقليمية والدولية لتوفير الأمن والاستقرار والرخاء لشعوب المنطقة . ونوه بالقيادة الحكيمة لزعيمي الشعبين الكبيرين : خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الذي لقبه العالم ب"ملك الإنسانية " وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية التي هيأت الاستقرار لمصر الشقيقة ، ونقلتها إلى آفاق دولية أرحب، وصنعت لها مكانا مرموقا على خريطة العالم. وقال إن العلاقات المصرية السعودية الراسخة أصبحت تمثل في السنوات الأخيرة ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك حيث يحرص قائدا البلدين على العمل على مزيد من التقارب والتشاور والتنسيق المستمر بينهما، مشيرًا إلى أن آخر اللقاءات بين الزعيمين تمثلت في قمة شرم الشيخ (28 يوليو الماضي) بخصوص أزمات المنطقة .
وأضاف أن أوراق التاريخ المعاصر تؤكد أن القاهرة والرياض قد أصبحتا قطبا العلاقات والتفاعلات الإيجابية التي تعمل على خدمة النظام العربي والمساهمة في حل قضايا المنطقة، وفي مقدمتها المشكلة الفلسطينية. وقال السفير السعودي لدى مصر إن العلاقات بين البلدين ممتدة عبر التاريخ من خلال هجرات متتالية ومتوالية بين البلدين منذ أبو الأنبياء "إبراهيم الخليل عليه السلام" ، وقد توثقت هذه العلاقات بشكل رسمي في العصر الحديث بعد قيام صقر الجزيرة بتوحيد السعودية في دولة حديثة . وأوضح أنه منذ تأسيس المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود للدولة السعودية وأصبح التبادل التجاري بين البلدين ملموسا، وإستمر التعاون المشترك يتزايد عاما بعد عام حتى أصبح التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة يفوق مثيله في أي دولة أخرى، وقفزت الاستثمارات السعودية في مصر لتحتل المركز الأول بالنسبة للدول العربية ، كما وصلت الصادرات المصرية للسعودية (خلال الربع الأول من هذا العام ) إلى 22ر400 مليون دولار مقابل وإردات مجموعها 40ر748 مليون دولار . وأشار إلى أن عدد الشركات ذات الإستثمار السعودي الموجودة في مصر وصل إلى 2190 مشروعا وشركة في مختلف المجالات بإستثمارات قيمتها 9ر19 مليار جنيه أحدثها المجمع الصناعي الذي وضع حجر أساسه المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة في محافظة السادس من أكتوبر والذي من المنتظر أن تفوق إستثماراته ملياري جنيه، كما وصلت الإستثمارات المصرية في السعودية إلى 750 مليون دولار ، فيما بلغت الإستثمارات المشتركة بين البلدين حوالي مليار ونصف دولار . ولفت إلى العمالة المصرية في السعودية يتجاوز عددها مليون ومائتي ألف مصري، يعلمون في مختلف المهن : ويعتبرهم السعوديون أشقائهم وزملاء عمل ساهموا على مدى سنوات طوال في التنمية في السعودية.
كما أوضح أنه يعيش على أرض مصر أكثر من نصف مليون سعودي (منهم 400 ألف يقيمون بصفة دائمة )، منوهًا بأن الجالية السعودية تحظى باهتمام كبير وكريم من الحكومة المصرية، وتشملها برعايتها لدرجة أن السعودي في مصر ويشعر أنه يعيش في بلده الثاني ولم يغترب عن أهله. وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي المباشر وغير المباشر بين مصر والسعودية إنما هو ثمرة من ثمار الإستقرار الذي تعيشه الدولتان والذي أهلهما لأن تقودان بجدارة قطار الإقتصاد العربي ووضعه على الخريطة العالمية. وأكد السفير هشام محي الدين ناظر أن مواقف المملكة العربية السعودية تتسم بالوسطية والعقلانية، وهي تؤكد أن الحوار العالمي بين أصحاب الديانات والحضارات والثقافات كفيل بإحياء المثل العليا ، ومنح الإنسانية مستقبلا مشرقا يسوده العدل والسلام. ولفت إلى أن السعودية وصلت للمرتبة الثالثة عشرة على مستوى العالم كدولة جاذبة للاستثمار وتصنيفها بين أفضل اقتصاديات العالم الصاعدة جبنا على جنب مع دول صاعدة كبرى كالصين والهند ، مشيرا في هذا الصدد لدخولها مجموعة العشرين الأمر الذي يجعلها بلدا مؤثرا في صنع السياسات الاقتصادية العالمية التي تؤثر في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى امتلاك السعودية لقاعدة صناعية صلبة وتجارية نشطة أهلتها لأن تكون محطا لأنظار الأختصاصيين والخبراء والمهنيين من جنسيات متعددة من أكثر من 110 دولة في العالم ، وفي مقدمتهم حوالي مليون و400 ألف من الأخوة المصريين يشكلون 47 % تقريبا من العمالة المصرية في الدول العربية. ولفت إلى اهتمام الدولة السعودية بالتعليم بإعتباره قاطرة التقدم حيث جاء الإنفاق عليه في صدارة خطة التنمية التاسعة (2010 – 2014) بقيمة 137 مليار ريال. وأوضح أنه في اليوم الوطني للمملكة (23 أغسطس) يتم الإحتفال بتأسيس صقر الجزيرة العربية، المغفور له الملك عبد الله بن العزيز أول دولة وحدة على أرض الجزيرة العربية منذ دولة الإسلام الأولى، مشيرًا إلى أن هذه الوحدة خلقت دولة قارية شكلت بداية لتجربة تنموية شاملة وملموسة شهد بها العالم وتحولت فيها بلادنا من مجرد بلد صحراوي إلى دولة عصرية حديثة مساهمة ومشاركة وأساسية وفعالة مع شريكتها الشقيقة مصر في إتخاذ القرارات الإستراتيجية الأساسية التي تخص منطقتنا العربية .