أكدت الحكومة الإسرائيلية أمس أنها لن تتراجع عن قرارها بعدم تمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، رغم تهديد الفلسطينيين والعرب بوقف المفاوضات المباشرة التي تجري برعاية أمريكية إذا واصلت إسرائيل بناء المستوطنات خلال المفاوضات التي انطلقت قبل أسابيع في واشنطن. وقال مسئول بارز في الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يغير موقفه من مسألة الاستيطان، وأن هذا الأمر ليس مطروحا بالنسبة له. جاء الموقف الإسرائيلي بعد ساعات من تأكيد جامعة الدول العربية ضرورة وقف الاستيطان باعتباره «المحك الأساسي» الذي سيوضح مدي جدية إسرائيل. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي أنه لا جدوي من المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل إذا استمر الاستيطان. وقال موسي- في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة- إن «استمرار الاستيطان لا يتوافق مع استمرار المفاوضات». كما أكد وزراء الخارجية العرب رفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وشددوا علي ضرورة أن ترتكز المفاوضات علي مرجعية عملية السلام وأن تلتزم بإطار زمني محدد. وقال الرئيس الجديد لمجلس وزراء الخارجية العرب في دورته 134، وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري: إن مبادرة السلام العربية لتحقيق السلام مع إسرائيل «لن تظل مطروحة إلي الأبد». وعلي صعيد الموقف الفلسطيني، هدد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بانسحاب الوفد الفلسطيني من المفاوضات إذا أنشأت إسرائيل أي مستوطنات جديدة بعد انتهاء فترة التجميد الجزئي للبناء في الضفة الغربية في 26 من الشهر الجاري. وقال المالكي علي هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب: «إذا أقيمت مستوطنة واحدة بعد انتهاء التجميد فسيوقف الفلسطينيون المحادثات المباشرة مع إسرائيل». في الوقت نفسه سعت الإدارة الأمريكية لإيجاد حل لأزمة الاستيطان التي باتت تشكل عقبة كبيرة أمام مواصلة المفاوضات، واقترحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون علي إسرائيل القبول بتمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية ولو لفترة محدودة، مؤكدة في تصريحات صحفية أن «التمديد المحدود لن يعرقل تقدم العملية إذا كان هناك قرار متفقاً عليه من الطرفين».