ليست الأرقام المعلنة عن حالات الاغتصاب التي تعرضت لها نساء الكونجو الديمقراطية سوي الجزء الطافي من جبل جليد, ولم تكن الأممالمتحدة مبالغة عندما أعلنت قبل أشهر أن الكونجو كينشاسا هي عاصمة الاغتصاب في العالم, حيث تعرضت8000 امرأة للاغتصاب في عام2009 وحده, و1244 أخري للجريمة نفسها في الربع الأول من عام2010 فقط, بمعدل14 حالة يوميا, ثم تكشف آخر إحصائية عن تعرض أكثر من150 امرأة للاغتصاب في قريتين واقعتين في منطقة خاضعة لرقابة دوريات قوات حفظ السلام الدولية عندما اقتحمها متمردون رو ما جبل الجليد الغاطس فيتمثل في مئات الآلاف من النسوة اللائي تعرضن للاغتصاب بشكل منظم في الغابات والأحراش, وأحيانا مدن شرق الكونجو, ليس فقط بأيدي الجماعات المسلحة والمتمردين, وإنما أيضا من بعض عناصر القوات الحكومية وقلة من أفراد قوات حفظ السلام نفسها, لكنهن لم يبلغن عما حدث لهن إما خشية العار الذي قد تكون نهايته الموت في مجتمع قبلي, أو لأنهن غير قادرات علي الإبلاغ خشية الانتقام من الذين اغتصبوهن, أو حتي لا يعرفن الطريقة التي يمكن بها الإبلاغ في ضوء عدم معرفة قوات حفظ السلام بلغاتهن المحلية, أو عدم اكتراث أبناء البلد العاملين معها بشكاوهن. ومع كل ذلك تطلب حكومة كينشاسا القابعة في الغرب علي مسافة3200 كم من مناطق الجريمة في الشرق من الأممالمتحدة سحب قواتها من البلاد, بدعوي أن التمرد انتهي وحل السلام, وتستجيب المنظمة لطلبها قبل أن تتأكد من قدرة الجيش الحكومي علي السيطرة علي الأوضاع في ضوء ميليشيات مسلحة عديدة تعيث فسادا مثل الماي ماي, والمؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب المحليتين, وجبهة القوي الديمقراطية لتحرير رواندا, وميليشيا جيش الرب الأوغندية في شرق الكونجو التي تعادل ثلثي مساحة أوروبا الغربية. لن تتوقف عمليات الاغتصاب الجماعي إلا بعد تكثيف دوريات قوات حفظ السلام, وإيجاد وسيلة لتمكين المدنيين من الاتصال بهم عند الخطر حتي يتم حل الميليشيات المسلحة, أو طرد الغرباء منها, وبسط القوات المسلحة سيطرتها الكاملة وإعادة الانضباط إليها حتي لا يشارك أفرادها أنفسهم في الاغتصاب.